ظاهرة التريند… كيف تحوّلت مع بداية انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الخصوصية إلى مادة لتحقيق أعلى نسب المشاهدات؟/الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد اعلموا يرحمكم الله أن الإسلام يشجع المسلمين على التفاؤل ويرغبهم به لأنه عنصر نفسي طيب وهو من ثمرات قوة الإرادة ومن فوائده أنه يشحذ الهمم إلى العمل ويغذي القلب بالطمأنينة والأمل، والإسلام ينفر المسلمين من التشاؤم ويعمل على صرفهم عنه لأنه عنصر نفسي سيء يبطء الهمم عن العمل ويشتت القلب بالقلق ويميت فيه روح الأمل فيدب إليه اليأس دبيب الداء الساري الخبيث وهو يدل على ضعف الإرادة، واعلموا يرحمكم الله أنه الواجب علينا في طلب العلم هو الإستعاذة بالله من العجز والكسل.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " اللهم غني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم " فيجب التعوّد على الإستعاذة والإستعانة بالله، فعند مواجهة أي موقف محبط أو صعب، قل "أعوذ بالله من العجز والكسل والهم والحزن، فهذا يرسّخ في النفس أن القوة ليست بالإعتماد على الذات وحدها، بل بالإعتماد على الله تعالي، وكما أنه من الواجب علينا في طلب العلم هو مراقبة الأفكار وتنقية العقل، فحاول إكتشاف أي أفكار سلبية أو مدمّرة قبل أن تتغلغل، وكما أنه من الواجب علينا في طلب العلم هو تحويل الفكر السلبي إلى إيجابي، وإستبدال عبارة "لا أستطيع" بعبارة سأحاول، وأستعين بالله" وكما أنه من الواجب علينا في طلب العلم هو العمل والحرص على ما ينفعك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز" 

والتركيز على العمل وإنتاج النتائج الواقعية يحدّ من الانغماس في السلبية، وكما أنه من الواجب علينا في طلب العلم هو ضبط الإنفعالات، فعند الغضب أو الإحباط، إتبع خطوات إدارة الغضب ومنها الصمت وتغيير الهيئة والابتعاد مؤقتا والوضوء ثم التعامل بهدوء، وكما أنه من الواجب علينا في طلب العلم هو التفاؤل والمناجاة الذهنية الإيجابية، وكما أنه من الواجب علينا في طلب العلم هو إستعن بالله ولا تعجز، فالقوة في قوله "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير" وليست قوة البدن فحسب، بل قوة الإرادة والعقل والروح، ثم تأتي "استعن بالله" لتعيد ترتيب الداخل، وتغرس في القلب الثقة بأن العون الحقيقي لا ينقطع ما دام الإنسان متوجها إلى ربه، وأن الفكر الإيجابي لا يستمد طاقته من الظروف وحدها، بل من سند إلهي يثبت الخطى ويقوي الإرادة.

أما قوله "ولا تعجز" فهو ضربة قاصمة لجذور التفكير السلبي، إذ يقطع الطريق على التردد والإنسحاب الداخلي، ويعيد تشكيل النظرة إلى الأزمات بإعتبارها محطات إصلاح لا معابر إنهزام، فالعجز يبدأ فكرة، ثم يتحوّل شعورا، ثم يغدو عادة فجاء النهي النبوي لمواجهته في مهده، واعلموا يرحمكم الله أن الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء، والحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في إنفعالاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " والحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء، حيث قال تعالى " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "