[٢٢‏/١، ١:٥٩ م] غادة: للمشاركة في معرض الكتاب وصول وفد الكتاب الروسي/الهرم المصرى نيوز

- بقلم: فاطمه سمحي الهنداوي 

. أخصائي الصحة النفسية والعلاقات الزواجية والارشاد الاسرى، للتأهيل النفسى للأطفال والكبار، باحثة ماجستير فى العلاقات الزواجية والاسرية.

ــ الطلاق العاطفىEmotional Divorc 

     يعد الزواج الأساس الشرعى, والقانونى, والاجتماعى لتكوين الأسرة, والتى تعد أهم مؤسسة فى المجتمع, فيعتبر الزواج اهم رابطة بين الزوجين وهو رابطة طيبة بينهما, ووسيلة لضمان الإشباع العاطفى والجنسى حيث أن وظائفه, تعمل على تحقيق الاستقرار النفسى والشخصى أيضًا, ولاسيما أن الحياة الزوجية تبنى من خلال العلاقات العاطفية الجيدة والاجتماعية والجنسية والإقتصادية, إلا أن الحياة الزوجية قد تواجة بعض منغصات الحياة وكثيرًا من التحديات التى تؤثر على إنسجام هذه العلاقة الزوجية, والتى قد تؤدى بدورها إلى التنافر, وعدم القدرة على التكيف, فيتكدر العيش وتسوء العلاقة بينهما, ومن هذه المنغصات إصابة الزوجين بما يعرف بالطلاق العاطفى, الذى لايأتى فجأة, بل يظهر تدريجيًا فى حال توفرت له البيئة المناسبة لنموه.

    ويعد الطلاق العاطفى من القضايا الخطيرة التى يؤدى بدورة إلى الطلاق الرسمى الذى يسبب تفكك الحياة الزوجية داخليًا الذى يؤدى إلى ضياع الأسرة, والذى تعود مقدماته إلى الطلاق العاطفى أو غير المعلن, ويشكل الطلاق العاطفى خطرًا كبيرًا من الناحية النفسية والسلوكية والصحية حيث تكون له عواقب مؤثرة على حياة الزوجين, بسبب إنتشار الإنفعالات السلبية وتصيد الأخطاء والتباعد وعدم الشعور بالمودة والمحبة والرغبة بين الزوجين, رغم كونهما لايزالا تحت سقف واحد, ولذلك يعد الطلاق العاطفى نوع من رد الفعل الذى يتضمن الإنفصال الجسدى وعدم مراعاة الطرف الآخر معاملته مع الشريك كأنه غير موجود.

1ـ تعريف الطلاق العاطفى 

        الطلاق العاطفى بأنه  هجر الزوج لزوجته سواء كان هجرًا فى العلاقة العاطفية أم هجرًا فى المحادثة وفقدان المودة والسكن النفسى بين الزوجين مع قيام الزوج بالحقوق الزوجية الآخرى كالنفقة وتأمين السكن بحيث يظهر للناس استقامة العلاقة الزوجية فقد عرفاه من منظور مختلف بأنه  أحد أشكال الأمراض الاجتماعية فى المجتمعات الحديثة الذى يشير إلى الإنفصال بين الرجل والمرأة مع أنهما يعيشان تحت سقف واحد مع عدم وجود أى التزامات تجاه بعضهما البعض ولايوجد بينهما أى عاطفة واهتمام أيضًا.

    كما عّرفت أيضًا أن الطلاق العاطفى بأنه  إنفصال الزوجين وجدانيًا مع الأحتفاظ بالصورة الكاذبة للزواج والإبقاء على العلاقة الزوجية بشكل قانونى وعدم اللجوء للطلاق الفعلى ويدركه الأبناء من خلال ملاحظاتهم لسلوك الآباء والأمهات تجاه بعضهم البعض ويظهر ذلك فى عدة مظاهر من أهمها النفور والتجاهل وكثرة المشكلات والصراعات وسلبية التواصل الوجدانى مما يترتب عليه ظهور بعض الأمراض النفسجمية لدى أحد الزوجين.

