تهنئة خاصة من إدراة الجريدة إلي مقدم شرطة : صلاح الرصاص بمناسبة توليه المنصب الجديد بشرطة السياحة والآثار - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم /الشيخ شريف عادل غريب الأزهرى 

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين 

فإن الناظر فى ايات الله وسنه النبى صلى الله عليه وسلم يرى ويدرك عظمه الاسلام فى احترامه وتقديره ومراعاته للمشاعر الانسانيه ،واظهار أثر الهديه بين الزوجين فى كسب القلوب واستقرار الاسره ،واهتمام الاسلام بحق الزوجه والزوج حتى لا يظن من اتبع هواه ونفسه الضاله أن الإسلام جار على حق المراه أو حق الزوج وانما الله سبحانه وتعالى هو الحق فأنزل كل شئ بحق ولا ياتى من عنده الا الحق فكرم المراه واعطاها حقوقها وكذلك الرجل فلابد أن نعرض كلام الله على العقل الصحيح ونفهم النص والايات فهما صحيحا .

فإن الحياه الاسريه خليط من القوه والحنان لأن كلا من الرجل والمراه يريد أن يحيط كل الآخر بعنايته وان يحن كلاهما على بعض ويتلقى كلا منهما العطف من الآخر فإن الشعور بالانتماء إلى الكيان والاهتمام الأسرى من المفاهيم الاساسيه فى العلاقات الزوجيه فإن الزواج ليس علاقه رسميه فقط تمت بموجب عقد الزواج أو مجرد علاقه جسديه وانما الزواج أسمى من ذلك بكثير إنه يعنى بأن شخصين قد ارتضيا أن يكملا مسيره حياتهم بحبهم وبقلبهم مع بعض ولذلك يتحقق قوله تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)ويشير الحق فى الايه الكريمه أن كلا منهما يستر حبيبه ويستر صاحب عمره يكن عونا له فى ضعفه يكن له الدافع والعزيمه للتقدم ولذلك قد شرع الإسلام حقوقا لكل منهما حتى لا يُظلم منهم أحد وبتلك الحقوق تستمر العشره والطيبه والإحسان والموده والرحمة حتى تنشئ الاسره تحت رضا الله وطاعته وينشأ منها بلد وينشئ من البلد مجتمع وأمه لا تعرف إلا الاحسان والرحمه والرافه والتعاون .

"وهذه الحقوق تتمثل فى الاتى "

اولا _واجبات الزوج 

فليعلم الزوج بأن الله أوجب عليه حقوق اتجاه زوجته وان الحق الأساسى للزوجه هى المعاشره الحسنه من قبل الزوج ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف ) فقد قال ابن كثير في تفسيره أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله

فمن الحقوق الملزمه على الزوج 

1-اظهار المشاعر 

ومن ذلك ما يلى كلمات

 _الغزل والحب والحنان والعطف 

فإن الاذن تعشق قبل العين احيانا والمراه بفطرتها تحب أن تسمع كلمات الغزل والمدح وربما يكون فى نفسها أن الكلام افضل لها من اعطائها الأموال ولذلك ايها الأحباب معظم الانفصالات قد تكون بسبب معاناه المراه من انعدام المشاعر وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها 

_تقديم الهدايا 

الهدايا لها أثر كبير حيث بها تعبر عما فى قلبك ولم تستطيع أن تبوح به بلسانك وليس شرطا فى الهديه أن تكون غاليه فالانفاق يكون على قدر الاستطاعة ولذلك الهديه لها أثر عظيم فى تأليف القلوب وقد قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا ) أخرجه البخاري 

2- التلطف والمؤانسه :

المراه كائن لطيف تحتاج إلى اللطف والرقه فبذلك تطيب القلوب ويصاب قلبها بالسرور لم تسر به من قبل إن كنت لطيف بها وبمعاملتك ولذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم قال (استوصوا بالنساء خيرا )رواه الإمام مسلم 

فكان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم القائد المعلم المربى يعلمنا من أخلاقه ومعاملته كيفيه العشره والمعاشره فكان النبى يسابق السيده عائشه رضي الله عنها وكان يريها اللعب فى باحه المسجد فيضع كفه على الباب ويمد يده وتضع وجهها على كتفه ومن هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا والطفهم بأهله )

3-صيانه كرامتها 

ويعنى ذلك العنصر بأن التشريع الإسلامي الإلهى يحفظ للمراه كرامتها فى بيت زوجها ومن ذلك يتمثل فى 

