ذكرى تأميم قناة السويس.. كواليس القرار التاريخيّ من منزل جمال عبد الناصر - الهرم المصرى نيوز

 

1- "مش معايا فلوس، مش هطلع صدقه"

كتب: أسامة ناصر.

يعقوب: صدقيني مش هينفع مش كل حاجة ينفع تتحكي ومش كل حاجة ينفع تتقال، اللي جوايا مبقيتش أقوله لحد زي الأول، ولا حتى قادر بيني وبين نفسي انا محدش فاهم انا حاسس بأيه، أنا فعلًا مش عاوز اكلم حد ولا اشوف حد انا عاوز ابقى لوحدي وبس.

ياقوت: كدا يا يعقوب دلوقتي أنا بقيت حد؟ من امتي وأنا حد يا حبيبي بعد العمر دا كله تقولي كدا، أنت جوزي وأبني وحبيبي وسندي، أنا بحبك وعاوزاك تكون كويس، ممكن أكون مش حاسه بيك بس تعبك وتوهانك وتفكيرك واجعني عليك علشان أنا مش عارفه حبيبي ماله، حبيبي فيه ايه، والله انت كل حياتي يا يعقوب.

"يقف يعقوب ويذهب ليسقط بين أحضانها وتسقط دمعه منه فتقوم ياقوت بتقبيل جَبينه وتحتضنه بشده وتسير بيديها على شعره "

ياقوت: مالك يا بطلي؟ انا هنا جمبك أطمن انت ابني وأبويا وجوزي وكل اللي ليا في الدنيا كلها مالك كاتم جواك وساكت ليه؟ حاسس بأيه يا بطلي؟

يعقوب: ....

ياقوت: أطمن يا حبيبي أنا جمبك دايمًا أوعى تقلق أنت مش دايمًا بتقول إني جيشك، مشاكلنا كلها هنعديها سوا، ياما عدينا مشاكل كتير سوا يا حبيبي، وبعدين هو ربنا عمره سابنا لوحدنا، ولا كل المشاكل اللي فاتت دي احنا حليناها بفهلوتنا وذكائنا احنا ولا ربنا اللي كان دايمًا بيكرمنا علشان بيحبنا وبنراضيه يا حبيبي؟ فأطمن بقى يا حبيبي ربنا هيفرجها علينا زي كل مرة متقلقش.

يعقوب: المرة دي الحِمل صَعب أجيب منين كل المطلوب مني دا، أنا عارف ان ربنا عمره ما هيخذلنا بس مصاريف عبيده ورزان ومصاريف البيت والشغل، أنا قادر ع كل دا وهقدر وربنا هيحلها، ولكن مش هتتحل غير بكرم ربنا ورحمته، ملهاش أي حلول بالعقل، مفيش غير قضاء ربنا بقى هو اللي هيحلها.

ياقوت: بس أنت قولتها يا بطلي الحل ف أيد ربنا، يبقى احنا يا حبيبي نقعد نشتكي ونتعب ف نفسنا ولا نقوم نخرج صدقه لربنا نشكره بيها على الضراء قبل السراء ونصلي ونقرأ قرآن؟

يعقوب: أنتي بتقولي ايه؟ بقولك المسؤوليات والمشاكل اللي ورانا ومزنوقين في فلوس تقوليلي قوم خرج صدقه؟

ياقوت: تعالى ف حضني يا حبيبي أنت جوزي وأبني ممكن من الضغوطات اللي عليك تنسى او تغفل عن شئ معين، ولكن انا شريكتك فحقك عليا وواجب عليا أنبهك وأتكلم معاك.

يعقوب: امم سامعك

"تربُط ياقوت على يده وتُقبل يده"

