باحثة سيناوية تناقش قضايا سيناء في المؤتمرات الدولية.- الهرم المصري نيوز

 

بقلم أ/ هند رجب العريبى 

     الله سبحانه يراك فتأدب

لا تضر نفسك بنفسك

وانتبه لنفسك من نفسك

النفس همّامة متحركة إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وإن المرء لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه؛ فاحذر المعاصي فإنّ لها عواقب وعثرات.

الله تعالى يقول: {فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ.} إذا كان هذا الأمر لرسول الله ﷺ وهو على الصراط المستقيم؛ فكيف بمن تحيط به الفتن والمنكرات من الشبهات والشهوات، فالأمر في حقه أشد ولحاله أوجب، {فَٱسْتَقِيمُوٓاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ.} الاستغفار من أعظم أسباب الثبات والاستقامة. *اللهم يا مُقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك.*

أنت تعلم أنّ الله سبحانه يراك فتأدب

كلما سولت لك نفسك لفعل المعصية تذكر أن الله جل جلاله يعلم ما تختلسه العيون من نظرات، وما يضمره الإنسان في نفسه من خير أو شر، الله تعالى يقول: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ.} 

فلا تعالج العيون وتهمل ما خُفِي في الصدور.

ستُمتَحن في خلوتك وعلى مواقع التواصل ليعلم الله تعالى صدق خشيتك منه، فالخلوات خافضة رافعة استحضرها لتكن أعظم زاجر لك؛ فإن لم تكن تراه فهو يراك. *اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلن.*

الكرامة جزء من هويتك ووجودك

كرّم الله تعالى الإنسان ورفع شأنه، ولو أدرك الإنسان حقيقة تكريمه لترفّع عن الصغائر، لكنّ البَعض يأبى على نفسِه إلا الذُل والهوان، الله تعالى يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا.}

جنس الآدمي ولو كان كافرًا مكرّم بالعقل والعلم وغير ذلك، فلا يجوز ظلمه ولا لطمه على وجهه ولا بخسه حقه، فما أعظم الإسلام الذي حفظ لكلٍ قدره وكرامته، لا يفرِّق بين أسود ولا أبيض، ولا حر ولا عبد، مهما ساءت بك الأحوال استشعر تكريم الله تعالى لك.

*اللهم ربنا أكرمتنا بالإسلام فأدمْه نعمة.*

إيقاع العداوة بين المسلمين مقصد الشيطان

أهداف الشيطان: إيقاع العداوة والبغضاء، والصد عن ذكر الله وعن الصلاة؛ فإذا نجح الشيطان في صد المؤمن عن الذكر؛ فقد أوقعه في الإعراض والغفلة فتثقل عليه الطاعات وتهون عنده المنكرات.

الله تعالى يقول: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ.} والجواب: انتهينا ربنا انتهينا.

ذكر الله تعالى علة تحريم الخمر والميسر إشارة لضررهما وخطرهما على المؤمنين، وجعلها من تزيين الشيطان الذي هو أعدى الأعداء للإنسان، فابتعدوا عن هذه الآثام لعلكم تفوزون بالجنة.⁩

*اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين.*

النعمُ تزيد المؤمن تواضعًا والكافر تكبرًا

الله سبحانه غنيٌّ عن أعمالنا كريمٌ كثير الخير، يعمُّ خيره الشاكر والكافر؛ إلاَّ أنَّ شكر نعمِة الله تعالى داعٍ للمزيد منها، وكفرَها داعٍ لزوالِها، الله تعالى يقول: {ومن شَكَرَ فَإِنَّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبّي غَنِيٌّ كَريمٌ.}

عند حصول النعمة ليكن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو الاعتراف بالفضل لصاحب الفضل والشكر له جل جلاله، فمِن أعلى مراتب الشكر استشعار المنة قبل الالتفات للنعمة، وأعظم الشكر أن يعترف القلب بأن الفضل لله وحده.

*اللهم اجعلْنا شاكرِينَ لنعمتِك مُثْنينَ بها.*

كم من مفتون لا يدري أنه مفتون!

الخسارة هي أن تعمل العمل ترجو به رضى الناس لا رضى الله تعالى، وأن تتقرب لله بغير منهجه وتظن انه على حق، الله تعالى يقول: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا.}

أن يجد المرء أعمالًا كان يظنها حسنات فتكون هباءً منثورًا يوم القيامة لأن الأساس غير صحيح فكانت العاقبة غير مرضية، راقب أعمالك فما حاد عن الحق أعِدْه قبل أن تتحسر عليه. *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.*

يوم الصلاة والسلام على النبي المختار 

في الصلاة جلوسٌ لا يُقدَّر بثمن

‏من حُسن الأدب مع الله تعالى ألّا تنصرف بعد الصلاة وكأنك كنت مقيدًا؛ اجلس وقُل الأذكار لأن الله سبحانه يغفر فيه الذنوب، قال ﷺ: (المَلَائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دَامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ.) صحيح.

فتَعلُّقُ القلب بالصلاة وانتظارها دَليلٌ على صِدقِ الإيمانِ باللهِ تعالَى، ويَشمَلُ هذا الأجرُ المرأة لو صلَّتْ فِي مَسجدِ بيْتِها وجَلَسَتْ فيه تَنتظِرُ الصَّلاةَ إذا كان يَحبِسُها عَن قِيامِها لأشغالِها انتظارُ الصَّلاةِ.

*تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.

لا تجحد نعم الله تعالى وهي تتدفق ليل نهار

طبيعةُ الإنسان أن يتناسى ما عنده من خير ولا يتذكرُ غير المتاعِب، وينسى الكثير من النِّعَمِ إذا حَلَّ به شيءٌ من المصائب، الله تعالى يقول: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ.} فالإنسان لَوّام لربه يعد المصيبات وينسى النعم. 

إن خالط الإيمان قلْبَك فأشغله في فعل الخير، ولا تتضايق إذا وجدت في حياتك بعض التقلبات فهذا أمر صحِّي؛ لأنّ حياتك مثل رسم جهاز تخطيط القلب إن كان على خطٍ واحدٍ فهذا يعني أتك في خطر.

*الحمد لله على بقاء النعمة وتجدد العافية.*