" الحلقة السادسة "
إعداد و تقديم / أيمن خليل
مجاراة لقصيدة الشاعر إيليا أبو ماضي
*قال السماء كئيبة*
تقدمة /
حين تضيق الحياة، وتمرّ على الروح سحبٌ من همّ وكدر… لا يُنقذنا سوى شعاعٌ من أملٍ، يتسلل إلى القلب كما تتسلل الشمس إلى كُوَّةٍ في الجدار.
"ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"
ومن هذا المعنى الكبير، تناثرت حروف الشعر من جديد، وجاءنا خمسة من الشعراء، كلٌّ يحمل رؤيته… وكلٌّ يسكب من وجدانه ما يُعين القلب على احتمال الحياة.
✨ يفتتح الشاعر "علي يحيى" المشهد بكلماته التي تُشبه الفجر حين يتغلب على عتمة الليل.
🖋️ ثم يتبعه الشاعر " أيمن خليل"، بقصيدته التي تنسج من الأمل زادًا للروح، وتُقابل العتمة بابتسامة واثقة.
🎤 ويأتي صوت الشاعر " عبدالرحيم علي"، محملًا بنغمة صبرٍ، فيها رجاءٌ لا ينطفئ، وسكينة من ذاق العسر لكنه لم يفقد الإيمان باليُسر القريب.
🌾 ثم يُطِلّ "الشاعر خيرات حمزة إبراهيم"، ليروي ظمأ الروح بحروف تنبض كأنها قطرات ندى فوق زهرٍ عطشان.
🕊️ ويختم الشاعر "محمد عبدالله المراغي" السجال، في قصيدةٍ تحمل دعوة للاستبشار، وتفتح الباب لخيالٍ لا يعرف اليأس طريقًا إليه.
هذه ليست مجرد أبيات
بل رسائل محبة ، ونوافذ نور
وصوت الشعر حين يتخذ من الأمل بيتًا له.
فأهلاً بكم في حلقتنا السادسة من
"ساحة البلغاء"،
حلقةُ الأمل
حيث تضيق الدنيا، لكن القصائد.. تتّسع.
يقول الشاعر / إيليا أبو ماضي :
🌹"قالَ السَّماءُ كئيبةٌ" 🌹
قــــالَ السَّــــماءُ كَئيبـــــةٌ وَتَـــجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَّما
قـــالَ الصِبــا وَلّى فَقُلـــتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُــرجِعَ الأَسَـــفُ الصِـبا المُتَصَرِّما
قــالَ الَّتــي كـانَت سَمائِيَ في الهَوى
صــارَت لِنَفسِــيَ في الغَـــرامِ جَهَنَّما
خـــانَت عُهـــودي بَعــدَما مَِـــــلَّكتُها
قَلبـــي فَكَيـــفَ أُطيــقُ أَن أَتَبَـــسَّما
قُـــلتُ اِبتَسِــم وَاِطـرَب فَلَو قارَنتَها
قَضَّـــيتَ عُــمرَكَ كُــــلَّهُ مُـــــــــتَأَلِّما
قـــالَ التِـــجارَةُ فـــي صِـراعٍ هـائِلٍ
مِــثلُ المُســافِرِ كــادَ يَقتُــــلَهُ الظَما
أَو غــــادَةٍ مَســــلولَةٍ مُـــــــحتاجَةٍ