     و كما عّرف الطلاق العاطفى بأنه الإغلاق العاطفى الفردى للحياة الزوجية, والأشخاص المعرضون له يتسمون بمشاعر مثل الغضب وعدم الإرتياح والحزن, وأن الزوجين الذين يتعرضون للطلاق العاطفى يلجأون إلى إستخدام ديناميكيات بقاء العلاقة الزوجية والحفاظ عليها وذلك من أجل تجنب كلام الآخرين والحفاظ على الأسرة من التفكك برغم فسخ العلاقة بين الزوج والزوجة داخليًا. 

    وقد عّرف الطلاق العاطفى بأنه حاله من البرود العاطفى الذى يحدث خلال مراحل الحياة الزوجية وربما قد يستمر لسنوات عدة بين الزوجين والذى يمثل الحدث الأكثر اهمية الذى يغطى بظلاله على مشاعر الزوجين وحياتهم بصفة عامة, ويمكن التنبؤ به من خلال عديد من المواقف التى قد تحدث للزوجين وذلك من خلال خيبة الأمل وعدم الرضا الزواجى, القلق, الاغتراب الزواجى, والسخط بين 

الزوجين, ثم يبـدأ أحد الزوجين بالإنسحاب عاطفيًا من شريكه تجنبًا للألم العاطفى, وعندها يكون طرفا العلاقة أحدهما تارك والآخر متروك.

و كما يعرف بأنه افتقار العلاقة العاطفية بين الزوجين للمودة بحيث لايشعر أحد الزوجين بوجود الآخر أو اهميته فى حياته الشخصية, وينظر كل منهما للآخر كونه غريب فتضعف روابطهما العاطفية, وتصبح التزاماتهما (كزوج وزوجة) شكلية فقط أمام الآخرين, ويبقيان مرتبطين اسميًا وظاهريًا, من دون طلاق فعلى بينهما. 

       وتم تعريفة  بأنه  اختلال التوازن وسوء العدالة التوزيعية فى الحقوق والواجبات بين الزوجين والذى يؤثر بالسلب على الجانب التعبيرى والجانب الخارجى الذى يؤدى إلى تفكك الحياة الزوجية والتباعد والتنافر وفقدان العاطفة بينهما, ويعيش الزوجان فى بيت واحد كأنهما غريبان وبشكل مستمر. 

      أن الطلاق العاطفى يعبّر عن الحالة الزواجية التى تنتهى  فيها المشاعر الإيجابية للحب والمودة ويتم إستبدالها بمشاعر الغضب والأذى أو الاستياء والكراهية، والإدراك بأن المشاعر الإيجابية بين الزوجين قد رحلت.

ومن خلال عرض التعريفات السابقة للطلاق العاطفى:

ــ يتلخص الطلاق العاطفى فى أفتقار الأفراد إلى الأحساس بالعاطفة والحب بين الشريكين مما يسبب بعض النزاعات فى العلاقة الزوجية وذلك ينعكس بالسلب على الأسرة والأطفال خاصة والمجتمع عامة.

ــ فهو اختلال التوازن وسوء العدالة فى توزيع الحقوق والواجبات بين الزوجين والذى يؤثر بالسلب على الجانب العاطفى بين الشريكين.

ــ فيعتبر الطلاق العاطفى بمثابة الأختلال العاطفى بين الشريكين والذى من شأنه أن يهدد العلاقة الزوجية بالفشل والذى من شأنه يمكن ان يؤدى إلى الطلاق الفعلى.

ــ وبسبب أن الطلاق العاطفى يتميز بالبرود وعد التعبير عن مشاعر الزوجين لبعضهم البعض يؤدى ذلك إلى وجود علاقة زوجية فاشلة يمكن أن تنتهى مبكرًا بسبب عدم أحترام الطرفين لبعضهم البعض.

2ـ أبعاد الطلاق العاطفى: 

    أـ غياب الإنسجام العاطفى: ويشير هذا البعد إلى فقدان الشعور تدريجيًا للمودة والمحبة والألفة والإنسجام والتقدير بين الشريكين فى مواقف الحياة اليومية التى يتعرض لها الزوجين.

