كيف لعبت يد التغيير بمعالم الوجود./الهرم المصرى نيوز

كتبت: خلود ابو السعود 

 البطل الشهيد أحمد حمدى

قام ببطولات فريدة ستجعل اسمه خالداً على مر التاريخ، حتى لقب بـ«صاحب اليد النقية».

إنه البطل الشهيد أحمد حمدي، الذى تقدم قصة استشهاده الدروس والعبر فى تقديم الروح فداء لكى تحيا الأوطان.

ففى يوم 14 أكتوبر 1973، تحرك البطل للخطوط الأمامية ليشارك لحظات العمل فى تركيب الكبارى على القناة، واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا راحة من أجل إعادة إنشاء كوبرى له أهمية ضرورية للعبور وتطوير الهجوم، وذلك بعد تعرض جزء منه للتدمير نتيجة تعرضه لنيران مدفعية العدو وقصفه الجوى.

وفى أثناء ذلك، ظهرت فجأة مجموعة «براطيم» فارغة تتجه بفعل تيار المياه إلى الجزء الذى تم إنشاؤه من هذا الكوبري، وبما يعرض هذا الجزء لخطر التدمير مرة أخرى.

وبسرعة بديهة وفدائية فى الوقت نفسه، قفز البطل إلى ناقلة برمائية كانت راسية على الشاطئ قرب الكوبرى وقادها بنفسه وسحب بها مجموعة البراطيم الشاردة فى المياه، ونجح فى إبعادها عن منطقة العمل، ثم عاد لمباشرة استكمال عملية تركيب الكوبرى بجوار جنوده، على الرغم من استمرار القصف الجوى لطائرات العدو ونيران مدفعيته.

وفجأة، وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري، أصابته إحدى الشظايا المتطايرة وهو بين جنوده، فكان هو المصاب الوحيد، وكانت الإصابة قاتلة، فاستشهد على أثرها.

ولد البطل أحمد حمدى فى 20 مايو 1929، وكان والده من مدينة المنصورة.

تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة فى يونيو 1951، والتحق بسلاح المهندسين عام 1954.

حصل على دورة القادة والأركان فى أكاديمية «فرونز» العسكرية العليا بالاتحاد السوفييتى بدرجة امتياز، وحصل على الدورة الإستراتيجية التعبوية فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا.

اشترك فى مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956، وقام بنسف كوبرى الفردان حتى لا يتمكن العدو من العبور عليه.

حصل على دبلوم الدراسات العليا فى الهندسة الميكانيكية من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1957، وفى حرب عام 1967 كان يعمل نائباً لرئيس المهندسين بقيادة المنطقة العسكرية الشرقية.

تُنسب إليه فكرة إقامة نقاط المراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربى لقناة السويس بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو الرابض على الضفة الشرقية للقناة، حيث لم تكن هناك سواتر ترابية أو أى وسيلة أخرى للمراقبة.

وفى عام 1971 تم تكليفه بإعداد وتشكيل لواء كبارى جديد تم تخصيصه لعبور قوات الجيش الثالث الميداني.

وكان له الدور الرئيسى فى تطوير الكبارى القديمة روسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس.

فى حرب أكتوبر 73، قام بجهود خارقة لتأمين عبور قوات الجيش الثالث الميداني، وكان يعى تماماً المصاعب والمشكلات التى تواجهها على ضفتى القناة خاصة فى القطاع الجنوبي.

وفى الوقت نفسه الذى كان فيه يقوم بإعداد لواء الكبارى وتدريبه، تم تكليفه بتجهيز مناطق أمامية على طول قناة السويس غرباً لتمركز وحدات الكبارى لينقل إليها قبل العمليات مباشرة، وهى مناطق جُهزت بالحفر للعربات وبراطيم الكبارى والمعدات، وكذلك الملاجئ والتحصينات.

كما قام بتجهيز فتحات الشاطئ لإنزال وإسقاط معدات وبراطيم العبور على الشاطئ الغربى للقناة فى اتجاه نطاق الجيش الثالث الميداني.

وعندما أُعلنت ساعة “س”، وعند بدء تحرك وحدات الكبارى إلى القناة، طلب من قائد الجيش التصديق له بالتحرك شخصياً من مقر قيادته إلى الضفة الغربية للقناة ليشارك أفراده فى العمل منذ أول لحظة، فلم يتم التصديق على طلبه، وأُخطر بأنه يمكنه السيطرة والمتابعة من مقر قيادته، علاوة على خطورة ذلك على حياته فى تلك اللحظات التى كانت فيها النيران مشتعلة فى كل مكان.

وعلى الرغم من ذلك، ألح فى طلبه، إلى أن تم التصديق له بالموافقة.

واستمر الشهيد أحمد حمدى طوال فترة تدفق القوات على المعابر يتنقل من معبر إلى آخر، مواصلاً العمل ليل نهار، بلا راحة أو نوم، حتى اطمأن إلى بدء تشغيل معظم الكباري، إلى أن لاقى وجه ربه يوم الرابع عشر من أكتوبر 1973.

كرمته الدولة بأن منح اسمه وسام «نجمة سيناء»، كما تزامن «يوم المهندس» مع يوم استشهاده، وافتتح الرئيس الراحل أنور السادات نفقاً تحت قناة السويس يربط سيناء بالوادى يحمل اسم «نفق الشهيد أحمد حمدي» تقديراً لبطولته وشجاعته الفائقة، وافتتح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عام 2021 نفق الشهيد أحمد حمدى 2، والذى يهدف لتوزيع ضغط حركة السيارات، كما أطلق اسم الشهيد على مدرسة فى مسقط رأسه بالمنصورة، وأيضا على أحد شوارع مدينة العاشر من رمضان، وأحد شوارع مدينة السويس الباسلة.