التقى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة مع السيد " ألكسندر دي كرو " رئيس وزراء بلجيكا، ـ جريدة الهرم المصري نيوز

 

بقلم / على الحسيني المصري 

يتسائل الكثيرون عن محنة خلق القرآن ابان الدولة العباسية

تلك المحنة التي كان لها ضحايا كثيرون وعُذِبَ فيها الإمام أحمد بن حنبل،   وأُشخص فيها على يد ثلاثة خلفاء واضهدته حواشهم 

فقاموا بتعذيبه وحبسه وضربه هو ورفيقه محمد بن نوح 

في عهد المامون ثم توفي محمد بن نوح وتوفي المأمون 

لبجد احمد بن حنبل نفسه وحيدا في مواجهة المعتصم

 ثم في مواجهة خلفه الواثق. 

حتى أتى المتوكل  وابطل هذه البدعة 

فمن هو  اول من تكلم بخلق القرآن وما قصة هذه الفكرة

التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم، 

والتي كانت ستودي بالدولة العباسية قبل أوان سقوطها؟ 

بل انها اضرت أكبر الضرر بالدولة العباسية من حيث نظرة اهل الأمصار الأخرى لهذه الدولة... 

- أول من تكلم بخلق القران في الاسلام :

إن اول من زرع فتنة القول بخلق القران هو الجعد بن درهم ، وكان الزهري وهو أستاذ أئمة الإسلام وقائدهم يقول عنه : ليس الجعد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم...

وكان الجعد هذا ينفي أن يكون الله قد كلم موسى تكليماً، وأن يكون قد اتخذ إبراهيم خليلاً، و انكر صفات الله تعالى وأولها تأويلا فاسدا ، فطلبه بنو أمية، فهرب إلى الكوفة .

و أخذ الجعد ينشر تعاليمه بالكوفة، فتعلم منه الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الجهمية وتاثر المعتزلة بافكاره فيما بعد ، وفي عام ( 105 هـ/724 م ) استلم الحكم في دمشق الخليفة هشام بن عبد الملك الذي عين خالد بن عبد الله القسري والياً على الكوفة ، فقبض القسري على الجعد ابن درهم ، وفي أول يوم من أيام عيد الأضحى من ذلك العام قال خالد القسري وهو يخطب في المسلمين خطبة العيد في مسجد واسط :

" أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم ، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم ؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ، ولم يكلم موسى تكليما " ثم نزل فذبحه في أصل المنبر !!! ...

ولاشك ان  تصرف خالد القسري كان تصرفا كبتوياً ينم عن همجية وتشدد أعمى يبلغ بصاحبه حد الكراهية التي 

 تؤدي إلى الوحشية في العقاب والانتقام .... 

ً كما أن تصرفه لم يكن انسانيا ولم يكن ليتفق  مع سماحة

الإسلام  ولا يتفق مع الحضارة التي دعا كتابها الأول(القرأن) 

الي التعقل والتدبر والنقاش والمناظرة حتى يتبين

الحق من الباطل، ويبدو ان هذا التصرف من جهة خالد القسري والي الامويين في الكوفة رسمَ الجعد كعالم كلامي مجتهد 

وكشهيدِ فكر فاختلط الأمر على كثير من الناس بسبب

كراهيتهم للامويين او بسبب الطريقة الوحشية التي عُوقِبَ بها هو وغيره فأُيدت أفكاره تأييدا شديدا ..  وكان الأولي إن يؤتي به وبغيره إلى المناظرة وتلك تُحسب للعباسين إلا انهم هم أيضا 

قام بإيذاء من خالفهم قبل أن يناظروه مثلما حدث مع الإمام أحمد بن حنبل ورفيقه محمد بن نوح . ويحسب عليهم أيضا قتل الحلاج بطريقة وحشية بعد حبسه سنوات  ومناظرته 

