كيف لعبت يد التغيير بمعالم الوجود./الهرم المصرى نيوز

 

بقلم: إيمان مهنىٰ

الصمت يخيم على المكان يقطعه صرير قلبٍ أوشكت نبضاته أن تفتك بقفص صدر صاحبتها، صوت شيء ينساب على الأرض قد يكون ماء، لا، أعتقد أنه أكثر لزوجة، انتظر! إنه دم! 

*فلاش باك*

مراهقة بعقل حكيم قارب بحكمته ال ٧٠ عام، جسدًا لفتاة عشرينية حمل كل معالم الأنوثة، عينين أشد عمقًا من المحيط الهادئ، عزيزي أحذر التعامل معها فهي جميلة حد الفتنة حتمًا ستهيم في حبها، إنها وتين، من سار حبها في وتين كل من عرفها، كانت حياتها أقرب للمثالية، مع عائلة مستقرة ماديًا ونفسيًا، حياة وردية تتمناها جميع الفتيات، ولكن إنها سُنة الحياة "الحُلو لا يكتمل" 

كل شيء انقلب رأسًا على عقب، تحولت فراشات حياتها إلى مُستذئبين، تحول النور إلى ظلام حالك. 

دُعي والد وتين لعُرس ابن أحد شركائه في دبي، ونظرًا لبدء امتحانات وتين ف قررا الذهاب بدونها، ظاهريًا كان ذلك خيرًا كبير لوتين فقد نَجت من حادث مروع "سقوط الطائرة المسافرة من مطار القاهرة إلى دبي لينجم عنها موت ١٥٠ شخص" أعلم عزيزي القارئ أنك الآن تعتقد مثلهم، كتب الله لها الخير ولم تسافر معاهم وإلا لقت ذات المصير وأصبحت في عداد الموتى، ولكن الحياة لها رأي آخر، عائلة وتين ماتت مرة إثر حادث ولكن وتين قتلتها الحياة ألف مرة، صعود الروح إلى بارئها أفضل الف مرة من أن تُضع بين رحمة بشر خسر انسانيته، تُركت وتين مع عمها الذى انفرجت اساريره بعد ذلك الخبر "يا أهلا بثروة لم نتعب من أجلها" 

تحولت وتين من سندريلا الأميرة لسندريلا الخادمة، شهدت على كل انواع الظلم والتعذيب سُلبت أصغر حقوقها وهي الشعور بالأمان في بيتها، فهي مُقيمة مع اكبر سكّير في العالم، اعتدى عليها عمها أكثر من مرة وهو غائب عن الوعي، فقدت كل معالم طفولتها رغم صغر سنها، كانت مُحلقة عاليًا في السماء السابع لتسقط إلى لب الأرض، صدمة كبيرة لم يستوعبها عقلها البسيط.

دخل عليها عمها كالعادة 

ارتعدت من الخوف، تجمدت الدماء في عروقها، بدأت تتمتم لنفسها: ليس هذه المره كفاك، أتوسل لك

ولكن هذه المرة كان في وعيه، تنهدت قليلا وحاولت أن تهدأ من روعها، ليقطع أفكارها عمها قائلًا: عزيزتي الجميلة، صندوق حظي، وعملتي الذهبية، منبع ثرائي ومثيرة شهـ....

قاطعته بصوت مكتوم ارهقته الأيام وجار عليه الزمان: ألم ترى الحياء يومًا، أغرب عني قد سئمت منكم جميعًا كفاني صبرا، لقد سُلبت كل شيء لما تسكترون عليا راحتي، استخدمتني بكل الطرق، حتى جسدي لم ترحمه، وكلتك امري يا الله فأنت خير المنتقمين، لا سامحكم الله ولا عفى عنكم واذاقكم نفس العذاب وأكثر.

صُدم عمها من رد فعلها، متى أينعت اليرقات وأصبح لها أجنحة، متى حصلت على إذن الاعتراض، رد عليها بسخرية: وكأنك تقرأين أفكاري، نعم هذه المرة سأستخدم جسدك، فُتن بكَ واحد من أغنى رجال مصر لدرجة أنه وضع نصف ثروته مقابل لفراشتنا الفاتنة، عرض مُغري أليس كذلك؟ غير قانوني ولكنني قبلت به، هيا استعدي لتذهبي لزوجك.

تراقصت الدنيا حولها ليس فرحًا ولكن عاركها عقلها في تجميع الصورة من الصدمة بعض من الغثيان ارتخاء قليل في العضلات فقدت الشعور إلى حد ما، انفصلت عن العالم، مسكينة لم تستوعب ما سمعته سقطت على الأرض لتندب طفولتها التي انتهكها كل العابرين.

في صباح اليوم الثاني جائت زوجت عمها لتحضرها لعرسٍ غير مشروع وما لها إلا أن تبكي بصوت مكتوم وتنزف بقلب مرغوم على الصمود، لم يكن لديها رفاهية الانهيار. 

في بيت غريب أخفت الزينة والتكييفات قبحه وبرودته، فخم لأبعد الحدود ولكنه قام على الباطل فكيف لعينايها أن تستحسنه.

بينما كانت وتين غارقة في أفكارها حول مصيرها وما حدث من بعد وفاة والديها، شعرت بيد على كتفها، انتفضت من الخوف، ألم شديد في قلبها أعلن عن استسلامه كفانا صمودًا قد هرمنا، التفت لترى شخصًا في عمر والدها، تحدثت له بخوف شديد وبحروف متبعثرة: ماذا تريد مني أنا بعمر ابنتك ارجوك فقط اتركني أرحل، أنا لا أريد ذلك

رد عليها بسخرية وهو يقهقه: ترحلين؟ لقد دفعت كل ثروتي لأتذوق تلك الدمية الفاتنة التي تمكث أمامي 

ردت عليه بصوت مرتفع غلبته نبرة تحدي: إن اقتربت مني سأقتلك 

انهال عليها كأنه ذئب تحلى بكل معالم الوحشية لم تشعر بنفسها سوى وهي ترفع مزهرية وتكسِرها فوق جمجمته التي لطالما حملت في جوفها عقل حيوان لا يعرف للرحمة طريق، قادته شهوته، خلصت البشرية منه وتمنت لو فعلتها مع كل أمثاله وأولهم عمها، جلست على الأرض تدرك حجم المصيبة التي فعلتها، ولكن قلبها الخائف لم يستطع إخفاء سعادة انتصارها، هم من اجبروها، كانت بريئة ولطيفة، محبة للسلام كالطيور، ولكنها الحياة دائمًا ما يكون لها رأي آخر في مصيرنا.... 

لا حلال في النشر او الاقتباس بدون الإسم

#إيمان_مهنى 

#مثلث_حبرونوتة