المجلس يوافق على تقرير لجنة النقل بشأن مشروع إنشاء خط السكك الحديدية ـ جريدة الهرم المصري نيوز

 

بقلم /مي صالح علي 

قد تكون وقعت في فخ لا تراه، تظن أن الأمور على ما يرام، لكن هناك خيوط غير مرئية تتحكم بك. الأشخاص المضطربون نفسيًا والنرجسيون يمتلكون مهارات استثنائية في التلاعب. هم لا يحتاجون إلى القوة الجسدية، بل يعتمدون على أسلحة نفسية تخترق أعمق نقاط ضعفك، تجعلك تتساءل عن نفسك وتفقد الثقة تدريجيًا. هنا، سنكشف لك بعض الحيل النفسية التي يستخدمها هؤلاء الأشخاص لإبقائك تحت سيطرتهم.

1. الإغراق بالحب والإطراء: قناع الحب الزائف

البداية دائمًا مثالية. يغمرونك بالاهتمام والحب وكأنك أهم شخص في العالم. لكن الحقيقة؟ إنها خدعة مدروسة لجعلك تقع في شباكهم.

مثال: شريكك الجديد يهتم بك بشكل مبالغ فيه منذ اليوم الأول، يحول كل لحظة إلى ذكرى لا تُنسى، لكن فجأة يبدأ في التراجع، فتجد نفسك تبذل كل ما في وسعك لاستعادة هذا الاهتمام. هذه هي خطتهم من البداية، يجعلك تعتقد أن السعادة تعتمد عليهم فقط، مما يثير شعورك العميق بالخوف من الفقد.

2. الإهانة المبطنة: ضربات صغيرة تتراكم

بمجرد أن يشعر المتلاعب بأنك في قبضته، يبدأ في توجيه إهانات خفية تستهدف نقاط ضعفك. يلمح إلى أن قدراتك ليست كما تعتقد، أو أن مظهرك كان أفضل قبل ذلك. هذه التعليقات ليست مباشرة لكنها تخترق ثقتك بنفسك، لتصبح مقتنعًا أنك بحاجة إلى موافقته لتحسّن من نفسك.

مثال: قد يقول لك الشريك: "أنت ذكي، لكنك أحيانًا تتصرف بغباء"، أو "كان مظهرك أفضل قبل تغيير أسلوبك في الملابس". هذه العبارات تبدو غير مؤذية في البداية، لكنها تتحول إلى سلاح نفسي يضربك في أماكن ضعفك، فتبدأ في الشك بنفسك، وتفقد تدريجيًا الثقة بقدراتك.

3. تحويل الحقائق: لعبة قلب الطاولة

عندما تحاول مواجهتهم بتصرفاتهم، يقومون بتحويل الطاولة عليك بمهارة خبيثة. يستخدمون الإسقاط، ويلقون اللوم عليك لتصبح المشكلة مشكلتك وليس مشكلتهم. هنا يكمن التلاعب في جعلك تعتقد أن كل ما تمر به هو نتيجة أخطائك الشخصية.

مثال: تواجه شريكك بتصرف سيئ قام به، فيرد قائلًا: "لماذا أنت حساس بهذا الشكل؟ أنت دائمًا تصنع من الأمور البسيطة مشاكل كبيرة". بمرور الوقت، يبدأ هذا الأسلوب في تعزيز شعورك بالذنب، وكأن غضبك غير مبرر، فتظن أنك الشخص الذي لا يستطيع التحكم بمشاعره بشكل منطقي.

4. الضغط على نقاط الضعف: استغلال الخوف والجروح النفسية

المتلاعبون يعرفون كيف يستغلون مخاوفك العميقة وتجاربك السابقة المؤلمة ليبقوك تحت سيطرتهم. يركزون على جروحك العاطفية القديمة، مثل مشاعر عدم الأمان، الخوف من الهجر، أو التجارب الصادمة التي مررت بها. هؤلاء الأشخاص يستخدمون معرفتهم بأدق تفاصيل ماضيك ليحرفوا تصرفاتك وردود أفعالك، مما يجعلك تتصرف بناءً على الخوف وليس العقل.

مثال: إذا كنت قد عانيت في الماضي من علاقة انتهت بخيانة، قد يقول لك الشريك المتلاعب: "أنت تعرف أنك لا تستطيع الوثوق بأي شخص آخر غيري"، أو "أنا الوحيد الذي يمكن أن أتحملك بعد كل ما مررت به". هذه العبارات تستهدف مخاوفك من الخيانة أو الرفض، مما يجعلك تشعر أن المتلاعب هو الشخص الوحيد القادر على فهمك وحمايتك، رغم أنه في الحقيقة يستغل تلك الجروح ليحكم سيطرته عليك.

