وزير الإسكان يعقد اجتماعًا تنسيقيًا لمتابعة آلية عمل وحدتي تنظيم السوق العقارية وتصدير العقار - الهرم المصرى نيوز

بقلم الدكتورة بسمة محمد السيد حمودة

دكتورة جامعية بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة العريش

كلية الاقتصاد المنزلي… الكنز المهمل والركيزة التي تبني الأوطان

في زمنٍ يتهافت فيه الجميع على الألقاب الرنّانة والمظاهر البراقة والرؤية الخداعة، تظل هناك كليات تزرع الجذور، وتبني العقول، وتضع حجر الأساس في صناعة قادة المستقبل بصمت وثقة. على رأس هذه الكليات تقف كلية الاقتصاد المنزلي شامخة، رغم التهميش، الكلية التي لم تنصفها الأضواء، ولم تأخذ مكانتها الحقيقية في قلوب الشباب رغم أنها صنعت الفرق الحقيقي في حياة الناس والمجتمعات.

قوة في الظل… ومكانة تستحق الصدارة

إن كلية الاقتصاد المنزلي ليست مجرد كيان أكاديمي، بل هي مدرسة الحياة، ومصنع قيادات، وبوابة ذهبية نحو التميز في مجالات لا غنى عنها لأي مجتمع يسعى للتطور الحقيقي. ومع ذلك، فهي لا تزال في الظل، تعطي بلا ضجيج، وتنجز بلا شهرة، وتخرّج عقولًا قادرة على التغيير الجذري في نسيج الأسرة والمجتمع في شتى المجالات.

تسعى كلية الاقتصاد المنزلي لتكون منارة تعليمية وبحثية وخدمية رائدة على المستويين القومي والإقليمي، مدفوعة برؤية عميقة تبني الإنسان قبل الشهادة، وتمد المجتمع بخريجين على أعلى مستوى من الكفاءة، مزوَّدين بالعلم، والمهارات المتعددة، والقدرة على مواكبة سوق العمل بل وصناعه جيل واع بمتطلبات سوق العمل، فهي مؤسسة علمية ذات رسالة وطنية وإنسانية.

أقسام تخدم كل بيت... وتصلح كل مجتمع

بداخل كلية الاقتصاد المنزلي، تنبض أقسامها الحيوية بروح التميز والأصالة والابتكار، حيث تحتوي على العديد من الأقسام التي تشمل كل المجالات:

1. قسم التغذية وعلوم الأطعمة.

2. قسم الملابس والنسيج.

3. قسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة.

4. قسم الاقتصاد المنزلي التربوي.

5. قسم الصناعات الجلدية.

6. بالإضافة إلى قسم التغذية العلاجية (برنامج خاص باللغة الإنجليزية – متميز بنظام الساعات المعتمدة)

كل تخصص منها عبارة عن أداة بناء وتطوير لمجتمع صحي، منظم، واعٍ، ومُنتِج في شتى مجالات الحياة فهي ليست مجرد كلية… بل رؤية تنموية متكاملة.

الأهداف الاستراتيجية لكلية الاقتصاد المنزلي من منظور الجوانب الصناعية والتطبيقية لكل الأقسام:

 تطوير البرامج الأكاديمية لتلائم متطلبات سوق العمل في مجالات التغذية، التغذية العلاجية، الملابس والنسيج، الصناعات الجلدية، إدارة الأسرة والطفولة، والاقتصاد المنزلي التربوي.

 إعداد كوادر بشرية مؤهلة تمتلك مهارات علمية وعملية قادرة على المنافسة في المجالات الصناعية والإنتاجية والخدمية.

 تعزيز البحث العلمي التطبيقي الموجه نحو تطوير الصناعات الغذائية والملابس والنسيج والجلود، ودعم الصحة المجتمعية والتربية الأسرية.

 دعم التميز في المجالات الصناعية المرتبطة بالأزياء، الإنتاج الغذائي، المنتجات الجلدية، وإدارة المؤسسات التربوية والخدمية.

 تحديث البنية التحتية والمعامل والورش لتواكب التطور الصناعي والعلمي في التخصصات المختلفة.

 تنمية الموارد الذاتية من خلال إنشاء وحدات إنتاجية ومراكز تدريب تخدم المجتمع وتوفر فرص تطبيق عملي للطلاب.

 تطوير الجهاز الإداري وتعزيز نظم الحوكمة والشفافية لضمان كفاءة الأداء المؤسسي.

 توسيع نطاق الشراكات المجتمعية والصناعية لدعم فرص التدريب والتوظيف والريادة.

 الحفاظ على معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي في كافة الأنشطة التعليمية والبحثية والصناعية.

 الربط بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي، خاصة في الصناعات المرتبطة بالتغذية، الأزياء، والجلود، بما يعزز من فرص التوظيف وريادة الأعمال.

مجالات عمل خريجي كلية الاقتصاد المنزلي: تخصصات تواكب الصناعة... وتُطلق طاقات التميز في سوق العمل

أولًا: قسم التغذية وعلوم الأطعمة:

مجالات العمل:

 مصانع الأغذية: مراقب جودة وسلامة الأغذية.

 المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية: أخصائي تغذية علاجية.

 المراكز البحثية: باحث متخصص في مجال التغذية وعلوم الأطعمة.

 المؤسسات الخدمية: دور المسنين، الحضانات، المدن الجامعية، المصانع الغذائية.

 الإعلام: مثقف غذائي ومعد برامج توعوية.

 قطاع التعليم: معلم اقتصاد منزلي بوزارة التربية والتعليم، وأكاديمي بوزارة التعليم العالي.

 المؤسسات الرياضية: أخصائي تغذية رياضية.

ثانيًا: قسم الملابس والنسيج

مجالات العمل:

 مصانع الملابس والنسيج:

 مصمم أزياء (جاهزة، تاريخية، تقليدية).

 معد نماذج (باترونات).

 مراقب جودة إنتاج.

 مدير إنتاج.

 مستشار فني لتصميم وإنتاج وتسويق الملابس.

 الأسواق المحلية والقومية: منسق للموضة.

 المراكز البحثية: باحث في مجال الأقمشة والملابس.

 مراكز التدريب المتخصصة: مدرب في صناعة الملابس الجاهزة.

 مؤسسات التعليم الفني والجامعي.

 الإعلام: مصمم ملابس للمسرح والتلفزيون والموضة.

ثالثًا: قسم الصناعات الجلدية:

مجالات العمل:

 مصانع الصناعات الجلدية:

 مصمم (ملابس جلدية، أحذية، مصنوعات جلدية).

 معد نماذج (باترونات).

 مراقب جودة إنتاج.

 مدير إنتاج.

 مستشار في تصميم وتطوير المنتجات الجلدية.

 مراكز التدريب المهني المتخصصة.

 مؤسسات التعليم الفني والتعليم العالي في مجال الجلود.

رابعًا: قسم الاقتصاد المنزلي التربوي:

مجالات العمل:

 المدارس الحكومية والخاصة:

 معلم لمادة الاقتصاد المنزلي، لتعليم الفتيات فنون الطهي وتنظيم وإدارة المنزل.

 إعداد معلمات مؤهله للتدريس في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.

خامسًا: قسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة:

مجالات العمل:

 المؤسسات الاجتماعية: أخصائي إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة.

 مراكز ومحاكم الأسرة: أخصائي علاقات واستشارات أسرية.

 جمعيات حماية المستهلك ومؤسسات المجتمع المدني: استشاري اقتصاديات الأسرة وإرشاد المستهلك.

 وسائل الإعلام: مثقف ومعد برامج أسرية وتوعوية.

 مصانع الأثاث والأجهزة المنزلية: أخصائي جودة في التأسيس والتجهيز المنزلي.

 مراكز التدريب: إداري فني في الصناعات الصغيرة وتنمية الموارد البشرية.

 مؤسسات التعليم العام والجامعي: معلم وأكاديمي في مجالات الأسرة والطفولة.

سادسًا: برنامج التغذية العلاجية (التخصص المميز):

مجالات العمل:

 المستشفيات الحكومية والخاصة، والمراكز العلاجية والمعاهد الطبية.

 مراكز الأمومة والطفولة، ومراكز التأهيل الطبي.

 المؤسسات الجماعية: دور المسنين، المدن الجامعية.

 المراكز البحثية والهيئات المعنية بالتغذية:

 تقييم الحالة الغذائية.

 تقديم التثقيف الغذائي.

 أخصائي في وضع السياسات التغذوية وحلول المشكلات بالأنظمة الغذائية الصحيحة.

في الختام، تظل كلية الاقتصاد المنزلي حجر الزاوية في بناء مجتمع متقدم وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية. إنها ليست مجرد كلية تقليدية، بل مصنع حقيقي للعقول التي تصنع التغيير في مجالات متعددة، من الصناعات الجلدية إلى تصميم الأزياء، من فنون الطهي إلى الصناعات الغذائية، وصولًا إلى تكنولوجيا المنزل المستدام.

كلية الاقتصاد المنزلي تقدم لطلابها الأدوات والمهارات اللازمة لدخول أسواق العمل والمساهمة في تطوير الصناعات الحيوية التي تلامس احتياجات المجتمع. من خلال برامجها الأكاديمية المتقدمة، تخرج الكلية متخصصين قادرين على ابتكار حلول عملية وفعّالة في مختلف المجالات الإنتاجية والخدمية.

إن دور الكلية يتجاوز مجرد التعليم النظري، فهي تزرع في طلابها روح الريادة والابتكار، مما يعزز قدرتهم على خلق مشروعات جديدة، تطوير صناعات موجودة، وتحقيق التنمية المستدامة التي ترفع من مستوى حياة الفرد والمجتمع. هي مصدر إلهام وتطوير، حيث تساهم في صناعة المستقبل بكل عزم وثقة، مؤمنة أن بناء الوطن يبدأ من تطوير قدرات أبنائه.

تحياتي لكم الدكتورة بسمة محمد السيد حمودة