العلاقات المصرية الليبية.. تاريخ من الدم والمصير المشترك - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم/ د. هويدا صابر سرور 

من فترة طويله كان في برنامج أستضاف أتنين مكفوفين متزوجين وسعداء وعندهم أولاد ، والزوجه بتعمل شغل بامبو أتعلمته ويكون مصدر رزق ليها وجوزها بيساعدها فيه ، الزوجه علقت في الحلقة علي إن في ناس كتير ربنا أنعم عليهم بنعمة البصر شايفين أن شغل البامبو دا صعب يتعلموه ومافيش عندهم صبر ليه ، سبحان الله رغم الإعاقه مكانش عندهم مستحيل والصعب كان سهل والمهم إني أعمل شئ صح وأنجح فيه حتي لو لسه هتعلمه ، أكيد أستعانوا بربنا فملا قلوبهم بالأمل والعزيمه ، والمؤكد أنهم ماخدوش دوا اسمه مضاد اليأس والأحباط أو ظهرلهم مصباح علاء الدين فغير حياتهم ...

   *انا عن نفسي سألت نفسي اكتر من سؤال؟ 

  أولها ليه اليأس بيسيطر علينا من زوال أمر أو تأخيره أوتعطيله زي شغل جواز إنجاب؟ ماهو الحاجات دي أهم حاجه في حياتنا و المسيطر الرئيسي علي تفكيرنا 

وليه بننهار ونيأس مع أول مشكله بتقابلنا ونقول خلاص مش هنكمل حياتنا ومش هنحاول تاني وكأنها أخر المطاف وأحساس اليأس و الأحباط والخذلان لو زاد بيوصل للأكتئاب وأحيانا للتفكير في الأنتحار وشوفنا نماذج اليأس وصلها لدا.. 

أوتحصلنا مشكلة بدل ما نستعين برينا ونهدي عشان نعرف نفكر صح نيأس ونتخنق فنجبر أننا نفضض لحد علي أمل نرتاح معاه ووارد أنه يتخلي عننا أو تعليقه علي المشكلة يصيبنا بإحباط أو يبوح بأسرارنا للغير ونلاقي أللي بيتنمر علينا أو يبيع ويشتري فينا وعندنا رب رحيم وحليم ستار ، أو نلجأ بسرعه لطبيب علي أمل أن في دواه الحل ومعاه الشفا.. 

ليه نسيب أحساس اليأس يسيطر علينا ومنعرفش نخرج منه بسهولة ونشل تفكيرنا ونوقف حياتنا بسببه نضيع علي نفسنا فرص كتير ، ضعف مننا ولا قلة إيمان بربنا.. 

لازم نبني جوانا بإرادتنا وبعزيمتنا وبقربنا لربنا ألاف الحصون المضادة لكل شعور ممكن يرجعنا لورا ويدمرنا ، ونعود نفسنا علي التحلي بالصبر و الإيمان ، الدنيا ربنا خلقها في ست أيام وكان قادر يخلقها في يوم ، مشاكلك وظروفك المتعثرة مش هتتحل في لحظتها لكن هتتحل بالهدوء والصمت المؤقت أللي يخلينا نعرف نفكر بطريقة سليمه ونعرف هنعمل إيه وأزاي وأمتي .. 

وكلامي بيأكده قصة لسيدة إنفصلت من شغلها هي وزوجها في نفس اليوم كان زملاء وعندهم بنتين والطبيعي إن الشغل الجديد مش هيتوفر في خلال أيام وأحتمال شهور وعندهم ألتزامات فقرروا يفكروا بهدوء بعيد عن أي حد فلتزموا الصمت ومعرفوش أهلهم أللي حصل ، وأبتدوا بالورق والقلم معانا كام نقدر نعمل أيه نستغني عن أيه جمعوا مبلغ بسيط جدا بدأوا بيه مشروع مناسب لظروفهم وأمكانياتهم ونجح ، لأنهم قدروا يوظفوا نفسهم في المكان الصح ، وارد أني أفكر غلط وأدخل في مشروع مش بتاعي بسبب إستعجالي إن يكون معايه فلوس ، نفس ظروف الزوجين دول مر بيها شاب إنفصل من شغله وعنده بيت وأولاد و مسؤليات اليأس سيطر عليه وقفل علي نفسه وأكتئب وأنتهي بوفاته بسكته قلبيه ، الأعمار بأيد رب العالمين لكن الفكرة في أني ليه أستسلم لشعور يعمي بصيرتي ويحجب عني التفكير السليم ويقفلي كل أبواب الخير والرزق والفرج ، لأن في ناس عندها اليأس دا أسلوب حياة وكمان بتصدره للأخرين تتعب نفسك ليه مافيش أمل أوعي تعمل كذا مش هتنجح أوعي تحاول دا لازم واسطة كبيره أوعي أوعي......... إلي مالا نهاية ، وفي أخرين بيرهقوا نفسهم وبيكلفوها فوق طاقتها بحضورهم لدورات بألاف الجنيهات وكل دورة بمسمي لتغير التفكير من سلبي لإيجابي و عن كيفية التخلص من شعور اليأس والإحباط ، شعور اليأس نابع من جوانا وأي شعور سلبي يصيبنا ما يقدرش عليه غير الإنسان بنفسه..

قاعدة مافيش حياة من غير مشاكل وصدمات وأزمات زي الجبال ممكن تقف في طريقنا وتسده وتحجب كل نور قدام عنينا ، نكسر ونعدي ونعافر ولا نستسلم ونرفع الراية البيضا ونقول خلاص كفايه كده يا دنيا مش محتاجينك ، لا فرح ولا حزن بيدوم ، والعسر لازم بعده يسر وخير كبير وفرج ، نرضي ثم نرضي ثم نرضي ونصبر ونطرد اليأس من قلوبنا و تفكيرنا ونحسن الظن بالله ونداوم علي الذكر والتصدق ، نبشر ونتفائل لأننا لينا من أفكارنا و أحلامنا نصيب ، فلو كانت أفكارنا جميلة هنجذب كل جميل ولو أفكارنا سوداء ويأسه مش هنجني غير الضيق والهم وهنضيع حياتنا هدر...