تشديد الرقابة على المطاحن ومحطات الوقود بسوهاج لضمان جودة الخبز وحماية الدعم - الهرم المصرى نيوز

ببساطة بقلم ✍*أ.د.م. أحمد محمد عابد*

أستاذ مشارك بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق واستشاري الهندسة الصناعية وسفير منظمة AFNGO للسلام. 

لمن يتابعني عبر منصة الهرم المصري نيوز الإلكترونية، فإهتمامي هو إبراز قيمة الانسان في نشر رسائل السلام، إما بإنتاجيته عالية الجودة التي تجوب العالم حاملة رسالة مودة وطلب صداقة مع سكان العالم وكذلك الإنسان الذي همه الحفاظ علي كرامة وطنه.

اليوم ومع مشارف شهر أكتوبر العظيم لا تطاوعني الكلمات الا بالحديث عن أستعادة كرامة مصر والتأكيد على نشر رسالة السلام، تلك الرسالة الخالدة منذ القدم. حديث اليوم عن ثلاثي مصدر إعلاء قوة العلم التي أنقذت مصر جيشاً وشعباً. حديثنا اليوم يؤكد للعالم أن كل شعب مصر أفراد في الجيش المصري إما بعلمهم أوقوة التخطيط الدقيق أو بالتفكير الهندسي خارج الصندوق. ثلاثة أبطال هم بالنسبة لي رموز وايقونات ونسمات الهواء الجميل التي حافظت علي استمرار رفرفة علم جمهورية مصر العربية للأن.

الأبطال الثلاثة هم الدكتور *محمود يوسف سعادة*، العالم المصري الجليل وأستاذ بالمركز القومي للبحوث آن ذاك، و المهندس *باقي زكي يوسف*، أحد أبطال سلاح المهندسين فترة حرب الاستنزاف، وثالثهم *إبراهيم السيد إبراهيم رفاعي*، ظابط صاعقة ومخابرات مصري. 

وإليكم القصة، وقت كان الرئيس السادات في أتعس حالاته وقت ان وصل له تقرير يؤكد أن وقود صواريخ الدفاع الجوي قد انتهت صلاحيتها، وأن الاتحاد السوفيتي قد أوقف تموين مصر بهذا النوع من الوقود الحيوي. الحرب لأستعادة كرامة مصر وشعبها أصبحت حلم بعد كل الأستعدادات الخفية والمجهود المضني منذ استفاقة الراحل جمال عبدالناصر علي مُسببات النكسة ومعاقبة من خدعوه، حلم مدته ستة سنوات سينهار وستنتكث مرة اخرى راية مصر، حتى أن آبى العالم *محمود يوسف سعادة* أن تُحبط جبهة حائط الصواريخ المصرية التي تُشكل الحصن الأول ضد الطيران الإسرائيلي، لقد كان الوقت حرج، وقبل كرب اكتوبر بأربعة شهور فقط، تمكن العالم الجليل في غضون شهر من إستخلاص 45 طناً من الوقود الصالح للاستخدام من كميات الوقود التالف بالمخازن. لقد تمكن من تفكيك مكونات الوقود إلى عناصره الأساسية، ثم إعادة تركيبها بالمركز القومي الذي طالما شهد جولات علمية ترفع رآية مصر حيث ان العلم هو شريان الحياة في جسد كل المصريين المدنيين والعسكريين. قامت القوات المسلحة بتجربة شحن أحد الصواريخ بهذا الوقود الجديد وإطلاقه، ونجحت التجربة نجاحًا باهرًا. لقد أعاد الأنفاس لرئة السادات حيث تنفس الصعداء وتأكد أن علامة إذن الله تكمن في التيسيرالذي جرى علي يد العالم الجليل *محمود يوسف سعادة* الذي رحل عن عالمنا الي جنات الله العالية عام 2011 في هدوء يضمن له ان كامل اخلاصة في ميزان حسناتة.

وقبل تلك الأزمة كان الراحل جمال عبدالناصر يرى في رجاله القوة البدنية التي يمكنها استعادة سيناء وعبور قناة السويس للضفة الشرقية ولكن يقف خط بارليف عقبة في مسار العبور والتوغل بأراضينا المغتصبة بسبب الفساد والأهمال.  

خط بارليف جبل من الرمال المسلحة والدشم الحصينة، وعسكريا يصعب وقتها تدميره، حتي ظهر للساحه مفكر مهندس عبقري محفور اسمه في ذهني، أنه المهندس *باقي زكي يوسف* أحد أبطال سلاح المهندسين، أبن كلية الهندسة – جامعة عين شمس عام 1954، وقد أكتسب خبرة من كونه أحد مهندسين مشروع السد العالي وإستخدام الطلمبات المائية وتطويرها، وهنا رسالة تؤكد أن التفكير خارج الصندوق يولد من صندوق خبرات سابقة على أيدي من أخلصوا لله القول والعمل، فيجري على ايديهم المعجزات والأفكار البراقة التي تكمن في سؤال علمي هو *(لماذا لا نستخدم ضغط المياه لإزالة رمال خط بارليف بدلًا من الديناميت؟)* ثم التجربة لأثبات أو نفي صلاحية الفكرة، لقد كان المهندس *باقي زكي يوسف* بعلمة وخبراته صاحب مفتاح العبور للضفة الشرقية، العبقري الذي حول الماء الى سلاح وخلق أمل إمكانية العبور والباب المتمثل في خط بارليف بات باب واهن وضعيف أمام سلاح المهندسين، وقد كرمه السادات بمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى وأعيد تكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015، ورحل المهندس الخلوق عن عالمنا في 2018، وترك سنة حسنة تؤكد أن التفكير طالما معتمد علي خبرة وتجربة يعد من أرقي رسائل الإخلاص التي تركها لنا ونهتدي بها ومؤكداً ان لا مستحيل مع العلم والخبرة. 