لِــدَمٍ وَتَــنفُـثُ كُــلَما لَهَثَـــت دَمــــا
قُـــلتُ اِبتَسِــم مـا أَنتَ جالِبَ دائِها
وَشِــفائِها فَــإِذا اِبــتَسَمتَ فَــــرُبَّما
أَيَكــونُ غَيــرُكَ مُجرِماً وَتَبيــتُ في
وَجَــلٍ كَــأَنَّكَ أَنـتَ صِـرتَ المُجرِما
قـالَ العِدى حَولي عَلَت صَيـحاتُهُم
أَأُسَـــرُّ وَالأَعـــداءُ حَـــولِيَ الحِـمى
قُـــلتُ اِبتَسِــــم لَـم يَطلُبوكَ بِذَمِّهِم
لَــو لَــم تَـــكُن مِنـهُم أَجَلَّ وَأَعظَـما
قــالَ المَـــواسِمُ قَــد بَدَت أَعلامُـها
وَتَعَرَّضَت لي في المَلابِسِ وَالـدُمى
وَعَــــلَيَّ لِلأَحـــبابِ فَــــــرضٌ لازِمٌ
لَكِــــنَّ كَـــفّي لَيــسَ تَملُــكُ دِرهَـما
قُلـــتُ اِبتَــسِم يَكفيكَ أَنَّكَ لَم تَزَل
حَـــيّاً وَلَســتَ مِـنَ الأَحِــبَّةِ مُعدَما
قـــالَ اللَيــالي جَـــرَّعَتني عَــــلقَماً
قُلــــتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما
فَــــــلَعَلَّ غَيــــــرَكَ إِن رَآكَ مُـــرَنَّماً
طَــــرَحَ الكَِــــآبَةَ جـــانِباً وَتَــــرَنَّما
أَتُــــراكَ تَـــغنَمُ بِالتَــــبَرُّمِ دِرهَــــماً
أَم أَنتَ تَخسَـــرُ بِالبَشــــاشَةِ مَغنَما
يا صـــاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ أَن
تَتَلَثَّــــما وَالـــوَجهِ أَن يَتَــــــحَطَّما
فاِضحَك فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ وَالدُجى
مُتَـــــلاطِمٌ وَلِــــذا نُحِــبُّ الأَنجُما
قالَ البَشـــــاشَةُ لَيـــسَ تُسعِدُ كائِناً
يَـــأتي إِلى الدُنــــيا وَيَذهَبُ مُرغَما
قُلـــتُ اِبتَسِِــم ما دامَ فيكَ وِصالُه
فَــــإِذا بَشِشــــتَ فَـــرُبَّما أَن تُنعِما
*********
🌹
علي يحيى
نزهة
حُلــمٌ رَنَــــا فِــي نُـــزْهَــةِ الْأَرْوَاحِ
فَتَــرَاقَصَ الـْمَـوَّالُ فِي الـْمِصْبَـــاحِ
يَا نُــزْهَةَ الْأَرْوَاحِ تِيــهِي فَـــالــْمُنَى
فِــي رَاحَتَيْــكِ تَفِيــضُ بِالْأَفْــــرَاحِ
وَالْفَجْــرُ فِــي أَلَـقٍ يُـدَاعِبُ بَهْـــجَةً
عَبَـــقّ تــناثر فِـي سَنَــا الْإِصْبَــــاحِ
وَالْبَــدْرُ فِي نــزقٍ يُــدَاعِبُ نَجْمَـــةً
مِــنْ خَـلْف نَجْـمَاتٍ وَخَـلْف وِشَـاحِ
وَالْغيــدُ تَــرْفُلُ فِـي بَـهَاءٍ وَالــــرُّبَى
تَـــخْتَالُ بَيْـــنَ جَــحَـافِلٍ وَبَــــرَاحِ
وَاللَّيْـــلُ قــنْـــدِيلٌ وَأَوْتَــــارٌ.. رُؤى
وَعَنَــادِلٌ.. وَمَـــوَاكِـــبٌ لِـــمــــرَاحِ
تتــرى عَـلَى الْأَسْمَــاعِ آيَاتٌ جَــلَتْ
فَتَــطِيــــرُ أَفْـــئِــدَةٌ بِغَيْـــرِ جَــنَاحِ
تَــرْنُو مِنَ الشــرفَاتِ أَحْـدَاقُ الـْمَهَا
فَتَسِيــلُ مُـزْنٌ مِــنْ عَــلٍ بِـــــقرَاحِ
وَتُسَــامِرُ الْأَطْيَــار جــوقة ســرْبِهَا
(أُورْكِسْتِرَا) عُـزِفَتْ مَـعَ الْإِصْــدَاحِ
يَـحْــلُو مَــعَ اللَّحَظَاتِ أُنْسُ رَبِيعِهَا
ألــق الــورى فــي زَهْــرِهِ الفَـــوَّاحِ
غَــــزَلٌ يَفِئُ على البهــاءِ بصفـــوِهِ
فتذُوبُ مِنْ وهج الـْجَمَالِ جِرَاحِي
وَيُعِيــدُ قَلْبًــــــا شَـــارِدًا لغنـــــائِهِ
وَيُــزِيلُ مِنْـــهُ عَـــوَالِقَ الْأَتْـــــرَاحِ
هَــذِي اللَّآلِــئُ لَا تُضَـــــاهَى إِنَّـــهَا
تَسْـمُو عَـلَى الْأَفْـهَــامِ وَالْإِفْصَـــاحِ
إِنْ شِئْتَ فِرْدَوْسَ الـْحَيَاةِ فَلَا تَسَلْ
نَمْضِي مَعًـــا لَا تَلْتَفِــتْ يَــا صَاحِ
فَهُنَــاكَ فِي الْآفَــاقِ فَــوْقَ بَسِيطَةٍ
عَبَــقُ الْوُجُــودِ وَنُــزْهَـــةُ الْأَرْوَاحِ
ولنجتــلي سِــرَّ الْــوُجُــــودِ وَكُنْهَهُ
فَــكِّرْ.. تَــأَمَّــلْ فــي ذرا الإيضَــاحِ
*******
🌹
أيمن خليل
قسمات الغيوم ..
قــالَ الكــآبةُ في الضلوعِ تَعاظَمت
وصنعـتَ بــالآلامِ حــــــولك عالما
فــلمَ الهمــوم، والهـمُّ بحــرٌ مظلــمٌ
مـا جــاء صبــح بالضيــاءِ مُنعّمًــــا
حتـى الأمــانُ تبـــــددت قسمـــاته
و الوجـه مـن بؤس الغيــومِ تَرَسّما
قـلتُ ابتســمْ، فـالوهم يـخدعُ ظله
مَـن بَـاتَ بعــد خــداعه مستسلمًــا
قــالَ الــرجـاءُ تَـكسّــرَتْ أجنَــاحُـهُ
و رمـاحهُ، فالـحلمُ يَنهـضُ إنْ رَمــا
حتــى الطُّــموحُ أراهُ وَهــماً خادِعاً
أمشـي إلــيـِهِ، فيُــخلفُ المُتَــــقَدّما
ولــم الزمــان تعاظمـــت نـكبــــاته
فيـه الأمــاني أراهـــا طيــفا آثمـــا
قلتُ ابتسـمْ، فالشـوكُ يُـؤذِنُ بـالرُّبا
والـدرُّ لا يُـهدى لِمَــنْ لــن يَــغْنمـــا
قــالَ العُيــونُ بغيــرِ نــورٍ أُغـــلِقَتْ
هلْ في الظلامِ عدا الهلاكِ المُظلِما؟
ولــم الحـدائقُ بـعد حـينّ أَجـدبَتْ
