تشديد الرقابة على المطاحن ومحطات الوقود بسوهاج لضمان جودة الخبز وحماية الدعم - الهرم المصرى نيوز

بقلم / ايمان مصطفى حامد 

المحور الأول: الإعاقة العقلية:

تُعتبر الإعاقة بشكل عام والإعاقة العقلية بشكل خاص ظاهرة لا تعترف بالحدود الاجتماعية, ويمكن أن تتعرض لها على حد السواء الأسر الفقيرة والغنية, والمثقفة, فإنها بحق ظاهرة استرعت بدرجات متفاوتة اهتمام مختلف الفئات الاجتماعية, وقد أدى هذا الاهتمام الواسع بالإعاقة العقلية من مختلف الفئات المهنية والعلمية إلى درجة من الاختلاف في فهم هذه الظاهرة, وتحديد مسبباتها.(يوسف القيروتى وآخرون, 2001 :53)    

أولاً: تعريف الإعاقة العقلية:

لقد أصبح موضوع الإعاقة العقلية يثير اهتمام العاملين في ميدان تربية النشء وبخاصة الأطباء والمتخصصون في علم النفس، وكذلك المشتغلون بعلوم الاجتماع والوراثة، وقد ترتب على ذلك أن لكل فريق من هؤلاء المتخصصين له مفاهيمه الخاصة بالإعاقة العقلية. (أشرف محمد عبد الغنى شريت,2007: 49)

فقد عرف جيرفس Jervis(1952) الإعاقة العقلية على أنها: "حالة توقف أو عدم استكمال النمو العقلي, نتيجة لمرض أو إصابة قبل سن المراهقة أو نتيجة لعوامل جينية".(عبد العظيم شحاتة,1990: 17)

وقد اتفق معه حامد عبد السلام زهران بأنها: "حالة توقف أو نقص أو تأخر أو تخلف أو عدم اكتمال النمو العقلي المعرفي, ويولد بها الفرد أو تحدث في سن مبكرة نتيجة لعوامل وراثية أو بيئية تؤثر على الجهاز العصبي للفرد, مما يؤدى إلى نقص الذكاء، وتتضح آثارها في ضعف مستوى أداء الفرد في المجالات التي ترتبط بالنضج والتعلم والتوافق النفسي والاجتماعي والمهني, بحيث ينحرف مستوى الأداء عن المتوسط في حدود انحرافين معياريين سالبين". (حامد عبد السلام زهران,1977: 433)

أما ميرسر Mercer (1973) فعرف الإعاقة العقلية على أنها: "تعبير عن المكانة الاجتماعية المكتسبة ولا تعتمد على فكرة الاضطرابات البيولوجية أو الاعتبارات الإحصائية، ولكن تعتمد بشكل أساسي على مدى قدرة الفرد على مقابلة 

أدوار المتوقعة منه، وذلك تبعًا لمعايير المجتمع الذى يعيش فيه, فالفرد لا يُعد معاقًا ذهنيًا إلا إذا قام بدور المعوق ذهنيًا من وجهة نظر الأفراد ذوي الاعتبار في عالمه الاجتماعي, ويكون اكتساب المكانة الاجتماعية من خلال الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية".(Mercer,1973:25,29)

ووضح دولDoll (1941) أن هناك ستة محكات رئيسية تُعتبر كافية لتعريف الإعاقة العقلية وهي: عدم الكفاءة الاجتماعية, أداء أقل في المستوى العقلي, توقف النمو العقلي, سيصبح معاقًا عند بلوغ مرحلة النضج, يعود السبب في ذلك إلى عوامل تكوينية عضوية, حالة لا يمكن شفاؤها. (Hallahan,D.,Kauffman,F.,1991:45- 46)

وقد اتفقت معه الجمعية الأمريكية عام (1994) في تعريفها للإعاقة العقلية بأنها: "قصور واضح في اثنين أو أكثر من مظاهر السلوك التكيفي؛ مثل مهارات التواصل اللغوي, والعناية الذاتية, ومهارات الحياة اليومية والاجتماعية, والتوجيه الذاتي, وأوقات الفراغ والعمل, هذا بالإضافة إلى التدني الواضح في القدرة العقلية (أقل من 75 درجة), ويظهر في مراحل العمر النمائية منذ الميلاد وحتى سن 18 سنة". (فاروق الروسان,2006: 10)

ويوضح هذا النموذج التصور الجديد للإعاقة العقلية والعلاقات المتبادلة بين البيئة بما تشمل المهارات والذكاء والتكيف وارتباطها بالخدمات المطلوبة للفرد داخل المجتمع.

فقد وضح كيرك kirk(1962) أن الطفل المعاق عقليًا هو "الشخص الذى يعاني من تخلف دراسي وبطء في التحصيل، وعدم القدرة على مسايرة البرامج الدراسية بالمدارس العادية بسبب تخلف قدرته العقلية، ويفشل في تحصيل المجردات والتعامل معها, وقد يستطيع اكتساب بعض مبادئ القراءة والكتابة والحساب عن طريق برامج تعلمية خاصة فيسمى قابلاً للتعلم Educable أو يفشل في اكتساب هذه المبادئ البسيطة فيسمى غير قابل للتعليم Non_ Educable " (86:Kirk, 1962)   

أما دول Doll(1941) فعرف المعاق عقليًا بأنه: غير كفء اجتماعيًا ومهنيًا ولا يستطيع أن يسير أموره وحده, وهو أقل من الأسوياء في القدرة العقلية العامة (الذكاء), وتظهر إعاقته منذ الولادة أو في سن مبكرة, ويظل معاقًا عقليًا عند بلوغه سن الرشد, وترجع إعاقته لعوامل تكوينية في الأصل.(عبد العظيم شحاتة,1990: 19)  

الفرق بين الإعاقة العقلية والمرض العقلي:

المرض العقلي يحدث نتيجة اضطرابات انفعالية ونفسية داخل الفرد، أما التخلف العقلي فنادرًا ما يحدث لهذا السبب.

المرض العقلي لا يشترط أن يكون مقصورًا في الأداء العقلي أو السلوك التكيفي أو لكيلهما وإذا وجد هذا القصور فإنه لا يرجع إلى انحرافات في الفترة النمائية للإنسان بل يرجع إلى اضطرابات انفعالية ونفسية، أما التخلف العقلي فيشير إلى درجة دون المتوسط في الأداء الوظيفي العقلي، وكذلك قصور في السلوك التكيفي للفرد، وهذا راجع إلى انحرافات نمائية في المخ.

التخلف العقلي حالة وليس مرضًا، والمرض العقلي عبارة عن اختلال في التوازن العقلي، أما التخلف العقلي فهو عبارة عن نقص في درجة الذكاء وذلك نتيجة توقف النمو في الذكاء، بحيث يجعل الفرق بين نقص ذكاء المعاق وبين ذكاء الشخص العادي فرق في الدرجة وليس في النوع، وهذا يحدث في الطفولة ولا يحدث في مرحلة النضج.

المرض العقلي يحدث في أي وقت من مراحل العمر عند الفرد، بينما حالة التخلف العقلي تحدث فقط أثناء فترة الحمل أو أثناء الطفولة.

المرض العقلي يعود إلى ما يتعرض له الفرد من توتر وضغوط نفسية في حين لا يكون كذلك بالنسبة للتخلف العقلي. 

حالة التخلف العقلي إذا حدثت لا يتم الشفاء منها بينما المرض العقلي يتم علاجه عن طريق تخفيف الأعراض المؤدية له مما يؤدي إلى الشفاء (نادر فهمى الزيود،1996