الكاتبة هبة الله يوسف محمود تكتب لام شمسية حقيقة واقعية مش دراما مصرية - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / د. مروة حمدي

في كل عام، تتلألأ سماء العالم بألوانها المختلفة، مُحتفلة باليوم العالمي للمرأة. إنه يوم يتجاوز حدود الاحتفال ليكون ملحمة تُروى فيها حكايات القوة والشجاعة. نحن النساء، نُدرك جيدًا أن كل يوم نعيشه هو فرصة جديدة، ولكنها فرصة نواجهها بأمل وإصرار، كأشجار مزهرة تنمو وسط الحدائق. نعيش في عالم مليء بالتحديات، ولكن تلك التحديات تُشعل فينا روح المثابرة والعزيمة.

 

نحن الأمهات، نُعطي بلا حدود، قلوبنا تتسع كالمحيطات، تحمل في طياتها أحلام أطفالنا وآمالهم. كل لحظة نعيشها مع أطفالنا تُعد فرصة لنمنحهم الحب والدعم، ولنعلمهم القيم التي ستساعدهم في بناء مستقبل مشرق. نُزرع فيهم بذور الأمل والثقة، فنُعلّمهم كيف يواجهون الحياة بقوة، وكيف يستمدون القوة من تجاربنا.

 

أيتها الزوجات الداعمات والسند. تجتهدنّ بكل ما أوتيتن من قوة لغرس روح الشراكة والمحبة، أنتن ألوان في لوحة فنية، كل واحدة منا تُكمل الأخرى. في كل تحدٍ نواجهه معًا، نُظهر قوة إرادتنا وقدرتنا على التغلب على الصعاب. نُبني عائلة، ونعمل على صقل شخصيات من نحب، مُدركين أن النجاح ليس مجرد إنجاز فردي بل هو ثمرة جهد جماعي. هذه الروابط العميقة تعكس كيف يمكن للحب والتفاهم أن يحققوا المعجزات.

 

في مجال العمل، نحن العاملات، نغرس بذور النجاح في كل مجال ندخله. نُظهر أن لا شيء يمكن أن يعيق إرادتنا، فنحن قادرات على تحقيق أحلامنا وطموحاتنا. نتحدى الصعوبات وكأننا زهور تتفتح في الربيع، نُثبت للعالم أن القدرة على الإبداع والابتكار لا تتعلق بالجنس، بل بالعزيمة والإرادة. في كل إنجاز نحققه، نفتح الأبواب أمام الأجيال القادمة، ونُظهر أن المرأة ليست مجرد جزء من المجتمع، بل هي عموده الفقري.

 

ورغم كل ذلك، نعيش مفارقات جميلة. نحن من نُعطي الحياة طعمها، ومع ذلك، نجد أنفسنا أحيانًا نُسأل عن حقوقنا. لكننا نُظهر أننا قادرات على تجاوز كل التحديات، كأننا طيور تحلق عالياً في سماء بلا حدود. نبني الأحلام، وأحيانًا نجد أن المجتمع يحتاج إلى المزيد من الضوء لنشر الفهم والتفاهم، لكننا نُظهر أن الحب والتعاون كفيلان بإحداث التغيير. نحن نسعى لنشر الوعي حول حقوقنا، لذلك يهدينا العالم باقات من الود و الاحترام والتقدير.

 

تاريخنا مليء بالقصص الملهمة من النساء اللواتي قدمن التغيير إلى اللواتي أبدعن في مجالات العلوم والفنون. نحن من خططنا للمستقبل، ونعمل معًا لنحتفل بكل إنجاز. هذا التنوع يُظهر قوة شخصيتنا، فنحن قادرات على الوقوف معًا، نُظهر للعالم أن الوحدة والمحبة هما السبيل لتحقيق الأهداف. إن قصص النساء الملهمات تُعتبر مصدر إلهام لنا جميعًا، وتُحفزنا على السعي لتحقيق أحلامنا.

 

إن دعم وتمكين النساء ليس مجرد شعار يُرفع، بل هو التزام يجب أن يتحقق. نحن بحاجة إلى بيئات تدعم حقوقنا، كما حاجتنا إلى النور. دعونا نُعزز من روح الوحدة، لنقف معًا كأخوات، نُساند بعضنا البعض ، ونُظهر أن كل واحدة منا هي حجر الزاوية في بناء مجتمع أفضل. إن هذا التكاتف يُظهر للعالم أننا نستطيع إحداث تغيير حقيقي، وأن صوتنا مسموع.

 

في هذا اليوم، أدعو كل امرأة وكل رجل للتكاتف نحو بناء مجتمع متكامل. لنستمع إلى أصوات بعضنا البعض، ولنُعزز من المبادرات التي تهدف إلى تمكين النساء في جميع المجالات والاحتفاء بيوم المرأة العالمي؛ لنجعل من هذا اليوم فرصة لإعادة التأكيد على التزامنا ببناء مستقبل أكثر إشراقًا وتوازنًا. من خلال التعاون والتفاهم، يمكننا التغلب على العقبات وبناء مجتمع يدعم الجميع.

 

في الختام، أُعبر عن فخري بكوني امرأة، وأُشيد بقوتنا وإبداعنا. فلنحتفل بتنوعنا ونجاحنا، ولنجعل من اليوم العالمي للمرأة لحظة لتجديد العهود وتحفيز الأمل. نحن مصدر إلهام، ونحن من نعيد كتابة القصة، سطرًا سطرًا، بحروف من نور وحب. لنستمر في الإلهام، ولنجعل كل يوم من أيامنا احتفالية جديدة بقوتنا وجمالنا. كل عام وأنتِ الحياة!

 

 

من أوراق الورد

د مروة حمدي