وأنا الـذي مـا ذُقـتُ فيــها مَــنعَما
وأرى الغــدُ الآتي مَخــاوفُهُ مـــدى
كيـفَ المُضيُّ وعَــزمَنا المُتـحَطّما؟
قلــتُ ابتسـمْ، فالعينُ تُبصِرُ حينما
تَستـلُّ مـن لُبِّ الرجــاءِ تَـــرَحُّـــما
قـالَ النـهايةُ سَـوفَ تـــأتي عاجلًا
والمــوتُ يُغري والسكوتَ المُبهَـما
ونـكون كـالذكرى التـي وُئِـدَت بها
أنغــام لـحظات الحنــين مُطــــعّما
قــلتُ ابتسـمْ، فالمـوتُ ليس نهاية
بل فَجرُ مَـن عاش الظلام المفعـما
واجعلْ من البُشرى سِلاحَكَ دائـمًا
فالجرحُ لا يُـؤذي الصبور المكرمـا
ما دامَ فيكَ النبضُ يَهمِسُ بالحياةِ
فــأَضِئْ جبيـنَ الصبرِ شمسًا مُلهَما
فالبَسمـةُ الأولى ستَــزرَعُ بعــــدَها
ألـــفَ ابتســامٍ يُــعـجِزُ المُتشـــائما
*********
🌹
خيرات حمزة إبراهيم
يقضــي الغـــــــــوى ،
لايخـــدعنَّكَ بالـــــدُّنا مايـــــوهِمُ
يقضي الغوى والعمرُ طـــلٌّ يُهـدَمُ
ســرقَ الغرورُ بخبثهِ ألـقَ الضُّحى
أيُّ القلــــوبِ ستستفيقُ وتســـلَمُ
إيَّـــاكَ والإجحـــافُ يدلـــوْ دلـــوهُ
تلقى السَّــرابُ وقدْ تؤومهُ مـرغَمُ
لاتصبغِ الفعــــلَ الــــدَّنيءَ برونقٍ
إنَّ الكـــــريمَ بِخُلقــــــهِ يتـــــرنَّمُ
ربِّتْ على كتــفِ الحيــاةِ وقلْ لها
منْ صـــادقَ الــــدُّنيا يعودُ ويندَمُ
فالذَّنبُ يختـــرقُ الضَّميـرَ بسـهمهِ
جــرحُ النَّـــدامةِ يسـتجيرُ ويجهَمُ
لا تســـألنَّ عـنِ المـــراتعِ إنْ هـوتْ
أنتَ الجـديرُ بمــا تحيـــطُ وتعلَــمُ
واخلعْ صدى قيـدٍ توسَّــطهُ الأسى
تلقــى الجهـــالةَ بالحقيقـــــةِ تُردَمُ
ماخــابَ منْ رتقَ الشَّـفاعةَ بالهـدى
غفــــرانُ منْ وصلَ الأمــانُ معظَّمُ
دعْ بهـــرجَ اليــــومِ المقنَّـعِ بالصَّفا
وامــضِ الصِّــــراطَ وماتنـالهُ أسلَمُ
ربٌّ كــــريمٌ قـــدْ نهــــى في لطفهِ
دَنـــسَ الــــذُّنوبِ وهلْ بذنبكَ تألَمُ
دربُ الهــــدايةِ عامــــرٌ في أهـــلهِ
يُهدي السَّكينةَ بالنُّفـــــوسِ فتسلَمُ
أنتَ الجمـالُ كمـــا تـروقُ وتشتهي
فارفقْ خصـــالكَ بالسَّـــماحةِ تغنَمُ
واحـــذرْ رخاءَ العيشِ ما أبقــى لهُ
دهــــرٌ وشـــيبٌ بالمنيَّـــــةِ يُحسَم
إيمــانكَ المعهـــودُ أشــــرقَ نــورهُ
تُمحى الــذُّنوبُ بــــذكرِ ربٍّ يرحَمُ
**********
🌹
سألتُ الزهر ..