لحد كدا، العلم فتح الباب وأعاد حائط صواريخ الدفاع المصري للحياة حيث انه الاهم في خوض الحرب لأستعادة كرامة مصر وانتعاش رايتها فوق أراضيها في سلام. ولكن العلم دون اصرار وقوة واعمال بطولية تنشر الرعب والخوف في صدور المغتصبين لن يتمكن العلم وحده من خوض حروب الكرامة، لذا وجب التنويه عن ابطال القوة والتخطيط الذي أعدتهم القوات المسلحة منذ جمال عبدالناصر حتي عصرنا هذا لبث الرعب في قلوب الفاسقين والفاسدين، أمثال شبح فرعون وأساطير الصاعقة المصرية متمثلين في الأبطال *إبراهيم السيد إبراهيم رفاعي* و أحمد صابر منسي الذي كان حريصا علي الحفاظ علي مكتسبات أكتوبر، وحديثا اليوم مع الرفاعي الذي أنتقم لإستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض وقتل أكثر من 350 جندي وضابط من المغتصبين وتنفيذ أكثر من 70 عملية عسكرية ناجحة , وقاد عملية تدمير 3 دبابات و6 عربات نصف مجنزرة و قطع خطوط إمداد العدو وإرباك قواته بنسف مخازن ذخيرتهم فى العريش سنة 1968، وبتخطيط دقيق لتحركات المغتصبين أستطاع البطل أسر الملازم داني شمعون بطل المصارعة لديهم وسلمه للرئيس جمال عبدالناصر كهدية من ضباط الصاعقة المصرية والأستيلاء علي ثلاث رؤوس صواريخ ليعود العلم متألقاً بالعمل عليها وتحليل مسارتها ومعلوماتها من مدي وقوة وتركيب للتسهيل علي المهندسين مواجهة تلك الصواريخ والتصدي لها، الواقعة التي تسببت في إقالة كلا من قائد الجيش المغتصب في سيناء وقائد الدفاع الجوي ومدير الموساد بسيناء، مما أصاب العدو بالرعب من فرد واحد فما بالهم بمواجهة كل الأبطال دفعة واحدة، مما جعل شبح فكرة الحرب مزعجه تحرمهم النوم والأستمتاع بالحياة. قاد البطل عمليات عبر فيها قناة السويس وتدمير مواقع حصينة أصابة العدو بالشلل بعد تفجير مخازن الذخيرة ومراكز القيادة في قلب سيناء، لقد أكرم الله البطل *إبراهيم السيد إبراهيم رفاعي* بشرف كونه أول من رفع العلم المصري على الضفة الشرقية في حرب أكتوبر 1973. هذا البطل أبن الكلية الحربية دفعة 1954, و مؤسس أول قوة للصاعقة المصرية وهي المجموعة 39 قتال. وقد أستشهد البطل في الاسماعيلية في 19 أكتوبر 1973 بالثغرة تاركاً لنا عمليات بطولية مثالاً يحتزي به ابطال اليوم، عمليات نجاحها التخطيط الدقيق والاصرار والعزيمة العسكرية التي تنميها الكلية الحربية في نفوس خريجيها. 

حواري يوم نظرت القوة لأصحاب الفكر الهندسي و تعلقت مجهوداتهم بالعلماء لترى النور، فما خذلهم العلم كما ما خذل الفكر الأبطال وساعدهم في تحقيق غاياتهم، للتأكيد علي أمتزاج العلم والقوة للحفاظ على مكتسبات أكتوبر التي أبرزها سعة صدر القيادات في الاستماع والاستعانه بعلماء سطروا أعظم ملحمة حربية بين الحق والباطل، أنه العلم متمثل في العالم الجليل *(محمود يوسف سعادة)* الذين أحيا حائط الصواريخ وخط الدفاع الأهم بعد ما أصبحت صواريخ العدو سلاحا مكشوفا سهل التصدي له بعد هدية صاحب العزيمة الصادقة والقوة المتمثله في الشهيد *(إبراهيم السيد إبراهيم رفاعي )* وبعد أن بات فتح باب العبور ممكننا بسبب رقى تفكير المهندس *(باقي زكي يوسف )* الذي أثبت أن العلم يمكنه نسف المستحيلات.

تحياتي وتمنياتي الاستمتاع بأهم احتفالات مصر المعاصرة.