ب ـ غياب الحوار والتواصل"الصمت الزواجى": يقصد به سلبية التواصل بين الزوجين والتى تؤدى بدورها إلى الطلاق العاطفى.

ج ـ التباعد الفكرى والاجتماعى: ويقصد به الإبتعاد تدريجيًا للأهداف والاهتمامات المشتركة والمتبادلة بين الشريكين وتجنب تواجدهم معًا فى المناسبات الاجتماعية وأيضًا التباعد فى التفكير والتخطيط فى مواقف الحياة اليومية(محمد ,2020).

3ـ المراحل التى يمر بها الطلاق العاطفى

     يشار إلى أن الزوجين لا يصلان لمرحلة الطلاق العاطفى إلا بعد التدرج عبر المراحل التالية: 

  أـ زعزعة الاستقرار وفقدان الثقة: فى هذه المرحلة يفقد أحد الطرفين الثقة فى الطرف الآخر, فلا يثق به مما يؤدى إلى اهتزاز صورته, وتتضمن هذه المرحلة أيضًا الشك فى أقوال الطرف الآخر وتصرفاته مما يؤدى إلى فتور الحب بين الزوجين وفقدانه فى نهاية العلاقة.

ب ـ فتور وفقدان الحب: وهنا نجد الكثير من العتاب واللوم ومحاسبة الطرف الآخر على كل تقصير واتهامه بعدم تحمل المسؤلية وفيها يشعر كل من الطرفين بالظلم وفقدان الحب وهو نقطة محورية فى الخلاف بينهما ويشعران أن شغفهما ببعضهما البعض لم يعد كما كان فى السابق.

ج ـ الأنانية: تسهم الأنانية فى تدمير قواعد الأسرة فكل طرف يفكر فى نفسه, ويشعر كلا الزوجين بعدم الرغبة فى التضحية وعدم مراعاة مصالح الطرف الآخر ونجده ينشغل بنفسه أو بعمله بعيدًا عنه ويعتبر نفسه غير ملتزم بأداء وجباته تجاه الطرف الآخر.

د ـ الصمت الزواجى: ويعنى عدم التحدث أو تبادل مشاعر الصداقة مع الآخر لاقتناعه بعدم فائدة جدوى الحوار معه, ويؤدى هذا إلى زيادة التباعد بين الزوجين مما يهدد العلاقة الزوجية, وإذا اضطر الزوجين إلى الدخول فى حوار فسيكون له نبرة حادة خالية من الحب والاحترام وقد يحاول كلا الطرفين إيذاء بعضهما البعض أو القاء اللوم على بعضهما.

هــ ـ الطلاق العاطفى: وهنا تزداد الحواجز النفسية بين الزوج والزوجة, وإذا اضطرا للتعامل سويًا فى مواقف قليلة فقد يأخذ هذا التعامل شكلًا من الفتور والحدية التى تشبه التعاملات الرسمية وليس المعاملة القائمة على الود والعفوية.

4ـ  أسباب ومظاهر الطلاق العاطفى:

       ما من زواج يسير دون تحديات أو عقبات أو مشاكل أو حتى أزمات, لكن قد يكوت تأثيرها يختلف وفقًا لمعدل تكرارها أو شدتها أو لسمات الأزواج الشخصية أو لعوامل بيئية وغيرها من الأسباب, ويمكن أن تؤدى فى بعض الأحيان وبفعل بعض الأسباب إلى انقطاع التفاعل بين الزوجين, وانحدار مسار حياتهم وتعثر علاقاتهم, وتحول الزواج إلى معيشة بلا معنى ولامودة وبلا رحمة ولاسكينة, أو مايمكن الإشارة إليه.

أـ عدم الاحساس بميول الشريك الآخر.

بـ عدم ارتياح الزوج فى البقاء فى المنزل.

ج ـ ضعف العلاقة الزوجية بين الشريكين.

د ـ إنتشار الصمت وضعف التواصل وغياب لغة الحوار والتفاعل بين الزوجين.

هـ ـ انتشار العنف والشجار المستمر وغياب الاحترام بين الزوجين.

و ـ النقاش فى شئون الأسرة وميزانيتها المالية والإنتهاء بالشجار.

