وزيرة البيئة ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان مشروع تطوير قرية الغرقانة/الهرم المصرى نيوز

 

دكتور عمرو حويلة

قسم علم النفس

 كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة الإفروأسيوية

إن صح أن نطلق على عصرنا هذا مسمى سيكون الأنسب له عصر القلق فقد أصبحت الضغوط النفسية جزء من ميراث ثقافة الإنسان المعاصر ورغم توفر وسائل الراحة لديه إلا أن الإنسان صار نهبا للقلق ، وتكاد تتفق معظم وجهات النظر السيكولوجية من التحليلية والسلوكية والمعرفية مع مقولة أن القلق "مثل الكرسي الهزاز يجعلك تتحرك ولكن لن تصل إلى أي مكان " وقبل أن نبدأ في تعريف القلق يجب أن نوضح بعض المفاهيم المرتبطة به مثل الإنهاك ، الضغوط ، الخوف،... والقلق لغويا من قَلِقَ، يَقْلَق ، قَلَقاً فهو قَلِق أي اضَطَربَ، ولم يستقر في مكان واحد , وهو الانزعاج وعدم الاستقرار ، ويعرف القلق سيكولوجيا "Anxiety" بأنه استجابة انفعالية يعاني فيها الفرد مشاعر عدم الاطمئنان وتسبب له كثير من الألم والضيق ويبدو الشخص متوترا ومتشائما ، الإنهاك Burnout" " وهو عبارة عن زملة من الأعراض البدنية والعاطفية والعقلية المرتبطة بحيوية الفرد في الأعمال التي يقوم بها ، الضغوط " Stress" هي حالة تنشأ نتيجة رد فعل لتأثيرات بالغة القوة على الفرد وتظهر نتيجة عوامل خارجية وتؤدي إلى تغيرات في العمليات المعرفية والانفعالية ، الخوف Fear" " عبارة استجابة انفعالية عن شعور ينصب على الحاضر وموضوعه مدرك ومحدد وخارجي ولا يوجد به صراع داخلي ، بينما ينصب القلق على المستقبل ويكون موضوع القلق مجهول وغامض ويمثل تهديدا وصراعا داخليا ، ولكن هل نحن بحاجة إلى القلق في حياتنا ؟ بالطبع نعم فالقلق ينشَط السلوك ويعمل على توجيهه نحو هدف معين لتحقيقه كما يعد صفة تعزيزية بعد إنجاز الهدف المطلوب فيعود التوازن مرة أخرى ولكن هذا النوع من القلق يسمى القلق الموضوعي Objective Anxiety الذي لا يعطل السلوك .. ولكن إذا كان القلق له وجهة سلبية وأخرى إيجابية على السلوك فما هو إذن قلق الاختبار test anxiety ؟ هو حالة انفعالية مؤقتة تظهر بسبب إدراك الطالب للاختبار على أنه موقف تهديد ذاتي ويصحب هذا التوتر تغيرات انفعالية سلبية تقلل من التركيز المتوقع من الطالب قبل وأثناء الاختبار ويعد هذا النوع من أنواع القلق الموقفية Specific Anxiety وهذا يعود بدوره على العمليات المعرفية لدى الطالب من التفكير والذاكرة مما يعطل عملية استدعاء المعلومات وقت الحاجة إليها ، وهناك عدة أعراض لقلق الاختبار منها أعراض جسمية مثل الدوار ، الصداع ، القيء ،ضيق في التنفس ، اضطرابات في النوم ويوجد أيضا أعراض نفسية منها التفكير السلبي ، فقدان الشهية ، تشتت الانتباه , النسيبان و فقدان القدرة على التركيز ، ظهور بعض الاضطرابات السيكوسوماتية وجميعها حيل دفاعية تهدف لحماية الذات , وتزداد هذه الأعراض لدى طالب الثانوية العامة نظرا للظروف الانفعالية التي يمر بها خصوصا أنها مرحلة مراهقة حيث التغيرات الجسمية والانفعالية العنيفة كما تعد النفق المظلم الذي يعبر من خلاله لتحقيق أهدافه وطموحاته وربما معركة مصير وإثبات وجود لدى البعض, وتوجد عدة أسباب تسهم في ظهور هذا النوع من القلق منها البنية النفسية لبعض الطلاب كالشخصية ذات الطبيعة المتوترة ، عدم الاستعداد والتمكن بشكل كافي للاختبار، التصورات السلبية عند بعض الطلاب حول طبيعة الاختبارات ، الضغوط الوالدية لتحقيق التفوق وإحساس الطالب بعجزه عن الوصول لتوقعاتهم ، أسلوب بعض المعلمين في استخدام أسلوب الترهيب من الاختبارات وعدم تدريب الطالب عليها , وقد لا يستطيع الطالب التحكم أو منع قلق الاختبار فله تأثير على الضعاف وعلى المتفوقين أيضا ، ولكن عليه التحكم فيه من خلال بعض أساليب المواجهة وجعله في مستوى معتدل حتى لا يؤثر على نشاطه المعرفي , وتوجد عدة استراتجيات للوقاية من قلق الاختبار منها مزاولة بعض الأنشطة المفضلة حتى تخرج من دائرة القلق كنوع من التنفيس الانفعالي, المحافظة على الصحة الجسمية من خلال ضبط ساعات النوم وتقليل تناول المنبهات حتى لا تكون عرضة للأرق ، الابتعاد عن من يحملون اتجاهات سلبيه فلكل فرد قدراته التي تختلف عن الأخر، حاول أن تتعلم استراتجيات التذكر مثل التلخيص وتسجيل الملاحظات والخرائط الذهنية فهي تعتبر من معينات التذكر ، ثق دائما في نفسك وفي قدراتك فكل ما تعلمته بشكل جيد سوف يعود إليك وقت استدعائه من الذاكرة ،