-لا يؤنبها بسب أو كلام جارح فإن عورات اللسان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان 

-حفظ سرها فإن الرجل وزوجته كلاهما لباس لبعض فلا يجوز لأى منهما أن يفضح الاخر ولذلك يشير النبى فى الحديث الشريف (إن من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامه الرجل يقضى إلى امرأته وتقضى إليه ثم ينشرها سرها )رواه الإمام مسلم

فوالله ما وجدت طلاق الا وقد تسبب فيه انكشاف سرهم أو قد أباح كلا منهما عن الآخر فإن لم يتكلموا لهدى الله لهم أنفسهم وعادت المياه لمجرها  فعظمه الإسلام أن يحوط المراه بسياج من التسر والعفه 

3-عدم احراجها بالدخول المفاجئ عليها 

وهذا من آداب الإسلام الاستئذان عند دخول بيوت الآخرين وكذلك أن يعلم الرجل أهله بدخوله إلى البيت حتى لا يتفاجئوا بدخوله لأنها يمكن أو قد تكون فى حاله لا تريد أن يراها زوجها أو تتزين له قبل مجئ زوجها ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

(اذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد المغيبه وتمتشط الشعثه )رواه مسلم 

4-الاشباع الغريزى 

ولذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم (وفى بضع أحدكم صدقه قالوا يا رسول الله اياتى أحدنا شهوته ويكون له فيها اجر قال أرأيتم لو وضعها فى حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها فى الحلال كان له أجر )

وسئل الإمام أحمد أيؤجر الرجل أن ياتى أهله وليس له شهوه 

فقال اى والله يحتسب الولد وان لم يرد الولد قال هذه امراه شابه لم لا يؤجر ؟

5- الغيره عليها فان من شهامه الرجال الغيره على أزواجهم والنساء تحب الرجل الغيور عليها فعن المغيره رضى الله عنه قال قال سعد بن عباده لو رايت رجلا مع امراتى لضربته بالسيف غير مصفح  فبلغ ذلك رسول الله فقال (اتعجبون من غيره سعد والله لانا اغير منه والله اغير منى ومن أجل  غيره الله حرام الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا احد احب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا احد احب إليه المدحه من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنه )

والغيره المحموده هى التى تكون في موضع الريبه فإما إن كانت فى غير الريبه فهمى غيره مذمومه 

6-الصبر والتحمل،ورعايه حوائجها ومشاورتها فيما يخص الاسره  كما وصى النبى صلى الله عليه وسلم وقال (استوصوا بالنساء خيرا) فالرجل يراعى زوجته فى كل أمورها ويقدم لها حوائجها ويشعرها بالوجود والمنه والرافه 

فإن هذه الآداب والحقوق إذا حققت لم ياتى على الراجل وقت يحزن فيه ويكون الحزن أو تتسبب فيه الزوجه 

أما عن واجبات الزوجه تتحقق فى الاتى 

1-حسن السمع والطاعة 

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها واطاعت بعلها دخلت من اى ابواب الجنه شاءت )

2-ابداء التودد والمحبه والكلمات والهمسات والمواساة 

3-احترام مشاعر الزوج وكذلك يتحقق بعدم الاساءه اليه سواء بلفظ أو كلمه او غيره فالوفاء الجميل احترام المشاعر والمحافظه عليها

4-الشكر الصنيع 

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ينظر الله الى امراه لا تشكر لزوجها وهى لا تستغني عنه )رواه الإمام النسائى 

وكذلك يتحقق فى الاتى لا تفضل عليه أحداً ولا تصف صاحبتها له ولا تخرج وهو كاره والتزين له وابداء الزينه للزوج والتغيير فى الملبس والميكاج وتسريحه الشعر لابد من تجيد الزوجه فى فن وإبداع التغيير وايضا الوفاء وعدم التمرد فلا تكن المراه متمرده اى إذا طلبها زوجها للفراش ترفضه بغير عذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا باتت المراه هاجره فراش زوجها باتت تلعنها الملائكه 

5- المعاونه بالمعروف ويتمثل ذلك فى خدمه البيت وكتمان الخلاف داخل نطاق الاسره وايضا راتب الزوجه إن كانت الزوجه تعمل فتعاون زوجها فى المعيشه والانفاق على الأولاد وهذا اختيارا منها وليس اجبارا اى ليس من حق الزوج أن يأخذ من راتبها الا برضاها فإذا طبق كلا منها حقوقه المشروعة التى وضعها الاسلام لم تجد خلافات كما نرى فى زمننا العجيب الان . 

والله اعلم