تهنئة خاصة من إدراة الجريدة إلي مقدم شرطة : صلاح الرصاص بمناسبة توليه المنصب الجديد بشرطة السياحة والآثار - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / د. تقى على كحله

الأطفال ذوى إضطراب طيف التوحد الذين يعانون من مشكلات فى المعالجة الحسية لكى نتمكن من مساعدتهم يجب علينا مرعاه مشكلاتهم الحسية , وذلك بإتباع إستراتيجيات المعالجة الحسية حتى لا يشعر بأنة تتم معاقبته أو سلبه وسائل الراحة الخاصة به , بل يجعلة يشعر بالإستمتاع أو على الأقل عدم الإحساس بالإجبار والديق , لذا يجب علينا تغير طرق تفكيرنا عند التعامل معهم , وحتى نتمكن من تعليمهم طرق التفاعل فى المجتمع يجب أن نفعل الإدراك لديهم . ( Anne Corwin , 2022,78 ) . 

الإدراك هو العملية التى يقوم بها العقل عن طريق المعرفة المختزنة بتحديد دلالات معانى المدركات الحسية , فالإدراك عملية مرتبطة إرتباط وثيق بسلوك الفرد , فالفرد لا يستجيب للبيئة كما هى علية فى الواقع بل بطريقة تفسيرة للأشياء والظواهر , فلإدراك لا يتوقف على مجرد الإحساس كما إنه ليس مجرد تفكير عقلي وتجريدى بل هو إمتزاج بين الإحساس والتفكير العقلى ( محمد حسن العامرى , 2013 , 16 ) .

فالإدراك هو الإحساس بالظاهرة أو الفكرة أو القضية أو الشئ إما الصورة الذهنية فهى تعمل على تنظيم مضمون الظاهرة أو الفكرة أو القضية , فعندما يتعرض الفرد إلى منبة أو مثير معين فإنة يعمل على البحث فى مخزونة المعرفى عن الصورة الذهنية الموجودة فى العقل المرتبطة بذلك المنبة أو المثير , ليشكلا معا الإنطباعات الذهنية للفرد التى تؤدى إلى التفكير والذى يؤدى بدورة إلى إحداث السلوك ( محمد صاحب سلطان , 2012 , 136 ) .

فذكر السيد على أحمد و فاطمة محمد بدر  (  2017 , 30  )  أن نجاح عملية الإدراك تعتمد على العدد من العوامل الشخصية المرتبطه بالفرد ذاتة مثل القدرات الحسية ومدياتها ( كالرؤية والسمع والذكر ودرجة التعلم " آى الحصيلة المعرفية " وحجم المؤثر وقوتة ) فكلما زاد حجم المؤثر وقوتة كلما زاد إستعداد الفرد لإدراكة .

وذكر على عبد الهادى مسلم و روية حسن  ( 2019 ,135 )  أن الإداك العقلى له عده عناصر ومراحل متعدده وهى :

أولاً :مرحلة التعرض للمثير .

ثانياً : مرحلة الإنتباه للمثير .

ثالثاً : مرحلة إثارة الإهتمام .

رابعاً : مرحلة الفهم ( الوعى بالفكرة ).

خامساً : مرحلة التفاعل .

سادساً : مرحلة التبنى .

سابعاً : مرحلة الثبات بالذهن .