ي ـ عدم التفاعل مع الأبناء إلا للضرورة ويكون التفاعل حاد يخلو من اللين والمودة.

هـ ـ يكون الزوج مهتمًا بعمله فقط ليغطى احتياجات الأسرة.

ل ـ تكون الزوجة مهتمة بشئون المنزل والعناية بالأطفال بشكل آلى خالى من العاطفة والمودة والألفة.

    وفى ضوء ماسبق نرى أن هناك أسباب مختلفة يمكن أن تؤدى إلى الطلاق العاطفى, فمثلًا اختلاف المستوى التعليمى للزوجين, حيث أن الإختلاف فى الدرجات العلمية بين الزوجين يمكن أن تسبب فجوة بينهما فى التعامل, ويؤدى إلى درجة الإنخفاض فى التعبير العاطفى بينهما, وبالتالى ارتفاع درجة الطلاق العاطفى بينهما.

  كما أن هناك مجموعة من الأسباب  الآخرى التى تؤدى إلى الطلاق العاطفى بين الزوجين وتختلف تلك الأسباب من حالة لأخرى ولعل من أهمها:

أ ـ الاختيار الخاطىء لشريك الحياة.

1. غياب الأهداف والاهتمامات والميول المتبادلة بين الشريكين.

2. الاختلاف العمرى أو التعليمى أو الثقافى أو الاجتماعى بين الشريكين.

3. غياب الحب والمودة والاحترام فى التعامل والأمان بين الشريكين.

4. غياب الرومانسية وفقدان الحب فى العلاقة الزوجية.

5. الأنانية وعدم اهتمام كل طرف بمصالح الطرف الآخر سوى الاهتمام بمصالحه الشخصية.

6. فقدان الثقة بين الزوجين ووجود اتجاهات سلبية نحو الشريك الآخر.

7. الصمت بين الزوجين وعدم تبادل أطراف الحديث الا للضرورة.

8. العنف المتبادل بين الطرفين سواءً العنف اللفظى أو الجسدى.

9. سوء التوافق الجنسى. 

5ـ  النظريات التى فسرت الطلاق العاطفى

    يعد الطلاق العاطفى من المشكلات التى يتعرض لها الشريكين فى علاقتهم الزوجية وذلك مما يسبب لهما تفكك فى حياتهم ولايؤثر الطلاق العاطفى على الشريكين فقط بل يمتد إلى الأطفال وإلى خارج نطاق الأسرة أيضًا, وسيتم توضيح ذلك من خلال النظريات الآتية: 

    أـ نظرية التفكك الزواجى Marital Dissolution Theory

    أكدت نظرية التفكك الزواجى لجوتمانGottman   على أن نقاط القوة والضعف فى إدارة الصراع داخل الأسرة لها تأثير على التواصل العاطفى بينهما, وأى زوجين أو شريكين يكون لهما رضا عن جانب معين فى حياتهم الزوجية, ولكن قد يختلفوا فيما بعد حول هذا الجانب بغض النظر عن وجود أطفال بينهم أو عدم وجود أطفال, وأن الزوجين قادرين على حل نزاعاتهم وإدارة الصراع بينهم إذ هم يرغبان فى نجاح زواجهم.

     وقد أشار جوتمان وفقًا للبرنامج الإرشادى لنظريتة إلى وجود أربع حالات تهدد الزواج, والتى يطلق عليها السلوكيات التدميرية السامة فى العلاقة وتشتمل على : النقد, والإحتقار, والدفاع الهجومى, والصمت عنادًا وعصيانًا. وقد قام جوتمان بوضع عناصر أساسية تعد مفتاحًا للزواج السعيد, وهى: الإسهام فى حل المشكلات القابلة للحل مثل اللطف, والبعد عن القسوة فى البداية أى ( تخفيف البداية), وتعلم تقديم محاولات المصالحة وتلقيها, وضبط الحالة الجسمانية الخاصة بالزوجين خلال المناقشات أى ( تهدئة النفس) وتعلم كيفية القيام بتسوية أى أن يصبحا أكثر تسامحًا وتغاضيًا عن عيوب وأخطاء بعضهما البعض.