بشهود زور كما روى في أكثر من مصدر

فإذا كنا قد عرفنا ان السبب الأول لانتشار هذه الأفكار الفاسدة 

هو التشدد الوحشي للامويين في مواجهتها ثم التطرف العباسي في تأييدها عندئذ سيكون علبنا  أن نعرف  من أين أتى   الجعد بن درهم بهذه العقيدة الفاسدة؟ 

فتقول كثير من المصادر ان الجعد أخذ أفكاره وآراءه من شيخه أبان ابن سمعان وهو رئيس فرقة من الشيعة المغالية في أل البيت وفي الإمام علي رضي الله عنه ، وهي الفرقة المعروفة بالبيانية نسبة إليه وكان (بينا) هذا يزعم أنه نبي وأنه المشار إليه بقوله ( هذا بيان للناس وهدى ) وادعى الالوهية لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه و ان الله يفنىَ وان كلامه مخلوق .

وكان أبان ابن سمعان قد اخذ افكاره عن شيخه طالوت بن أخت لبيد بن الأعصم وتلميذه ، ولبيد هذا هو الساحر اليهودي

الذي رويَ انه سحر النبي في مشط ومشاطة وقصته معروفة في صحيح البخاري ولكن هذه القصة تحوم حولها الشبهات

لأنه رغم وجود الرواية بصحيح البخاري 

 إلا أنها تخالف نص القرآن أن النبي كان معصوما

من الناس  اي من الإنس والجان والشياطين فكيف يُسحر وهو من قال له ربه في كتابه الكريم 

(بلغ ما أُنزل إليك والله يعصمك من الناس)  !!!! 

، وعندما نرجع لطالوت الذي أخذ عنه ابأن. ومن ثم اخذ عنهما الجعد نجد أن طالوت كان يهوديا من خاله لبيد بن الأعصم الذي كان احد احبار اليهود وإن اليهود هو أول من تكلموا في 

ان التوراة مخلوقة ، ويبدو انه حين اسلم طالوت نقل هذه البدعة الى اهل الاسلام فقال بخلق القران و اخذه عنه ابان بن سمعان الذي نقلها لتلميذه الجعد بن درهم ...

هذه هي السلسلة التي أدت إلى القول بخلق القران وهو سلسلة شخصيات يبدو أنهم اضلوا بعضهم بعضا ومن ثم ضللوا الأمة ،

ومن ثم كانت مناظرتهم أولى من قتلهم او معاملتهم بوحشية 

إذ أن مناظرتهم كانت ستثبت ضلالهم فيرجع عنهم الناس. 

ولقد انتشرت هذه البدعة في زمن الدولة العباسية على يد فرقة المعتزلة ومنهم احمد بن داوود ، وهم الذين اقنعوا الخليفة المأمون بهذا الرأي و تبعه في ذلك الخليفة المعتصم ثم الخليفة الواثق بالله ، وارادوا حمل امة الاسلام علي القول بهذا القول بالسيف والشدة ، فوقف في وجههم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله   واصحابه الذين قُتلوا جميعا وهم 

محمد بن نوح بن ميمون الجنديسابوري ومات في الطريق، ونعيم بن حماد الخزاعي، وقد مات في السجن، وأبو يعقوب البويطي، وقد مات في سجن الواثق على القول بخلق القرآن، وكان مثقلا بالحديد، وأحمد بن نصر الخزاعي ومات وهو يُعذب 

أما بن حنبل فقد تحمل حتى قام الخليفة المتوكل بإنهاء هذه المحنة و أبطل فتنة خلق القران .والقول بها بل يروي انه عاقب بعض من قالوا بها فيما بعد 

على الحسيني المصري

المصادر : كتاب البداية والنهاية أحداث سنة ٢

٢١٨ هجريا

صفحة ٢٠٨ الجزء الرابع عشر

المجلد الثاني عشر من كتاب الفتاوى لابن تيمية

الطبري كتاب تاريخ الرسل والملوك صفحة رقم ٦٤٤

احداث سنة ٢١٨ هجربا

ابن الاثير كتاب الكامل جزء ٧ صفحة ٧٥

امين نايف ذياب المحنة وقضية خلق القرآن

ومصادر أخرى