فمرحلة التعرض للمثير يتم فيها معرفة بوجود المثير وعليه قد تحدث الإستجابة أو تصبح الإستجابة إحتمالية , تتأثر نتيجة العمليات العقلية والمعرفية التى يقوم بها الفرد التعرض للمثير , والمرحلة التالية هى مرحلة الإنتباه للمثير وهى أولى الخطوات العقلية العملية فهو مرحلة تهيئة للإدراك حيث يقو بتنبية عن طريق الحواس لما هو موجود فى محيطة وبيئته , أو الإنتباه الداخلى لما يشعر به فى هذة اللحظة , ثم تاتى مرحلة إثارة الإهتمام وهى التى تعمل على ضمان إستمرارية تأثره بالمثير ومتابعته له حتى تحقيق غرضها فى الإنتقال للمرحلة الأخرى , وهى مرحلة الفهم ففى هذه المرحلة يعمل الذهن جاهداً على تاثير المثيرات بإطارات معرفية يمتلكها الفرد وليست بالضرورة مرتبطة بالمثير ذاتة ارتباطاً متماثلاً أو متشابه أو متقارب بل قد يكون إرتبطاً وظيفياً , لتأتى مرحلة التفاعل ففى هذة المرحلة  لا يشترط أن يكون التفاعل إيجابياً مع المثير ليستكمل مرحلة الإدراك , بل قد يكون تفاعلاً سلبيا بحيث لا تستكمل عملية الإدراك وتنتهى فى هذه المرحلة بشكل غير مكتمل , وفى حال إكتمالها يمر الإدراك بمرحلة التبنى وهو خلاصة تركيز المثير والشعور المتفاقم به , ثم الإقتناع بوجودها فى الذهن وبالتالى تقبلها بحيث تتحدد أنماط سلوك الفرد وإتجاهاته وتفضيله نحو هذا المثير لتتشكل الصورة الذهنية للمثير بشكل واضح  , فتأتى المرحلة الأخيرة فى الإدراك وهى مرحلة الثيات بالذهن وهى مرحلة الإستقرار النهائى التى يتشكل فيها الصوره الذهنية بشكل واضح والتى يتأثر بها على مدار حياته . ( إبراهيم جابر السيد , 2012 , 34 ) ( صلاح الدين محمود , 2015 , 16 ) ( نبز عبد الله فتاح , 2016 , 23) (إدوارد دى بونو ترجمة دينا عمر قضى  , 2018 , 45 : 105 )( مفيد نجيب حواشين , 2018 , 43 )( محمد بنى يوسف , 2020 , 115 )( زهير منصور المزيدى , 2020 , 112) .

مما سبق عرضه نستخلص أن للإدراك نوعان مكملان لبعضهم البعض حيث يتم فى البداية مرحلة إدراك المثير حسياً ليقوم بعمليات المعالجات الحسية لتكوين تكامل حسى للمثير الواحد,  ومن ثم يأتى الإدراك العقلى وفيه يتم فهم المثير وإختيار درجة أهميته بالنسبة للطفل وفى حال التفاعل مع المثير بشكل إيجابى يتم تشكيل الصوره الذهنية له وتثبيته وذلك من خلال التفكير فى المثير للوصول إلى السلوك المتناسب مع الموقف وشخصية الطفل ونوع الإضطراب المصاحب له . 

 و للوصول إلى سلوك متلائم مع المجتمع المحيط ومتلائم مع المواقف يساعده على التفاعل والتواصل بداخل المجتمع , يجب إدخال المعالجات الحسية المختلفة بطريقة صحيحه للمخ آى إستخدام إستراتيجيات المعالجة الحسية المناسبة التى تسمح بتخزين الإشارات الحسية بطريقة سليمة , حتى يتم تخزين المعلومات بطريقة سليمة وبالتالى رسم صور ذهنية سليمة بداخل المخ وهما أدوات التفكير , والتفكير قدرة مكتسبة يمكن التدريب عليها وإكتسابها , وبالتالى يستطيع الأطفال الذين يعانون من إضطراب طيف التوحد من تنمية مهارات التفكير لديهم عند إستخدام الإستراتيجات الحسية الملائمة لهم التى تساعدهم على تسجيل المؤثرات والمثيرات الحسية المختلفة فى البيئة بطريقة ملائمة , ولتسجيلها بطريقة شيقة وممتعه فإن الفن هو آحدى أكبر عوامل الإمتاع للطفل .

د. تقى على كحله