ب ـ  نظرية التبادل الإجتماعى Social Exchange Theory

      تعد نظرية التبادل الاجتماعى لجورج هومانس  George Homansمن النظريات الشائعه التى تقوم على أن التفاعل بين الأشخاص, قائم على مبدأ تبادل الأشياء, وكذلك تشير إلى أن الفرد وأسرته يعيشون ضمن نظام عاطفى, وأن المهام والأنظمة الأسرية تقوم على نظام معين من المشاعر والأحاسيس, ويتم تطويرها لسنوات عديدة داخل الأسرة ويعتقد أنها تنتقل من جيل لآخر, فعند غياب هذا النسق العاطفى بين أفراد الأسرة يشعر أفرادها بضعف العاطفة بينهما, مما له آثار سلبية على الأسرة ككل.

       وتقوم أيضًا على التفاعلات الأسرية التى تقوم على مبدأ العدالة التوزيعية حيث تؤدى تكاليف العدالة الاجتماعية إلى نجاح العلاقة بين الطرفين, وطبقًا لنظرية التبادل الاجتماعى فأن الزوجين يستمران بالتفاعل معًا ويشعران بالتماسك والترابط,  فيواصل التفاعل والتعاون مع الطرف الآخر, وعلى العكس من ذلك, حين يجد احدهما أو كلاهما نفسه خاسرًا فى هذا التفاعل, فإنهما يتوقفان عن التفاعل والتعامل معًا أو يتفعالان معًا بشكل عدائى, مما يؤدى إلى ظهور مشاعر مشوشة, ولذلك أن الأرتياح النفسى يدفع الزوجين إلى تعديل سلوكياتهم وأفكارهم ومشاعرهم, ويحاولان تعلم كيف يرضيان بعضهما البعض, أما إذا شعر أحد الزوجين بالخسارة النفسية فى التفاعل الزواجى, فإنها تؤدى إلى التمرد النفسى على الزوج الذى كان سببًا فى الخسارة, ويتحول تفاعلهما إلى صراع, ويستمر الصراع بينهما حتى ينتصر أحدهما على الآخر, أو ينفصلان عن بعضهما البعض, وأحيانًا قد يضطر أحد الزوجين لمهادنة الزوج الآخر والتعاون معه, بسبب وجود مصالح شخصية أو مادية بينهما, أو لتجنب خسارة مادية أو نفسية قد يتعرض لها لو انفصل عنه أو توقف عن التفاعل الزواجى معه, وهو ما يجعلهم يعيشان بلا سعادة حقيقية.

جـ ــ نظرية الطبقات الاجتماعية  Social Prestige Theory

   ترى هذه النظرية أن الأشخاص من الطبقات الاجتماعية أو أصحاب المكانة الاجتماعية المحتلفة يكون لديهم توقعات مختلفة عن سلوكيات الاخرين بسبب عدم المساوة فى المستويات الأقتصادية والاجتماعية ولذلك فإن الأزواج والزوجات من طبقات مختلفة يجدون صعوبة فى التكيف مع 

المستويات المختلفة مما يؤدى إلى الصراعات والخلافات الزوجية,  مما يسبب حدوث الطلاق العاطفى, ولذلك ترى هذه النظرية أن يتم الزواج بين الأفراد المتناسبين معًا فى المستويات الاجتماعية والأقتصادية والثقافية والتعليمية وكل جوانب الحياة وإن لم يكن هناك تكافؤ وتناسب يفشل الزواج, وحين ترى أيضًا أن التكافؤ فى الأخلاق بمعنى أن يكمل الزوج زوجته أخلاقيًا فالزوج الذى يتصف بالغضب وسرعة الأنفعال وإذا كانت الزوجه تتصف بالهدوء يمكن أن لاتتحمل ذلك من الزوج فيؤدى إلى الطلاق العاطفى والذي يمكن أن يؤدى إلى فشل العلاقة الزوجية وينتهى بالطلاق الفعلى.