5. الإيهام بأنك تستحق الإهانة: تقويض الثقة بالنفس

من أكثر الطرق تدميرًا، هي جعلك تشعر بأنك تستحق هذه المعاملة. بمرور الوقت، يستخدم المتلاعب نقاط ضعفك، ويقنعك بأنك لا تستحق سوى هذا النوع من المعاملة. يبدأ في تغذية فكرة أنك تبالغ في ردود أفعالك، وأنك مجرد شخص عاطفي لا يستطيع رؤية الأمور بوضوح.

مثال: يقول لك الشريك: "أنت لا تستحق أفضل من هذا"، أو "أنا الشخص الوحيد الذي يمكنه تحمل شخص مثلك". هذه العبارات تستهدف أعمق مخاوفك، خاصةً إذا كنت تعاني من قلة الثقة بالنفس، فيجعلك تعتقد أن لا أحد غيره يستطيع فهمك أو تحملك.

6. التجاهل والبرود: الحرمان العاطفي المتعمد

بعد أن تكون في قبضته، يبدأ في التجاهل المتعمد والبرود العاطفي. يتصرف وكأنك لم تعد مهمًا، ويجعلك تهيم في حالة من الحيرة والشك. هذا التجاهل يستهدف نقطة ضعفك المتمثلة في حاجتك للاهتمام، فيجعلك تشعر أنك ارتكبت خطأ ما، ويغذي شعورك بعدم الأمان.

مثال: الشريك الذي كان يتواصل معك باستمرار، فجأة يختفي ويتجاهلك. عندما تسأله عن السبب، يرد ببرود: "أنت تطلب اهتمامًا زائدًا". تجد نفسك تبذل جهدًا أكبر لإرضائه، محاولًا فهم ما الذي فعلته بشكل خاطئ.

7. التشويش بالمعلومات: ضبابية الحقائق

التلاعب هنا يعتمد على تشويشك وجعلك تشك في ذاكرتك وقدرتك على تمييز الحقائق. المتلاعب يخلط بين الحقيقة والخيال، مما يجعلك تفقد ثقتك في قدرتك على تذكر الأحداث كما هي، فيغذي شعورك بأنك لا تستطيع الاعتماد على نفسك في تفسير الواقع.

مثال: شريكك يخبرك بأنه سيقوم بشيء، ثم في اليوم التالي ينكر أنه قال ذلك. يجعلك تشعر بأن ذاكرتك تخونك، فيؤثر على إحساسك بالواقع، ويبدأ في تشويه عالمك الداخلي لتصبح معتمدًا عليه بشكل كامل.

8. التهديدات والابتزاز العاطفي: القيد غير المرئي

عندما تفكر في الانسحاب أو الهروب، يلجأ المتلاعب إلى التهديدات والابتزاز العاطفي. يجعل الأمر يبدو وكأنك إذا تركته، لن تجد من يحبك أو يهتم بك مجددًا. هنا يستخدم نقاط ضعفك المتعلقة بالخوف من الفقد والوحدة لإبقائك داخل دائرة سيطرته.

مثال: في لحظات الخلاف، يقول لك الشريك: "إذا تركتني، لن تجد من يحبك مثلي"، أو "إذا ابتعدت عني، سأتدمر". هذه التهديدات تجعل الخوف من الفقد يتفاقم، فتشعر وكأنك محاصر ولا تستطيع اتخاذ أي خطوة نحو الحرية.

كيف تتحرر من دائرة التلاعب؟

التحرر يبدأ من الوعي. عندما تدرك أنك في علاقة تعتمد على استغلال نقاط ضعفك، تبدأ في استعادة السيطرة على حياتك. اطلب الدعم من الأصدقاء أو المتخصصين، وابدأ في وضع حدود واضحة لحمايتك. تذكر دائمًا أنك تستحق علاقة تقوم على الاحترام المتبادل، وليس الاستغلال والسيطرة.

خاتمة

التلاعب العاطفي ليس مجرد سوء تفاهم بسيط؛ إنه أداة يستخدمها بعض الشخصيات للتحكم في حياتك وعواطفك من خلال استهداف أضعف نقاطك. إذا شعرت أنك في علاقة تستهلكك نفسيًا وعاطفيًا، فاعلم أن الحل يكمن في القوة الداخلية التي تمتلكها للابتعاد والتحرر. لا تدع أحدًا يشكك في قيمتك أو يجعلك تعتقد أنك لا تستحق الأفضل.