الأهداف الحياه - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / ريهام ابراهيم .

أخصائي و باحث فى التربية الخاصة.

يشهد العصر الذى نعيش فيه الآن تطورات مذهلة و سريعة فى التكنولوجيا الحديثة و تطبيقاتها ، والمعرفة العلمية ونظراً لذلك أصبح من الضروري إعداد جيل واعى ومثقف قادراً على التفكير السليم ، والنقد البناء ، ومزود بالخبرات و المهارات المختلفة التى تمكنه من مواكبة هذا التطور التكنولوجي السريع وما يترتب عليه فى العالم من حوله.

و تلعب المدرسة دوراً بارزاً فى هذا الصدد بإعتبارها المؤسسة الإجتماعية المسئولة عن تعلم الفرد ، وتزويده بالعديد من الخبرات المعرفية المختلفة مثل : الأكاديمية ، و الثقافية ، و التكنولوجية ، وإكسابه أيضا مجموعة من المهارات و الإتجاهات الإيجابية التى تسهم فى تكوين شخصيته وقيمه ، و تجعله يستفيد من تجارب الآخرين ، و توسع مداركه بما يحدث من حوله ، و تغير وجهته للأفضل دائما .

ويعانى العديد من الطلاب فى المدرسة من بعض الصعوبات التعليمية التى تقف حائلا فى طريق نجاحهم و تقدمهم ، فالطفل الذى يعانى من صعوبات التعلم من المتوقع أن يفشل في تحصيل و إستيعاب بعض المقررات الدراسية ، و لا يستطيع مسايرة أقرانه العاديين ممن هم فى نفس عمره فى الأداء الأكاديمي ،و غالبا ما تظهر صعوبات التعلم بصورة واضحة لدى الطفل بعد إلتحاقه بالمدرسة الإبتدائية.

ويواجه الطالب ذوى صعوبات التعلم صعوبة فى إستخدام الإستراتيجيات المناسبة التى تساعده على فهم المادة الدراسية ، و إستدعاء معلوماتها عند الحاجة لذلك ، فهو لا يستطيع تنظيم المعلومات ، و ربط الأفكار و معالجتها ، فالطالب الذى يعانى من صعوبات التعلم غالباً ما يفقد المفاهيم المهمة ويركز على الأفكار غير ذات الصلة بالموضوع محل الدراسة.

فنجد أن الطالب ذوى صعوبات التعلم على الرغم من إنه يمتلك قدرات عقلية عادية يجد صعوبة فى أداء المهام الدراسية ، و يفشل فى تحقيق مستويات الأداء المطلوبة منه ، أو بمعنى أدق يوجد تناقض واضح بين قدراته الأكاديمية المتوقعة منه كما تقاس على الإختبارات المقننة و أداءه الفعلي فى المدرسة.

و بناءاً على السابق ذكره يجب على المعنيين بالقرارات التربوية بصفة عامة و المدرسة بصفة خاصة مراعاة إحتياجات و قدرات الطلاب ذوى صعوبات التعلم عند إتخاذ القرارات الخاصة بالعملية التعليمية ، والتعامل بفعالية مع الصعوبات التى يواجها هؤلاء الطلاب و عدم تجاهلها و تركها دون علاج ، و إجراء المزيد من التدخلات التربوية العلاجية التى تتيح لهم الفرصة للنمو النفسى والإنفعالى والإجتماعى لأقصى درجة ممكنة ، و تعطيه الوقت الكافى لتعليمه ، و تراعى الفروق الفردية بين هؤلاء الطلاب ، و تعمل أيضا على تطوير قدراتهم و تحسين تحصيلهم الدراسى ، بالإضافة لذلك يجب أن يقوم بتنفيذ هذه البرامج مجموعة من الكفاءات التدريسية المدربة والمؤهلة للتعامل مع الطلاب ذوى صعوبات التعلم والتى يمكنها توظيف كل ما تملك من خبرات معرفية ، و قدرات ، و مهارات لرفع العبء المعرفى عن كاهل هؤلاء الطلاب ، و مساعدتهم على التعلم بكفاءة وفعالية.

ويمكننا القول أن المعلم يلعب دوراً أساسياً فى مجال تعليم الطلاب ذوى صعوبات التعلم فهو الذى يساعد هؤلاء الطلاب على إمتلاك مجموعة متنوعة من الإستراتيجيات المعرفية التى تمكنهم من العمل بشكل مستقل ، و فعال لتلبية الضغوط الأكاديمية ، وتسهم أيضا فى تحسين قدرتهم على الإستدعاء ، و التذكر ، و معالجة المعلومات و الإحتفاظ بها و يتم كل ذلك وفقا لخطة تربوية فردية (IEP) مصممة لكل طالب على حدة تتناسب مع خصائصه و إحتياجاته.

و هناك حاجة ملحة لتسليط الضوء على أهمية مشاركة أولياء أمور الطلاب ذوى صعوبات التعلم فى البرامج التربوية العلاجية الخاصة بأبنائهم لأن ذلك يزيد من وعيهم بإحتياجات و قدرات أبنائهم ، والصعوبات التى يواجهونها و بذلك يستطيعوا مساعدتهم فى التغلب على هذه الصعوبات بشكل إيجابى من خلال تهيئة مناخ أسرى مناسب يسمح لهم بتطبيق ما يتعلموه بالمدرسة فى الحياة الواقعية ، ويزيد من دافعيتهم للتعلم ، ويساعدهم أيضا على تنمية إتجاهاتهم و مهاراتهم التعليمية والحياتية على حد سواء مما يسهم بشكل كبير فى تحقيق أهداف هذه البرامج التربوية العلاجية الخاصة بهم بفعالية .

وفى الختام يمكننا القول أن الطلاب ذوى صعوبات التعلم يستطيعون التعلم و لكن تواجههم بعض الصعوبات التى تقف عائقا أمام تعلمهم ولذلك فهم بحاجة إلى برامج تدخل علاجية مكثفة شاملة تعالج نقاط ضعفهم ، و تعزز نقاط قوتهم ليصبحوا قادرين على تحقيق أهدافهم التعليمية و الشخصية ، وحل المشكلات التى سوف تواجههم فى المستقبل.