تشديد الرقابة على المطاحن ومحطات الوقود بسوهاج لضمان جودة الخبز وحماية الدعم - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم/ اندرو عادل 

اخصائي العلاج النفسي وعلاج الإدمان 

أي إنسان ممكن يقابله مشاكل، إن المرض النفسي ده وصمة وعار، مع إنه أهم بكتير جدًا من الأمراض العضوية التي تُرى. فنحن نعالج جروح وندبات نفسية لا تُرى، لكنها تُقلب كيان المرء رأسًا على عقب.

لغاية إمتى هنفضل نأجل قرار العلاج علشان "هيقولوا عليا مجنون"؟ مع إن ده مصطلح غير مقبول تمامًا.

ومع العلم إن جميعنا مرضى نفسيين ولكن بدرجات متفاوتة، ونظرًا لجهل بعض البيئات ممكن يقيدوا أنفسهم ويقولوا: "أنا معمولّي عمل أو سحر"، ويبدأ يبقى مغلق العقل والتفكير، مع إن منبع الاضطراب في الشخص نفسه.

كثير جدًا نلاقي ناس بتربط التدين بالمرض النفسي، مع إن التدين ليس علاجًا نفسيًا، أي لا أقدر أقولك "قرب من ربنا" من غير ما تكون سوي وقادر.

بل بالعكس، هيزداد الإحساس بالندم والذنب، فالأمر أشبه بتدرج وليس فجائي، فالاقتراب إلى الله ليس علاجًا أو تحصينًا ضد المرض، لأن فيه أمراض وراثية، وأخرى مكتسبة، وأخرى خاصة بالنواقل العصبية والمخ.

فنجد شيوخًا وقساوسة يذهبون للمعالج النفسي للخضوع للعلاج.

هدف العلاج النفسي هو العمل على استشفاء الطفل الداخلي اللي كان محتاج شيئًا معينًا في الطفولة ولم يُحقق، والعمل على تكسير المعتقدات الراسخة الثابتة من الماضي والتي تؤثر على الحاضر وتشوه وتدمر المستقبل بالأفكار السلبية، لأن الفكرة تؤدي إلى شعور، والشعور يؤدي إلى سلوك.

فشدة الاكتئاب والأمراض والاضطرابات يمكن أن تجعلك تُقبل على الانتحار، ليس لضعف إيمانك، بل لعدم حل المعتقد الثابت كجذر الشجرة الراسخ في المخ، وعدم تعديل الأفكار الآلية.

فالاكتئاب والقلق هما مرضا العصر، وأصبحا من بعد كوفيد-19 كأنها أحدثت فجوة وهوة نفسية وزمنية وخللًا في الآنية للذات البشرية، فلم تعد تعرف من أنت، وأين، ولماذا؟ فبدأت تتزعزع هويتك النفسية ورسوخك المعرفي والفكري السوي.

فانتشر في هذه الحقبة الزمنية مرضى الوسواس القهري ذوو الأفكار القهرية للنظافة، والإحساس بالخطر على حياته. فليس كل فكرة فعل قهري يجعلك تشعر بالقلق، مادام هناك عائق أمام عدم تحقيق وإشباع الفكرة لترضي عقلك.

وعند فقدك لأحد الأقارب أو الأهل والأصدقاء، نجد شعورًا متفاوتًا بين الإخوة والمقربين. فبعضهم لديهم صلابة ومرونة، والآخر لديه هشاشة نفسية ويتعرض لكرب ما بعد الصدمة، فأصبح محاطًا بأفكار اكتئابية وشعور بالذنب المستمر، لكونه تسبب في موت المتوفي أو أصبح معايشًا لحدث صادم.

فكل هذه أمراض نفسية عصابية، وليست ذهانية عقلية. فهي عبارة عن هلاوس وضلالات، فتجد المريض يقول على نفسه إنه الله، أو المسيح، أو المهدي المنتظر، وتجده لديه معتقدات خاطئة، وهلاوس سمعية أو بصرية أو لمسية.

فأحد هذه الأنواع هو فصام البرانويا، الذي يريد أن يقتل من حوله لتعرضه لتوجس وخطر وشك أن الآخرون يخططون له مكائد ويريدون إيقاعه، ويشك في كل شخص.

فهذا المقال مدخل لإزالة الحساسية النفسية من وصمة العلاج النفسي، وإيضاح مدى أهميته، حتى نحد من جرائم شعورية أو لا شعورية، ونصل إلى أكبر درجة من السواء النفسي، بمساعدة أخصائي نفسي متخصص خريج آداب علم نفس، أو طبيب نفسي المختص بكتابة الأدوية وجلسات الكهرباء، أو معالج نفسي بعد التأكد من دراسته.

لأننا نتعامل مع بشر وأُناس سنُحاسب عليهم أمام الله، فنرفض الدخلاء على المجال، ونسعى للتثقيف والتوعية السيكولوجية النفسية، لأهمية العلاج النفسي على المجتمع المصري الحبيب.

أخصائي نفسي/ أندرو عادل شكري

أخصائي العلاج النفسي وعلاج الإدمان.