نتائج عصبية الام مع اسرتها - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين مصرف الأمور، ومقدر المقدور "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ومن آكد الأمور في هذه العشر البعد الشديد عن طريق المعصية وسبيل السيئة، فقد قال بعض أهل العلم بمضاعفة السيئة في الأشهر الحرم، وهي شهر رجب، وشهر ذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم، حيث قال الله تعالى. 

" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " وكما أن من الأمور الهامة التي ينبغي العناية بها في هذه العشر هو دعاء يوم عرفة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" وقال ابن عبد البر " وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره، وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب" وكما أن من الأمور الهامة التي ينبغي العناية بها في هذه العشر هو الأضحية، والأضحية من خير القربات في يوم العيد. 

وإختلف العلماء في حكمها، والصحيح أنها سنة مؤكدة للقادر، والله أعلم، وكما أن من الأمور الهامة التي ينبغي العناية بها في هذه العشر هو صلاة العيد، وهي واجبة في الراجح من قولي العلماء، وينبعي علينا جميعا أيها المسلمون أن نستقبل الأيام العشر بأمرين، فالأول هو أنه ذكر علماؤنا رحمهم الله أن مواسم الخير تستقبل بالتوبة والإنابة إلى الله، ولعل ذلك لأن يكون أدعى لتوفيق الله للعبد فيها، والأمر الثاني وهو العزم الأكيد على إستغلالها بما يحبه الله ويرضاه ومن صدق اللهَ صدقه الله تعالى، وأما عن ما يحرم فعله فيها لمن أرد الأضحية، فقد روي عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعرة وبشره شيئا " وله " فلا يأخذن شعرا ولا يقلمن ظفرا" وهذا الحديث الشريف تحته مسائل. 

فالمسألة الأولى وهو أن الحديث يدل على تحريم أخذ شيء من الأشعار والأبشار والأظفار لأن الأصل أن النهي للتحريم، والمسألة الثانية وهي في  الحكمة من ذلك، وقال الإمام النووي رحمه الله " قال أصحابنا والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار، وقيل التشبه بالمحرم، قال أصحابنا هذا غلط لأنه لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم" وأما المسألة الثالثة وهي أنه من نوى الأضحية قبل العيد بأيام أمسك عن الحلق وإن لم يكن أمسك من قبل، والمسألة الرابعة وهو أنه لا فدية على من تعمد أخذ شيء من ذلك، وتلزمه التوبة للوقوع في النهي، والمسألة الخامسة وهو أنه من إحتاج إلى الأخذ أخذ، كمن كسر بعض ظفره وتأذى بباقيه، أو تدلى جلده، وأما عن المسألة السادسة وهو أن المُضحّى عنهم لا يتناولهم هذا الحديث. 

فلا بأس أن تأخذ الزوجة والأولاد من أظفارهم، وأما المسألة السابعة وهو إذا وكّل شخص شخصا ليضحي عنه فالمخاطب بالحديث الموكل لا الموكل، فالوكالة لا أثر لها في تحريم أخذ المضحي من شعره وبشره، ألا أيها المتقاعس عن المسارعة للخيرات في هذه الأيام الفاضلة إستدرك ما فاتك والحق من سبقك واعمل صالحا لنفسك فلا يزال في الأيام القادمة فرصة لمن تحركت فيه همم الشوق إلى الجنان .