تهنئة خاصة من إدراة الجريدة إلي مقدم شرطة : صلاح الرصاص بمناسبة توليه المنصب الجديد بشرطة السياحة والآثار - الهرم المصرى نيوز

 

 بقلم / الكاتب د. محمد نصر أحمد. 

يعرض عن المكتبة العربية للنشر والتوزيع. عن تجربته الذاتية في البحث عن السعادة ... عن الرحلة والطريق ... رحلة الإنسان في هذه الدنيا في البحث عن السعادة، وأهم عنصر في السعادة ليس العبور من حالة نفسية إلى حالة أخرى ... وإنما الخطوات المُنظمة للحصول على السعادة أطول وقت ممكن.

وسوف نتناول تباعاً الكتابات الخاصة بالكاتب 

الدكتور / محمد نصر أحمد.

فصل من الكتاب

* حروب الفكر 

(1) ـ مفهوم حروب الفكر

حروب من الشيطان بأفكار يلقيها في الذهن، وهذه الحروب تكون ضعيفة إلى أن يفتح لها الإنسان باباً لتدخل منها إلى قلبه وإلى مشاعره، وبهذا يكون أخطأ.

(2) ـ أسباب السقوط بالفكر

هناك أسباب تساعد على السقوط بالفكر منها؛

أ – الفراغ والاسترخاء 

إن حورب الإنسان بفكر خاطئ، وبقي في حالة فراغ واسترخاء، لابد أن يشتد عليه الفكر، وقد يقوى بسهولة على إسقاطه.

ففي حالة الفراغ ينفرد الفكر بالإنسان، بلا مقاومة، وبلا دفاع ... وقد قيل في الأمثال: (عقل الكسلان معمل للشيطان) ... لذلك احترس في وقت فراغك من الأفكار التي تأتي إليك ... والأفضل أنك لا تترك فكرك في حالة فراغ. 

ويحسن في حالة الاسترخاء، أن تشغل نفسك بشيء هادئ بسيط ... فالاسترخاء معناه إراحة الأعصاب وليس معناه إلقاء النفس إلى الأفكار.

ب – الضعف الإيماني 

مما يساعد على السقوط بالفكر الضعف الإيماني، لذلك إن وجدت نفسك في حالة ضعف، عليك أن تهتم بنفسك، وأن تحرص على (العبادة) التي تقوي نفسك.

فمهما كنت ضعيفاً، لا تستسلم: اثبت في قتالك مع عدو الخير إلى أن تأتيك قوة من الله U فتنتشلك مما أنت فيه، والضعف ليس حجة للسقوط وإنما هو حجة لطلب المعونة التي تساعدك في مقاومة الشيطان ومقاومة الفكر. 

(3) ـ كيفية مقاومة الفكر

أ ـ لا تسمح للفكر الخاطئ بالدخول إليك

إن فكر المحاربة حينما يأتيك يكون في أوله ضعيفاً، لأنه من الخارج، ومن السهل عليك أن تطرده. فإن قبلته، يدخل إلى القلب حينئذ تصبح المحاربة من الداخل وليس من الخارج، ومن هنا تبدأ سطوة الفكر وصعوبة طرده.

لذلك في خروجك من بيتك، لا تترك نفسك للطريق يرتب لك ما تفكر فيه. لا تترك عقلك فارغاً، دون فكر معين بل قدم له الفكر الذي يشغله … ما أسهل عندما تخرج من بيتك أن تأخذ معك جزء وتقرأه ... وهكذا أن هاجمك فكر يجدك مشغولاً، وأبوابك مغلقه أمامه.

ب ـ أطرد الفكر: 

أطرد الفكر قبل أن يسيطر على إرادتك. واعرف أن طرد الفكر يكون سهلاً في أوله. ولكنه يصبح صعباً إن استمر. 

ج ـ اغلق أبوابك: 

اغلق أبوابك أمام الفكر الخاطئ ... إذا استبقيت الفكر في أذنيك ولو قليلاً، يزحف إلى عقلك، وينمو الفكر داخلك، حتى يصل إلى قلبك وإلى مشاعرك. وهنا تكون الحرب قد وصلت إلى قمتها ... لذلك اقتلع الأفكار من أول خطوة تخطوها إليك، وما أجمل قوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 200].

د ـ انتصر على الفكر: 

(أول الوسائل للانتصار على الفكر، ذلك المثل القائل: الوقاية خير من العلاج):   لا تأخذ باستمرار موقف المدافع، فإنك في دفاعك قد تنتصر حيناً، وتنهزم حيناً آخر ... إنما خذ موقف الحصانة الداخلية، بالعمل الإيجابي الذي يحصن قلبك ضد الأفكار ... ليكن لك برنامج إيماني قوي مستمر من صلاة، وقراءة للقرآن، وأذكار دائمة ... وثق إنك إن كنت مشغولاً باستمرار بفكر إيماني فإن الأفكار الشريرة لن تجد لها مكاناً فيك.

لذلك غالباً ما نجد الأفكار الشريرة تتعب الإنسان في فترات فتوره ... وإذ يكون فكره خالياً من العمل الإيماني، يأتي الشيطان ويعيش فيه ... أما إن كان منشغلاً بصلاة، أو قراءة قرآن، أو ذكر دائم فإن الأفكار لا تقدر عليه. 

ولعلك تسأل: هل الأفكار لا تحارب الإنسان في حالة نشاطه الإيماني؟ أقول إنها تحاربه، ولكنها لا تقدر عليه، ولا تتعبه. فالأفكار حاربت المتقين، ولكنها لم تتعبهم ولم تهزمهم بعون الله U لهم؛ يقول تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾  [الأعراف: 201]. فالانشغال الإيماني يطرد الأفكار.

 (4) ـ كيفية الانتصار على الفكر: 

أ- لا تخف من الأفكار، ولا تفترض هزيمتك أمامها. بل قل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)؛ وتذكر قوله r: (أستعن بالله ولا تعجز).

ب - درب نفسك على أن تتولى قيادة أفكارك. ولا تجعل الأفكار تقودك. 

ج – أملأ فكرك باستمرار بشيء إيماني ... حتى إذا أتاك الشيطان ليسرح بك في ميادين متنوعة، لكي يشتت تفكيرك، لا يجد ذهنك متفرغاً له ... فاشغل نفسك، فهذا علاج وقائي. 

إذن لا تترك عقلك في فراغ، خوفاً من أن يحتله الشيطان ويغرس فيه ما يريد ... ولهذا فإن قراءة القرآن مفيدة جداً.. ليس فقط في شغل الذهن ومنع الأفكار، وإنما أيضاً له فائدة في إعطاء الفكر مادة إيمانية قوية.

د ـ كن متيقظاً باستمرار، ساهراً على طاعة الله U، فلا يسرقك الفكر دون أن تشعر. واطرد الأفكار من بادئ الأمر حينما تكون ضعيفة، وأنت لا تزال قوياً.

لإنك إن تركت الأفكار باقية فترة في ذهنك، لا تلبث أن تثبت أقدمها وتقوى عليك. وكلما استقرت في داخلك، تضعف أنت ولا تستطيع مقاومتها وتسقط. لذلك كن متيقظاً وسريعاً في طرد الأفكار. وتذكر قوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾  [الأعراف: 200].

هـ ـ اربط فكرك بالله U، أو بأي موضوع نافع، أو بعملك ودراساتك ومسئولياتك، لكي لا يسرح فكرك في أمور عديمة الفائدة.