عبد الرحيم علي
سَألتُ الزّهَر كَمْ يَكفِيـــــكَ عُمرَاً
لأن تَشــكُو هَموَمَـــــــــك لِلّيَالِى
أجَاَبَ الزّهرُ كُنْ فِى الكَوُنِ زَهرَاً
وعِـــشْ حُِــرَا ولاَ تَشــقَىَ لِحَالِى
فَطُــــــول العُمرِقَدْ يَكفِيكَ يَوُمَا
لتُبــــحِرَ مِنْ خَيَــالِكَ فِى خَيَالِى
أنَا الأفّـــرَاَح والأفِــرَاَح لَونِـــــى
ومَـــا خَطَـــرَتْ مَشَاكِلَــكُم بِبَالِى
سَألتُ النّجَمَ هَلْ يُشجِيِكَ حُزّنِى
وهَلْ تَسِــهَر نُجُومَـــكَ لِإنشِغَالِى
أجَــــابَ النّجمُ دَعْ دُنيَاكَ تَمشِىِ
ولا تَعـــبَأ بِأحـــــدَاثٍ ثٍـــــــقَالِ
فإنْ أظَلَمتُ وَجهِى كَيـــفَ أحّيِا
ونُور الصُبــــح يُشـــرِقَ لَاَ يُبَالِى
سَألتُ البَحرَ هل يُشجِيكَ حُزنِى
إذَا أنَـــِا جِئــتُ بِهُمُـــومٍ ثِــــقَالِ
أجــــابَ البــحرُ مَــــا شَكوَاكَ إلّا
خَيـالُ مَـــرَ يَوُمَـــا مِـنْ خِـــلَالِى
أنَا المَدفُوُن فِى جَوفِى الخَــبَايَا
مِنَ الأسرَارِ والــدُرَرَالغَــــــــوُالى
وأفتَــــــحُ لَلنّهارِ ضُــلُوعَ صَدرِىِ
يُـــدَاعِبَهُ النّسيِــــم بِلَا إنْشِغَــالِ
وأضــحَكُ لِلشُــــرُوق إذّا تَجَــلّى
واْضـــــحَكُ للمَسَاءِ إذّاَ أتَى لِـــى
سَألتُ النَاس عَـــن سِحرُ الجَمَالِ
فكــــان الرد أسمَــــىَ من مَقَالِى
فــكَمْ مِن مُبــهِر القَسَــــمَات لَكِنْ
سَقَاكَ المُر مِن طِيـــنِ الخَـــــبَالِ
وكــم مِن طَيّبِ يَخـــفِى هُمُومَا
فِـــدَاهُ لِحُســـــنِه عِـــزّىِ ومَــالِى
فــدع هم الحـــياة ودع لظـــاها
وقُـــــلْ لِلفَرحَةِ الكُبــرَىَ تَــــعَالِى
ســـألت المَالَ عَن سِــــر التّجَارَة
أجَـــابَ الـــمال حسبك والتعالى
وإن جِيئَــت لَك الأيّـــام تَـــسعَى
فـــلا تغتـــر فى تِـيـــهٍ ومَــــــالِ
ذَكَــاةُ المَـــالِ فِى الدُنيَــا صُكوك
تَــفُوقَ الــوزن فِــــى دُنِيا الجِبَالِ
فخُــذ مِن حَظَّكَ الدنيِــا نَصِيـــب
ولا تَنسَــى لِتشــكُرَ ذِى الجَــــلالِ
تَبَسّــــم رُبَّ وَجـــهِ فِـــــيهِ بِشــرّ
يَـفُوقَ الحَسـنَ فِى دُنيَــــاالجَمَال
*********
🌹
محمد عبدالله المراغي
دَعْوَةٌ لِلتَّفَاؤْلٍ
لَا تَـــدَّعِي أَنَّ السَّـــمَاءَ كَئِيــــــــبَةٌ
أَفَـــأَنْتَ مَنْ خَلَــقَ السَّمَاءَ وَأَقْسَمَا