د ـ النظرية الفردية Individual Theory

       ترى النظرية الفردية لكارل روجرز Carl Rogers بأن البناء الأسرى الذى يشجع السلوك الفردى لأعضائه يسمح بالطلاق العاطفى, النفسى, الاجتماعى بين أفرادة خاصة بين الزوجين, أى أن السلوك الفردى لأفراد الأسرة حيث الاستقلالية فى السلوك والعمل على اشباع وتحقيق الاحتياجات والأهداف الفردية تطغى وتكون لها الأولوية على تحقيق أهداف الأسرة وقد يرتبط بشكل كبير بمعدلات الطلاق سواء الرسمى أو العاطفى, وهو ما يتعارض مع ثقافة السلوك الجمعى التى تقوم عليه الأسرة عامة, وهو الذى يرى ضرورة أن يعمل كل أفراد الأسرة على تحقيق الأهداف الاجتماعية للأسرة, وبالتالى يمكن القول بأن الأسر التى تعطى أهمية للسلوك الجمعى لأفراد الأسرة تؤدى إلى انتشار العلاقات الأسرية المستقرة وتحقيق تفاعل إيجابى بين أفراد الأسرة وخصوصًا التفاعل بين الزوجين, فى حين أن الأسر التى يسود فيها الطابع الفردى فى السلوك قد يغلب عليها سلبية العلاقات وضعف التفاعل بين الزوجين, وحين تضعف القدرة على تنظيم المشاعر السلبية وينتشر عدم الاحساس بالأمان الأسرى بين الزوجين يحدث الطلاق العاطفى.

      بعد عرض النظريات التى فسرت الطلاق العاطفى يمكن أن يظهر الطلاق العاطفى من خلال عدة عوامل ومنها مثلا اختلاف القيم والاهتمامات, وتتبنى الباحثة نظرية التبادل الاجتماعى والتى أشارت إلى أن عندما يكون هناك اختلاف كبير بين الزوجين فى القيم والاهتمامات قد يصعب عليهم بناء رابطة قوية بينهم مما يؤدى فى بعض الأوقات إلى الطلاق العاطفى وكذلك أيضًا نقص التواصل بين الزوجين وعدم الإستماع الجيد لبعضهم البعض والذى يؤدى إلى تراكم المشكلات والذى يمكن أن يؤدى إلى إنحسار العاطفة وحدوث الطلاق العاطفى وغيرها من الأسباب الآخرى التى تؤدى إلى ظهور الطلاق مثل( السلوك السلبى والصراع الدائم بينهما). 

     فقد أنتشرت حالات الطلاق فى الفترة الأخيرة فى مصر بحوالى 2,3 % لسنة 2024 مما سبب الكثير من المشكلات للأسرة خاصة والمجتمع عامة لذلك تعمل الدراسات على تحديد الأسباب التى تؤدى إلى أنتشارة ومن خلال الأبحاث توصلت النتائج إلى عدة أسباب من شأنها ان تؤدى إلى الطلاق الفعلى ألا وهى الطلاق العاطفى الذى يعمل على فشل العلاقات الزوجية, فالطلاق العاطفى ينكر الزوجين عواطفهم ومشاعرهم لأنهم لايحبون بعضهم البعض كثيرًا, ممايسبب الطلاق الفعلى على المدى البعيد, وكذلك هناك بعض الأسباب الأخرى التى من شأنها أن تؤدى إلى الفشل فى العلاقات ومنها طبيعة أنماط التعلق التى ينشأ عليها الأفراد فى الصغر والتى من شأنها أن تحدد نوع النمط الذى يتبعه الأفراد عند التعامل مع الشريك الآخر فمثلًا إذا تربى الأفراد على التعلق القلق وغير الآمن مع القائم بالرعاية فذلك من شأنه أن يؤثر على علاقتة بشريكة فقد تربى على عدم الأحساس بالأمان والقلق ولذلك هذا ماسيتبعه فى الرشد عدم الأحساس بالأمان مع شريكة ويسبب الفشل فى العلاقة, وللعمل على عدم فشل العلاقة الزوجية بين الشريكين ونجاحها لأطول فترة ممكنه هو مدى إستعداد الزوجين للتضحية بمصالحهم ورغباتهم لبعضهم البعض.