[٢٢‏/١، ١:٥٩ م] غادة: للمشاركة في معرض الكتاب وصول وفد الكتاب الروسي/الهرم المصرى نيوز

 

بسم ألله تعالى نبدا الجزء الاول من العمل الدرامي الجنوبي. والذى أتوقعه بإذنه تبارك وتعالي الأضخم في تاريخ الدراما المصريه مع العلم أن أحداث العمل وشخصياته وحتى اماكنه من أفكار خيالي وهي مستمده من حصيلة أشياء كثيره منها علي سبيل المثال لا الحصر مشاهداتي واستماعاتي وقراءاتي وتاملاتي ثم تصوراتي حول أهمية ما يجب وما يمكن تقديمه من أجل الارتقاء بمستوى الثقافة والفكر والوعي وتأصيل وترسيخ دعائم النسيج الإجتماعي والبنيان الثقافي والسكينة الأسرية. في ظل محيط من التوهان والالتباس. والإحساس المتنامي بفقدان هويتنا التراثية والثقافية.رغم أصالتها وتجزرها في أعماق التاريخ والفكر والوجدان. إنه العمل الدرامي الجنوبي ( الوهدانيه قدري ) الحلقه الأولي  المشهد الأول ...... حيث تأخذنا كاميرا الحياه في مسيرتها الحياتية الدنيوية وجولتها المستمرة منذ قدم التاريخ فوق نهر النيل نهر الخير والرزق الوفير لشعب عريق طيب كريم لطالما ارتوت أرضه وتلونت بشرته بسمره طميه  الغني بعناصر الحياة فاكتسب منه الأصالة والعراقه والجلد والمثابرة والمسؤولية والرجولة والشجاعة والشهامة والكرم والفكر والأدب والتأمل وصولاً إلى توحيد الإله جل في علاه ناهيكم عن توحيد القطرين واندماج الشعبين ثم ومع مرور الزمن وبداية ظلام الليل نتنسم هواء النيل شافي العليل بسبب ملامسته لصفحته الساحرة المتوهجة بفعل ما تعكسه من أضواء زاهية على جانبيه بداية من الشمال حيث أول ما نشاهد من معالم علي ضفافه الممتده جنوباً وشمالا مبني الاذاعه والتليفزيون ذاكرة مصر الثقافية والتاريخية باطلالته الشامخة المميزة الصامدة منذ أوائل الستينات. يروي ويحكي قصص ماضي مجيد من الحضارات والبطولات وحتي الإخفاقات وصولاً إلى الانتصارات لشعب تلونت بشرته بسمره ما يحمله معشوقه الأزلي نهر النيل من طمي السنين وتشكل وجدانه بما يغمره به موجه من فيض الحب والخير الوفير وتستمر بنا كاميرتنا في جولتها وجولتنا علي صفحته الصافيه المتدفقة مرورا باولي محافظات الجنوب صعيد مصر الأصيل والتي يقال أنها الجيزه حيث الأهرامات أحد أهم عجائب الدنيا السبع تقف هي أيضا راسخه بشموخها التليد العتيد. شاهده على كل  ما استحدث من حضارة وتطور علي ضفاف النيل في العصر الجديد مروراً بباقي المحافظات في قلب الجنوب وقد بدأت ضفاف النيل بعد نسمات الفجر وإشراق الصباح تكتسي بألوان الخضره وتذدان بماذن المساجد وهي تحتضن أجراس الكنائس في مشهد جميل مهيب هو التجسيد الأزلي لوحده النسيج الاجتماعي والتعايش المشترك وقد ذاد المشهد جمالا وجلالا بعض السحب المتناثره في صفحة السماء هنا وهناك وكأنها تلامس أطراف النخيل المتناثرة هنا وهناك أيضا مع أصوات وأضواء البرق والرعد ما بين لحظة وأخري وقد وصلت بنا كاميرتنا إلي وجهتها ووجهتنا في قلب الصعيد عمق الوطن وعموده الصلب الحديد وصولاً إلي احدي محافظاته ألتي استقرت وكما الباقين شرقاً وغربا على ضفاف نيله الأصيل الاسمر الكريم حيث نشاهد وقد ظهرت لنا من بعيد احدي قري مراكزها التي تقع في الجانب الجبلي من النيل وتسمى قريه ( الوهدانيه ) وقد ذادها جمالا ومهابه. كما نراي سلسلة الجبال ألتي تحتضنها من أحد جوانبها. وما تحويه من الكثير والكثير من الكهوف والمغارات ألتي دائما ما تلفت أنظار كل من يسافرون بالقطار إلي الجنوب وما أظن إلا وأن كل منهم يمني نفسه بجولة فيها ليري بنفسه ويشاهد كل ما فيها دون مبالاه بما قد يلقاه فيها من ساكنيها القدامي والمستحدثين ثم ومن الناحية الاخري يحدها رفيقنا الأسمر الجميل وما نمر من فوقه نهر النيل وها نحن نراه ونسمعه وهو ينخر في أطراف القريه بامواجه المتلاطمه بفعل المراكب السياحيه. وفعل فيضان الخير المتدفق منذ آلاف السنين هبه ألله تعالي للمصريين ليرتوي منه وكما معظم أراضي الصعيد محصول قريتنا الرئيسي قصب السكر وبعض المحاصيل الموسميه الاخري مثل القمح والذره الشاميه وغيرها من الزروع ألتي يستخدمها أهلها الطيبين في تغذية مواشيهم لتسمن وتنتج الكثير من اللحوم والألبان والجبن والسمن والخير الوفير الذي يساعدهم في تكملة مسيرتهم الحياتيه وما يقدمونه لمصر كلها من خيرات أراضيهم العفيه الغنية ببركه الله الحنان المنان الغني الحميد وها نحن نقترب أكثر مع إشراقة فجر أحد أيام شهر يوليو من أوائل التسعينات حيث يتسم الطقس هناك بالحراره والقليل من التقلبات لنشاهد عن قرب ماذنه المسجد الكبير لقرية ( الوهدانيه ) وبجوارها احدي أشجار النخيل تحاول اللحاق بها في علوها وفي خيرها الكثير وأيضا نشاهد من حولهما القليل من زراعات القصب المتبقيه لاستخدامها في إعادة الزراعه مجدداً أو حتي في محلات العصير وهي تحيط بهما من جانب النهر وها نحن نستمع من أحد مكبرات المسجد لصوت مؤذن المسجد الشيخ عبد الرحيم المعين خطيبا للمسجد من قبل وزارة الأوقاف وهو يرفع الأذان والاذن بقدوم فجر يوم جديد يحكي لنا بعضا من حكايا شعب عتيد شعب مصري طيب كريم استقر على ضفتي نهر النيل ليبني حضاره من صخور الجبال وبديع الخيال ورقي الفكر وقوة البأس وطول البال. وها نحن مع حكايه جديدة من أيام وأحداث وحكايا قريه الوهدانيه ....... مع أطيب تحياتي الأديب الدكتور محمد يوسف