نقابة السياحيين تطلق المؤتمر الأول للاستعداد للترويج لافتتاح المتحف الكبير/الهرم المصرى نيوز

 

  في كتابه البديع (رجال حول الرسول) لخالد محمد خالد والذي حوي (ستين) شخصية حول الرسول,أضاؤوا  الضمير الإنساني بحقيقة التوحيد وكنسوا منه الي الأبد وثنية القرون.ونري فيهم أروع النماذج البشرية.                            ومن بين الستون رجلاً أختار ,"الباحث عن الحقيقة "سلمان الفارسي".من بلاد فارس يجيئ ويخبر عن نفسه(كنت رجلاً من أصبهان,وقد إجتهدت في المجوسية ,حتي كنت قائم علي النار التي نوقدها,ولا نتركها تخبو.. وكان لأبي ضيعة ,فخرجت إليها يوماً فمررت بكنيسة للنصاري ,فسمعتهم يصلون فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون,فأعجبني ما رأيت من صلاتهم.وقلت لنفسي:هذا خير من ديننا الذي نحن علية,وسألت النصاري عن أصل دينهم فقالوا في الشام, فاصطحبتهم الي الشام .وحين سالت عن عالمِهم الأول فقيل لي هو الأسقف,صاحب الكنيسة ,فأتيته وأخبرته خبري ,فأقمت معه اخدم وأصلي وأتعلم.وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه,إذكان يجمع الصدقات من الناس,ليوزعها ثم يكتنزها لنفسه..ثم مات.وجاءوا بأخر مكانه فما رأيت علي دينهم خيراً منه ,فلما حضرته الوفاة أوصاني ان اذهب الي الموصل,و دلّني علي عابد في "نصيبين"فلما حضرته الوفاه سألته ,فامرني أن اذهب الي رجل في عمورية من بلاد الروم,فلما حضرته الوفاه قال لي:قد أظلك زمان نبي يُبعث بدين إبراهِيم حنيفاً يهاجر الي ارض ذات نخل ,وإن له أيات لا تخفي:فهو لا ياكل الصدقة ويقبل الهدية..وإن بين كتفيه خاتم النبوة إذا رأيته عرفته.

    ومر بي ركب من جزيرة العرب فغدروا بي  فباعوني لرجل من يهود بني قريظة,فأقمت معه أعمل له في نخلة,حتي بعث الله رسوله وقدم الي "المدينه"ونزل بقباء.ولما أمسيت جمعت ما كان عندي من طعام ثم خرجت حتي جئت رسول الله بقباء,فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه,فقلت لهم إنكم أهل حاجة وغربة وقد كان عندي طعام نذرته"للصدقة"فقال الرسول لأصحابه"كلوا باسم الله"وأمسك هو فلم يبسط اليه يداً,فقلت في نفسي هذه واحدة..إنه لا يأكل الصدقة..!!ثم رجعت وعدت الي الرسول في الغد أحمل طعاما ًوقلت له:إني رايتك لا تاكل الصدقة ..وقد كان عندي شيئ أكرمك به"هدية"ووضعته بين يديه,فقال لأصحابه:"كلوا باسم الله "..واكل معهم.قلت لنفسي هذه والله الثانية...إنه يأكل الهدية ..!!ثم رجعت فمكثت ما شاء الله ,ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة وحوله اصحابه وعليه "شملتان"مؤتزرا بواحدة ومرتديا الاخري ,فسلمت عليه ثم عدلت ؛لأنظر أعلي ظهره,فعرف أني أريد ذلك فألقي بردته عن كاهله ,فإذا العلامة بين كتفيه.."خاتم النبوة"كما وصفه لي صاحبي..فأكببت عليه أقبله وأبكي ..ثم دعاني فجلست بين يديه ,ثم اسلمت.

   وحينما حزّب المشركون الاحزاب,حول المدينة وأشار "سلمان "بحفر الخندق ورغم انه كان قوي البنية إعترضته في الحفر صخرة عاتية وقف امامها عاجزاًوتواصي عليها بمن معه فلم يقدروا عليها.وذهب للرسول ليغَيّر موقع الحفر,فحضرالرسول لموقع الحفر ودعا بمعول,وطلب لأصحابة أن يبتعدوا عن مرمي الشظايا ,وسمّي الله وهوي بيديه الشريفتين علي الصخرة فإذا بها تتصدع وخرج منها وهج يضيئ المدينة كلها,وهتف الرسول مكبرِّا:"الله اكبر...أُعطِيت مفاتيح فارس ,ولقد أضاء لي منها قصور الحِيرة ,ومدائن كِسْري وإن أمتي ظاهرة عليها".ثم رفع المعول ,وهوت ضربته الثانية,فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء ,وهلل الرسول مكبراً:"الله اكبر...أُعطِيت مفاتيح الروم,ولقد أضاء لي منها قصورها الحمراء,وإن أُمتي ظاهرة عليها".ثم ضرب ضربته الثالثة,فتهشمت الصخرة,وحينها هلل الرسول وهلل المسلمون معه,وأنباهم انه يُبصر الأن قصور سورية وصنعاء وسواهما من مدَائِن الأرض,وصاح المسلمون هذا ما وعدنا الله ورسوله,وصدق الله ورسوله...!!!

   كان" سلمان"صاحب المشورة بحفر الخندق,وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرار الغيب.ولقد عاش حتي رأي البشري حقيقة يعيشها ,وواقعاً يحياه فرأي مِدائن الفُرس والرُوم..ورأي قُصور صنعاء,وسورية ,ومصر,والعراق.. { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.                                                                                       د.عصام درويش