ياقوت: يا حبيب عمري مش احنا قبل كدا كنا في كرب وأنت اديتني فلوس وقولتلي خرجي الفلوس دي لفلانه علشان محتاجاهم وانا جيت اتخانقت معاك ان دي اخر فلوس في البيت هناكل وهنصرف منين ومينفعش طيب وعيالنا هيعملوا ايه، فاكر انت ساعتها قولتلي ايه يا حبيبي؟ ساعتها انت قولتلي يا ياقوت متخافيش ربنا بيعوض قلوب المؤمنين خير وعمره ما هيخذلنا واطمني وتعالي نتصرف زي ما سيدنا ابراهيم كان بيتصرف ونسلم امورنا لله بالشكل الكامل ونرمي حمولنا على الله وان افتكر دايمًا كلام سيدتنا هاجر لما قالت لسيدنا ابراهيم طالما ربنا أمرك بهذا فأنه لن يُضيعنا وساعتها كان سيدنا ابراهيم هيمشي ويسيبها في جبل لوحدها هي وابنهم الرضيع بدون مايه ولا اكل ولا مأوى ومع ذلك سيدنا ابراهيم استسلم لقضاء ربنا وهي فهمت ان ربنا كلفه بشئ هينفذه ف كان عوض ربنا ليهم أن يخرج بئر زمزم من بين رجل سيدنا اسماعيل، نسيت كلامك يا حبيبي؟ 

"أحتضنها يعقوب بشده وأنهمرت دموعه"

يعقوب: يارب يا حبيبتي يارب يا حبيبة عمري، طب يلا نصلي المغرب سوا، ونقرأ قرءان مع بعض، وهنزل أصلي العشاء في المسجد وهطلع صدقه هناك.

ياقوت: يلا يا حبيبي

 

"حان الآن موعد آذان العشاء"

يعقوب: أنا نازل يا حبيبتي أصلي العشاء، محتاجه حاجة يابنتي؟

"ذهبت ياقوت إليه مُسرعه"

ياقوت: كنت عاوزه احضنك وابوس ايدك علشان اطمنك بس انت متوضي، ولكن اطمن يا حبيبي وثق في الله وافتكر دايما لأنه الله ف وعزته وجلاله لن يُضيعنا.

يعقوب: بحبك اوي، يلا سلام

ياقوت: سلام يا حبيبي وادعيلنا.

"ذهب يعقوب إلى المسجد وعقب صلاة العشاء وجد شخص يحتاج إلى من يُساعده فأعطاه ما معه وتواكل على الله كما كان يفعل سيدنا خليل الله إبراهيم عليه السلام، ثم ذهب إلى بيته"

ياقوت: يلا يا حبيبي إصحي علشان تلحق ميعاد شغلك

يعقوب: حاضر يا بنتي قايم أهو

ياقوت: طيب يلا يا حبيبي وأنا حضرت الفطار أهو

يعقوب: تسلم إيدك يا أحلى حاجة ف عمري أنا وعيالنا

"جلسوا جميعًا للإفطار معًا وكالعاده يأتي عُبيده مُتأخرًا"

يعقوب: يابني هو انت على طول بتيجي متأخر كدا

عبيده: معلش يا أبي كنت بدعيلك وبتكلم مع ربنا عنك أنه يديك اللي أنت عاوزه ومشوفكش زعلان.

"عبيده في رابعه إبتدائي وهو 10 سنوات، ورزان في تانيه إبتدائي وهي 8 سنوات" 

رزان: وانا كمان يا بابا دعيتلك كتير اوي

ياقوت: بتقولوا إيه يا حبايبي لربنا عن بابا؟

يعقوب: أنا بقوله أن بابا حلو ودايمًا بيفسحنا ويودينا الملاهي وبيخلينا نضحك ف خليه يارب مبسوط ويفرح ويضحك هو كمان دايمًا

رزان: وأنا بقى يا ماما بقول لربنا أن بابا ع طول بيجيبلنا حاجات حلوة وأول ما بيدخل من الباب بيحضنا ويبوسنا وبيخلينا مبسوطين ف يارب متخليهوش يزعل خالص.

"كان يعقوب وياقوت ينظروا لبعضهم البعض بإعجاب على أن كيف لطفلين يتحدثوا مع الله هكذا ويفعلوا مثل هذا وأنهم يشعرون بهم وبمسؤلياتهم، والدموع في أعينهم من شدة الفرح بأطفالهم والخجل من الله على كرمه ولطفه لنعمه هذين الطفلين"

يعقوب: يا حبايب قلبي أنا ربنا مفرحني دايمًا ومخليني مبسوط طول ما هو كارمني بيكم يا حبايبي وبأمكم ربنا يباركلي فيكم يارب وميرحمنيش منكم أبدًا يارب.