يَا صَـاحِ إِنَّ الْعُمْـــرَ يَجْــرِي مَوْجُهُ
فَلَكَـــمْ تَسِيرُ سَفِيــنُ عُمْرِكَ مُرْغَمَا
كُـــنْ كَالنُّــــجُومِ أَوِ الطُْيُورِ مُحَلِّقًا
عِــــشْ فِي الْحَيَاةِ وَلَا تَكُنْ مُتَبَرِّمَا
أَتَظُـــنُّ أَنَّ الْعُمْرَ يَــــــــزْهُو غُصْنُهُ
أَفَــــلَا يَجِفُّ الْغُصْنُ إِنْ ذَاقَ الظَّمَا
هَيَّـاابْتَسِـــمْ إنَّ الشِّفَــــاهَ تَلَعْثَمَتْ
مِـــنْ حُــزْنِهَا وَالْوَجْهُ فَاضَ تَجَهُّمَا
يَا صَاحِ مَــالَكَ فِي الْحَيَاةِ تَذَوَّقَتْ
شَفَتَــــــــــاكَ كَأْسًا بَاتَ مُرًّا عَلْقَمَا
قَالَ الَّتِي كَانَتْ قِطَافِي فِي الْجَنَىٰ
صَـــــــارَتْ لِقَلْبِي فِي الْغِرَامِ جَهَنَّمَا
خَـــانَتْ غَرَامِي وَالْمَشَـــاعِرُ مُزِّقَتْ
كَيْــــفَ الْحَـــيَاةُ وَكَيْفَ أَنْ أَتَبَسَّمَا
قُــــلْتُ التَّبَسُّـــمُ نِعْمَــــةٌ فَاظْفَرْ بِهِ
وَارْبَأْ بِنَفْسِــــكَ كَيْ تَعِيــشَ وَتَغْنَمَا
قَـــالَ الْغَـــرَامُ تِجَـــارةٌ مَـــسْمُومَةٌ
جُــــرْعَاتُ سُــــمٍّ قَـــدْ تَزِيدُ تَضَرُّمَا
إِنَّ الْغَــــرَامَ ذَبِيـــحُ جُِــرْحٍ غَـــــائِرٍ
إنْ مَــــاتَ يَـــوْمًا قَـــدْ تَراهُ مُدَمَّمَا
قُلْـــتُ التَّبَسُّـــمُ جُـــرْعَةٌ يُشْفَىٰ بِهَا
هَـــلْ أَنْتَ مَــــنْ تَشْــــفِي بِهِ فَلَرُبَّمَا
يَا صَـــــاحِ إِنَّ غَرِيمَكُمْ عَاشَ الْهَوَىٰ
وَكَــأَنَّهُ قَدْ صَـــــارَ دَوْمًـــــا مُجْرِمَا
فَــدَعِ الَّتِي خَــانَتْكَ وَانْسَ عُهُودَهَا
وَالْـــــبِسْ قَمِـصَ الْفَرْحِ حَتَّىٰ تَنْعَمَا
قَـــــالَ الَّتِي كَانَتْ سَمَائِي قَدْ جَرَتْ
خَــــلْفَ الَّذِي مَلَكَ الدَّرَاهِمَ والْحِمَىٰ
قُلْتُ التَّبَسُّــــمُ وِجْـــــهَةٌ يَكْفِيكَ أَنْ
تَـــمْضِي الْحَيَاةَ وَلَسْتَ فِيهَا مُعْدَمَا
يَا صَـــاحِ إِنَّ صِبَـاكَ يَجْرِي مُسْـرِعًا
لَـــنْ تُرْجِـــــعَ الْأَيَّــــامُ صَيْبًا هَائِمَا
عَشْ وَابْتَسِمْ لَكَأَنَّ بَسْمَكَ فِي الدُّنَا
زَخَّــــــاتُ سَعْدٍ قَدْ تَجُوبُ الْأَنْجُمَا
يَا صَـاحِ عِشْ أَنْتَ الْحَيَــــاةَ مُرَنِّمَا
فَلَــعَــــــلَّ قَلْـــبَكَ إِنْ رَآَكَ تَـــــرَنََمَا
************************
إرسال تعليق