ولكن قد يظل القلق قائما أثناء فترة الاختبارات فقد تشعر ليلة الاختبار أنك نسيت كل ما ذاكرته .فعليك أن تهدأ وتطمئن فكل ما ذاكرته بشكل جيد مخزن بالذاكرة وأن رؤية السؤال سوف تستدعي ما احتفظت به ذاكرتك , عليك أيضا أن تتدرب على بعض فنيات الاسترخاء مثل ضبط التنفس والتحكم في العضلات عندما تصاب بنوبات القلق , ففي حال واجهتك بعض النقاط لم تستطع استذكارها بشكل جيد. 1- تذكر أنه ليس متوقعا أن تجيب عن جميع الأسئلة بالاختبار.2- ابتعد عن الأفكار السلبية التي تهاجمك وقت وقم بتحويلها إلى إيجابية فإذا شعرت بأنك غير راض أدائك تذكر أنك قمت بالإعداد الجيد له من مذاكرة وحل تمارين وأن المعلومات مخزنة بالذاكرة وسوف تقوم باستدعائها. 3- إذا شعرت بأن الأسئلة مضللة تذكر أن الاختبار وضع لقياس بعض المعارف والمهارات وليس تعجيزيا . 4- حاول أن تتجنب التصورات الخاطئة حول الاختبارات مثلا بأن الأسئلة الصعبة لها درجة أعلى من السهلة والواقع أنها تأخذ نفس الدرجة لذا لا تقف طويلا أمام السؤال الصعب وانتقل إلى الأسهل تجنبا لإهدار وقتك، ومثال أخر في الاختيار من متعدد فقد تكون الإجابة الصحية رقم (ب) في ثلاث أسئلة متتالية فسوف تشعر بأن هناك بعض الحيل في الأسئلة ولكن عليك أن تجيب على أساس ما ذاكرته وما تثق فيه . 5- عندما تصل إلى مقر الاختبار لا تتحدث مع أحد حتى لا تشتت معلوماتك وقم بعمل ترتيب وتسلسل للمادة على شكل مخططات في ذاكرتك 6- قم باستعراض كراسة الاختبار بشكل سريع حتى تتعرف على مواطن السهولة والصعوبة فيه وبعدها قم بتنظيم إجابتك . 7 – لا تركز مع من يخرج من الطلاب مبكرا أو من يتأخر فهذا من شأنه أن يثير القلق لديك وعليك أن تدرك أن هناك فروق فردية وقدرات تختلف من طالب لأخر. وأخيرا عليك أن تثق فيما وهبه الله لك من قدرات .