ياقوت: أنا يابختي بأسره زيكم بجد ربنا دا رحيم وكريم أنه رزقني بأب حلو كدا لعيالي وبأطفال قمامير زيكم يا حبايب مامي.

"قطع ذلك الحديث مكالمة هاتفيه من مديره في العمل يطلب من يعقوب الحضور إلي مكتبه فورًا"

ياقوت: متقلقش يا حبيبي خير إن شاء الله ويبقى طمني

يعقوب: حاضر يا حبيبتي سلام 

"ذهب يعقوب مسرعًا ودماغه بها ألف سؤال هل سيُجازيني على شئ ما؟ هل فعلت شئ؟ هل حدث شئ يتسبب برحيلي عن العمل؟ وحينما كان يقول لعله خيرًا إن شاء الله وتذكر بإنه توكل ع الله فإطمئن، وجد نفسه أمام مقر الشركه وذهب إلى مديره في العمل"

يعقوب: أهلًا بحضرتك يا أستاذ محمد حضرتك كنت عاوزني؟

أستاذ محمد: أيوا يا يعقوب

يعقوب: أتفضل تحت أمرك

أستاذ محمد: أنت عارف ان بعاملك زي ابني وبحبك قد ايه وانت شخصيه محترمه جدًا وبقالك معانا حوالي 7 سنين محدش أشتكى منك وشغال وبتأدي اللي عليك وزياده والكل هنا يشهد بأخلاقك وإحترامك، ولا في يوم زعلت حد ولا ضايقت حد، ولذلك أنا مش هقدر أثق في حد غيرك أنه يكون المدير التنفيذي للشركه وإني أزود مُرتبك للضعف، ودا منصبك من بكره يا يعقوب.

"يعقوب يستمع الى كلامه وهو يحدث الله بينه وبين نفسه شكرًا يا الله، يا الله يا الله أنت رحيم أوي بيا، للدرجة دي انت بتحبني يارب، جبرت بخاطري أنا ومراتي وعيالي، وعوضتني بشئ لا يمكن يجي في بالي، حليتها من عندك يارب، شكرا ياربي يا عطوف يا رحيم"

يعقوب: أنا مش عارف أقول لحضرتك ايه والله يا أستاذ محمد شكرًا لحضرتك جدًا ربنا يباركلنا في حضرتك يارب وانا اوعدك بإذن الله هكون قد المسؤوليه دي، شكرًا لحضرتك جدًا.

أستاذ محمد: مش محتاج تقولي يا يعقوب انك هتبقى قدها لأني واثق جدًا وإلا مكنتش هديك المنصب دا، وخد الظرف دا في حافز ليك وروح قضي اليوم مع عيالك وأفرح معاهم النهارده.

يعقوب: شكرًا لحضرتك جدًا دا كتير جدًا والله.

أستاذ محمد: مش كتير على شخص محترم وكويس زيك.

"ذهب يعقوب ليشتري هدايا لياقوت وعبيده ورزان، ثم عاد إلي المنزل، تفاجئت ياقوت مما تراه وسألته فأخبرها بكل ما حدث"

ياقوت: يا الله، الحمدلله يا حبيبي الحمدلله، شوفت قولتلك يا حبيبي إن ربنا لم ولن يضيعنا الحمدلله يا حبيبي الحمدلله يا بطلي.

يعقوب: كان عندك حق يا حبيبتي وأم عيالي يا اغلى حاجة حصلتلي في عمري كله.

ياقوت: كلنا بنتعلم منك يا حبيب عمري.

يعقوب: الحمدلله الحمدلله.

ياقوت: الحمدلله يا حبيب عمري.

"إياك واليأس، حتمًا النور ينبع من عتمة الظلام، وعقب الليل يأتي النهار، ومهما إشتد البلاء سيأتي الفرج، الله لن ينسى عبدًا من عباده مهما حدث، ثق بالله حتى وإن كانت ذنوبك مثل زبد البحر، الله ليس كالبشر، تسامح الله لن يتوقعه أحد ولا يستطيع أحد أن يدركه، والصدقه تُعجل بالفرج واليُسر وكرم الله، فإياك أن تتردد في مساعدة أحد من عباد الله الصالحين، ظن بالله خيرًا ليكُن خيرًا، وتذكر دائمًا أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير"