العلاقات المصرية الليبية.. تاريخ من الدم والمصير المشترك - الهرم المصرى نيوز

 

*كتب/عبدالله صالح الحاج–اليمن*  

*من المعتدي إلى الضحية: إسرائيل في قلب العاصفة*  

في مشهد غير مألوف، تجد إسرائيل نفسها اليوم تحت وقع ضربات عسكرية دقيقة، تعيش نفس السيناريو الذي فرضته على غزة لعقود. كانت صاحبة اليد العليا في الحروب، تضرب كيفما تشاء، تستبيح الأرض بلا حساب، تحاصر وتجوّع وتدمّر. لكن هذه المرة، المعادلة تغيّرت.  

لأول مرة منذ تأسيسها، *إسرائيل تتجرّع الكأس ذاتها*، ولكن بيد إيرانية، في تصعيد استراتيجي يهدد مفهوم الردع الإسرائيلي الذي ظل قائمًا لعقود.  

*من الاستهداف الصامت إلى المواجهة المفتوحة*  

لم يكن استهداف إسرائيل مقتصرًا على الفلسطينيين فحسب، بل امتد ليشمل العمق الإيراني، حيث نفذت عشرات العمليات العسكرية السرية:  

- *اغتيال علماء نوويين في قلب إيران*، ضمن خطة ممنهجة لضرب البرنامج النووي الإيراني.  

- *قصف منشآت حساسة وقواعد للحرس الثوري داخل سوريا*، بدعم استخباراتي غربي.  

- *ضرب أهداف إيرانية عبر طائرات مسيرة وبرامج سرية* نفذتها تل أبيب بمساعدة الولايات المتحدة.  

كانت إسرائيل مطمئنةً لتفوقها العسكري، مستندةً إلى دعم غربي غير محدود، ومعتادةً على الضرب دون رد. لكن إيران صبرت لسنوات، *ورسمت خطتها بصمت، ليأتي الرد في أبريل 2024، ثم التصعيد الأعنف في يونيو 2025*.  

*هجوم يونيو: زلزال عسكري يضرب الداخل الإسرائيلي*  

في تصعيد غير مسبوق، نفّذت إيران *هجومًا واسعًا باستخدام أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا و100 طائرة مسيّرة*، استهدف مناطق حيوية في وسط وجنوب إسرائيل، ليكشف ضعفًا غير متوقعًا في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.  

- *سقوط قتلى وجرحى بالعشرات، في مشهد لم تعرفه تل أبيب منذ حرب الخليج.*  

- *شلل كامل في المطارات والموانئ، وإغلاق مؤقت للرحلات الجوية.*  

- *حالة طوارئ غير مسبوقة، مع إخلاء جزئي للمستوطنات، وسط حالة ذعر شعبي.*  

- *تآكل صورة الردع الإسرائيلي، حيث فشلت الأنظمة الدفاعية في اعتراض نسبة كبيرة من الهجمات.*  

لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل *زلزال استراتيجي* هزّ الداخل الإسرائيلي، وطرح أسئلة غير مسبوقة حول مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي.  

*هل فقدت إسرائيل تفوقها العسكري؟*  

الهجوم الإيراني وضع إسرائيل أمام خيارين أحلاهما مرّ: *إما تصعيد مفتوح لا يمكنها تحمّل تبعاته، أو تراجع يضرب مكانتها الأمنية والسياسية*. كل التحليلات العسكرية تشير إلى أن الردع الإسرائيلي لم يعد كما كان، وأن المعادلة التقليدية للصراع قد تغيّرت إلى الأبد.  

*إيران تغير قواعد الاشتباك… والعالم يراقب*  

ما يميز هذا التصعيد ليس فقط قوته، بل أيضًا *كونه هجومًا مباشرًا من الأراضي الإيرانية، دون وساطة وكلاء إقليميين*، الأمر الذي أربك الحسابات الغربية وأحرج حلفاء إسرائيل.  

*واشنطن في موقف حرج… هل تتدخل أم تكتفي بالمراقبة؟*  

الهجوم الإيراني أحرج الإدارة الأمريكية، التي لطالما دعمت إسرائيل بلا شروط. كانت واشنطن قادرة على احتواء التصعيد بين إسرائيل وحلفاء إيران في لبنان واليمن، لكنها تجد نفسها اليوم أمام مواجهة *إيرانية مباشرة، تستهدف حليفها الأول في الشرق الأوسط*.  

هل ستتدخل الولايات المتحدة لحماية إسرائيل؟ أم ستكتفي بالمراقبة، خاصة بعد أن كشفت الهجمات عن *ثغرات أمنية خطيرة في الدفاعات الإسرائيلية*؟  

*المعادلة الجديدة: العين بالعين… والصاروخ بالصاروخ*  

إسرائيل، التي لطالما اعتمدت استراتيجية *الضربات الاستباقية*، تجد نفسها اليوم *محاصرة بغضب شعبي واضطراب سياسي*، وسط تراجع اقتصادي متسارع. لم يعد بإمكانها فرض قوتها بلا رد مكافئ، فقد أصبحت المعادلة واضحة: *من يهاجم… يجب أن يكون مستعدًا لدفع الثمن.*  

* إسرائيل أمام اختبار تاريخي… هل تستوعب الدرس؟*  

المعادلة القديمة انتهت، ولم تعد إسرائيل قادرة على تنفيذ ضرباتها دون دفع الثمن. من كان يعتقد أن التفوق العسكري يمنح حصانة دائمة، *أصبح اليوم يدرك أن الصاروخ يقابله صاروخ، والضربة تُواجه برد أعنف*.