نتائج عصبية الام مع اسرتها - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم/بهية صفوت 

منبر للعلم أم ساحه ترهيب؟

سؤالاً يطرحه أولياء الأمور في الآونة الأخيرة وبعد حلول فترة الإمتحانات أصبحت المدرسة معتقلاً لترهيب أبنائهم، أصبحت المكان الموحش الذي تتكسر على اسواره أحلام أطفالهم البريئه بعد أن كانت المكان الآمن الذي يتركونهم فيه حيث تتكون أجمل وأحب الذكريات واحب مكان لأي طالب في فترة صغره وخاصة فترة التعليم الأساسي،وذلك بسبب ان الوقت الذي يُفترض فيه أن يكون المعلم قدوةً ومصدر أمانٍ و محبة و احتواء تحول إلى مصدر خوف وقلق، فبدلًا من أن يغرس حبّ العلم في قلوب طلابه، يستخدم بعض المعلمين أساليب التهديد و الترهيب والسب و التوبيخ كوسائل "تربوية" لفرض الانضباط! ولكن، هل هذه الوسائل فعلاً تربي و تخلق إنضباطاً؟ أم أنها تترك جراحًا نفسية قد لا تُشفى بسهولة؟

مشهد نراه كثيرًا: معلم يصرخ في طالب لأنه نسي واجبه،أو يقطع كشكول أحدهم بسبب سوء خطه بدلاً من أن يحفزه لتحسينه أو يلقي بالكشكول في سلة المهملات او يٌكسر له قلمه أو يسحب ورقة إجابته أثناء الامتحان ويمزقها لأنه تحدث دون قصد، بل وربما يحرر له محضر غش دون أن يتحقق.

مثل هذه المواقف التي قد تمر مرور الكرام على البعض، تُخلّف آثارًا عميقة في نفسية الطفل، خاصة في المرحلة الإبتدائية، حيث يتكوّن الإدراك النفسي للطالب وتتشكل ملامح علاقته بالمدرسة والتعليم ولا يزال لم يستوعب معنى "إمتحان" و "لجان" مازال الأمر مبهم و غريب نوعاً ما عليه و صعب على قلبه الصغير الذي يرتجف خوفاً مع أول صدمه و هو لم يعتاد الأمر بعد ،  لماذا بعض المعلمين لا يقدروا مشاعر أطفال في هذه المرحلة الذين لم تتعدى أعمارهم الأثنى عشر عام.

*لماذا اصبحت المدرسة ساحة ترهيب؟

لما يستخدمه بعض المعلمين بل أكثرهم من أساليب الترهيب والعقاب اللفظي التي تزرع الخوف لا الاحترام، وتثمر طلابًا مضطربين نفسيًا، فاقدين للثقة بأنفسهم. الطفل الذي يُهان أمام زملائه أو يُتهم ظلمًا، قد يكبر وهو يحمل كٌرهًا دفينًا للمعلم أو للمادة الدراسية التي ارتبطت في ذهنه بالألم والظلم.

والأخطر من ذلك أن بعض المعلمين يلجؤون لمثل هذه التصرفات خلال فترة الامتحانات، وهي فترة حساسة و حرجة للغاية. فبدلًا من تهدئة الطالب ومساعدته على التركيز لاسترجاع و استحضار المعلومات التي ذاكرها يتم توتيره و تشتيت انتباهه بتوبيخ هذا و سب ذاك و سحب ورقة أحدهم و تحرير محضراً بالغش لآخر فيخرج من الامتحان محمّلًا بالخوف والأذى النفسي بدلًا من الإجابات.

*المرحلة الابتدائية... 

ليست ساحة تجارب،و إنما هي فترة حساسة جداً و فارقة في تكوين شخصية الطالب.

،والطفل في المرحلة الإبتدائية ليس متمرّدًا بطبعه، بل هو متعلم صغير يحتاج إلى دعم وصبر. فكل صرخة يسمعها، وكل ورقة تُسحب منه، وكل إهانة يتعرض لها، تُبنى فوقها طبقات من الخوف وانعدام الأمان النفسي و الثقة داخل المدرسة مما يفقده القدرة على التركيز،وعقدة من الإمتحانات بسبب الممارسات والعقوبات المبالغ فيها اثناء الامتحان و تأثيرها النفسي و المعنوي الذي قد يؤدي إلى أثر عضوي، فبعض الطلبة تنتابهم حالة من التوتر والقلق قبل الامتحان برغم إنهم ذاكروا جيداً وقد يكون هذا التوتر مصحوباً بقئ و إسهال و شعور بالغثيان و الإغماء في بعض الأحيان والنتيجة؟ طالب ضعيف الشخصية، يكره المدرسة، وقد ينتهي به الأمر إلى التسرب من التعليم أو الفشل الدراسي.

*هل من بديل لاستخدام تلك الأساليب؟

نعم، وبقوة

*البدائل كثيرة، وكلها إنسانية وفعّالة:

الحوار، التعزيز الإيجابي، الاحتواء، بناء علاقة قائمة على الاحترام، وضع قواعد واضحة للسلوك والالتزام بها بعدل من بداية العام الدراسي،عدم المبالغة في وسائل العقاب، فهذه الأدوات التربوية تبني الطالب، وتجعله يحب التعلم وينضبط من تلقاء نفسه.

*دور إدارة المدرسة و الأسرة:

تقع على عاتق المدرسة مسؤولية تدريب المعلمين على الأساليب التربوية الحديثة كما يجب ان تلعب الأسرة دوراً في التواصل مع المدرسة عند ملاحظة تاثيرات نفسيه على الطالب ناتجة عن سوء المعامله.

*رسالة إلى كل معلم*

أيها المعلم،،تذكّر دومًا أن الكلمة الجارحة لا تُنسى، والنظرة القاسية لا تُمحى. لكن الكلمة الطيبة تبني، والابتسامة تُطَمْئِن، و الاحترام يخلق بيئة تعليمية حقيقية.

فرفقًا بقلوب صغيرة جاءت إلى المدرسة لتتعلم، لا لتُهان.