وزير الطيران يبحث مع رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي تعزيز التعاون المشترك - الهرم المصرى نيوز

 

أسماء سالم 

أتى بلاغ إلى السيد مدير أمن القاهرة. 

وعلى إثره تحرك بجيشه للمكان الذي أدلى به أحدهم. 

وهناك كانت المفاجأه..

جريمة فريدة من نوعها.  وبالمعني الأصح، السبب الذي أدى للجريمة بهذه الطريقة هو الأغرب. 

*****

سما سليم خريجة كلية الأثار، أبلغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا.

أعشق القراءة أكثر من أي شئ آخر ، فهي تأخذني إلى عالم أسعد به عند ذهابي إليه. بمجرد أن أرى غلاف كتاب من بعيد يجذبني،  تتسارع دقات قلبي وترتسم على شفتاي ابتسامة تشرق كل ما هو منطفيء بداخلي.

لا أستطيع أن أكُوُن صداقات أثناء دراستي الجامعية وليس لانشغالي بالدراسه مطلقاً.

فالكتب هي السبب الرئيسي في كل ما يحدث لي.

لن أطيل الشرح أكثر من ذلك ولكني أريد أن أوصل لكم مديى تعلقي بكل ما يكمن بالورق المنقوش عليه بالحبر الأسود.

سأرجع معكم إلى الماضي عدة سنوات. منذ دخولي إلى الجامعة و بالتحديد في السنة الرابعة.

تقدم لخطبتي محمود زيدان مُعيد بالجامعة،

لم أفكر حينها بالارتباط نهائياً، ولكن مع إصرار أهلي بالموضوع. وافقت 

محمود رجل ذو شخصية قوية، ملامحه هادئة، عيناه واسعتان اِقتبس لونهما من فنجان قهوة كالذي أحتسيه دائماً عند قراءتي للكتب.

 شعره كثيف اِمتزج لونه مع لون خيوط الليل.

لم يكن محب للقراءة ولكنه على علم بشغفي لها.

وكان على حرص دائم أن يهديني في كل مناسبة بيننا 

كتاب جديد.

مرت السنين واجتمعنا تحت سقف بيت واحد واستمر زواجنا سنتان ونصف تقريباً،

 حدثت خلال هذه الفترة  بعض المشاجرات والمشاحنات كأي بيت جديد يجمع بين شخصيتان مختلفتان عن بعضهما تماماً 

وهذا الذي يكتشفه الكثير بعد فوات الأوان.

لم أحتمل عصبية  زوجي المفرطة في كل شئ.  اِكتشفت إنه ليس لديه لغة حوار،  لايحب أن يناقشه أحد في أمر يريده  ؛  حتيطى وإن كان على خطأ.. 

المهم  أن يشعر إنه هو المسيطر و الآمر الناهي في كل صغيرة  وكبيرة  بالبيت، 

رفض الاِنجاب في بداية  الأمر  وكان يأمرني بتناول الأدوية المانعة للحمل رغماً عني أمام عينيه ليتأكد إنني مواظبه  على تناوله . 

مر الكثير والأصعب من ذلك.

 ولكني كنت دائماً  أحرص على هدوئي في تلك الأمور  وأتعامل معها بكل حكمة وتحملت المستحيل معه لكي لا ينهدم ذلك المنزل.

على أمل أن يكون مستقراً وسعيداً ذات يوم. 

 أعلم إن الله مع الصابرين. 

ومع كل اِبتلاء فرج قريب. 

وإن بعد العسر يسرا. 

وأعيش حياتي معه على هذا اليقين. 

حتي أتى هذا اليوم المشؤوم،  رجع من عمله مبكراً  علي غير عادة وأمرني بإحضار الغداء  الذي لم يكتمل بعد.

. 

فتأخرت قليلاً في إحضاره  ونقصت منه بعض الوصفات التي كنتُ أُعدُ على تجهيزها وكل هذا،  لأسرع في تحضير أي شئ ينقذ هذا الموقف.

 

وعندما اِنتهيت بدأتُ في تجهيز  السفره،  طبعا لم أسلم من لسانه طول فتره تجهيزي للغداء. 

ولكني كنتُ حريصة  على تردد الاستغفار وبعض الاذكار لكي لا أفقد أعصابي مع هذا المخلوق. 

جلس ليتناول الغداء وأنا أحاول جاهدة الحديث معه لتهدئته ولكن دون جدوي. 

بل زاد غضباً وتكاثرت ألفاظه وأنا لا أعلم لما كل هذا..!! 

وسألته  أكثر من مرة عن سبب غضبه ولكنه يضرب كلامي عرض الحائط ويقوم بالسب بكل شئ ويلعن اليوم الذي جمعنا به منزل واحد.

.

حتي فقدت أعصابي وأعترفت له بكل ما بداخلي.

فـأنا تحملت الكثير معك، ولكنك لا تشُعر بي، حرمتني من سماع كلمة ماما من أجل ماذا!!؟  وما السبب لكل هذا..!؟  ليس علي سوي تلبية رغباتك وإلاجابه بـ نعم... حاضر..  حاضر..  فقط

ماذا فعلت أنت لي..!؟  

لماذا  تزوجتي إذن..  لماذا..؟! 

تنازلت عن الكثير من أجل إسعادك.

ماذا قدمت انت لإسعادي.؟!

فلتت تلك الكلمات مني دون شعور.. 

اِقترب مني أكثر وعينيه يستشيط منهما الغضب ورفع كلتا يديه.  ظننتُ يصفعني على وجهي. 

ولكن ما فعله كان أشد ألماً  لي وأخذ يسبُ ويلعنني ويلقبني بمريضه الكتب وهو يقوم بفعلته هذا. 

والله كان أهون علي أن يصفع وجهي ويهشم عظامي بدلاً مما فعله بي هذا الرجل.

لم اشعر بنفسي إلا وانا أري الدماء تسيل من جسده وهو يتأوه ويهمهم بكلمات لم أستطع ذكرها. 

وكلما تذكرتُ كلماته و رأيت صفحات الكتب تتناثر في أركان المنزل زادت ضرباتي له.  لماذا فعل كل هذا..؟!  لماااذا حطم عالمي الخاص أمام مرصد عيني؟! 

نعم..  تحملتُ معه الكثير ولكني لا أقوى على تحمل تحطيم عالمي 

الذي ينتزعني من ضيق الحياة و مرار هذا الواقع بعوائقهُ. 

*

هكذا كان اِعتراف سما أمام النيابه الذي اِنتابهم الذهول على ما تسرده لهم هذه المرأة.

فهي تحملت ما لم يتحمله بشر وظلت صامتة وتنازلت عن الكثير من حقوقها كأي اِمرأة لتسير مراكبها دون عواصف؛ ولمجرد تحطيم بعض الكتب التي تخصها تنهار كالذئب عليطى فريسته حتى تنهي حياته بهذه الطريقة.. 

سنترك لكم الحكم...