تهنئة خاصة من إدراة الجريدة إلي مقدم شرطة : صلاح الرصاص بمناسبة توليه المنصب الجديد بشرطة السياحة والآثار - الهرم المصرى نيوز

 

اسمي شروق سليم حصني، أبلغ من العمر ٢٤، من محافظة حمص، خريجة معهد إدارة أعمال ودرست لغة إنكليزية بالمعهد العالي للغات في جامعة البعث حتى المستوى المتوسط، حاصلة على عدّة شهادات في أكثر من مجال، إن كان ثقافي، فنّي أم علميّ، ولديّ خبرة ذاتية في التنسيق والتصميم والمونتاج.

أمتلك عدّة مواهب وجميعها بدأت من نقطة ألم ممن آلمني وشغفٌ بها أيضًا، وأوّلهم الكتابة، لطالما كانت تغريني الكتب بأشكالها وأحجامها، تؤرقني جدًّا الصفحات البيضاء، كنت أكتب عن أيّ شيء، حتى عندما أبكي كنت أبكي بكلماتٍ على دفاتري، وذلك عندما يفيض الأنين داخلي يرتوي قلمي حتّى صار الحبر شرياني، فإني أحيا حينما أكتب وكأنّني بذلك أسمح لتلك الحروف العالقة في جوفي أن تحلّق وأن أجعلها تشعر بهذه الحرّيّة العظيمة!

وكأيّ كاتب مبتدئ كان لابدَّ لحروفه أن تتعثّر ببعضِ الأخطاء، ولأنّي أحب أن أطوّر ذاتي بذاتي والشخص الّذي ينقصه أمر بحاجته، عليه أن يعوّضه بالتعلّم والتجربة، لذا سجلت أكثر من كورس للتدقيق اللغوي وحصلت على ثلاث شهادات فيه، الأولى عن طريق منصّة كوبيراتيك التعليمية الإلكترونية في الجزائر، والثانية  شهادة تقوية في القواعد والتدقيق من دار أروقة الفكر للنشر والتوزيع الموجودة في الأردن، والأخرى من جامعة البعث مع شهادة في التطبيقات النحوية والصرفية، حتّى أنّني حصلت على شهادة في الكتابة من مبادرة لدعم المواهب في الأردن، وكما كنت أستفيد كنت أحبّ أن أفيد غيري، من خلال إعطاء الدروس إلكترونياً بمجال الكتابة الإبداعية بعدّة فرق ثقافية، كما كنت مشرفة نشاطات لصقل ومساعدة المواهب الصاعدة في مجال الكتابة. 

شاركت بعدّة كتب إلكترونية وورقية وعدّة فعاليات أقيمت بالمركز الثقافيّ بحمص وملتقى الركن الثقافيّ، وعدّة فعاليات أقيمت في جامعة البعث إن كانت فنّية أم ثقافية.

وبالنسبة لمشروع مدى الثقافيّ بدأت مسيرتي معهم هذه السنة، شاركت بمعرض مواهب واعدة الثاني والثالث، وعندما شاهد الأستاذ رامز حسين مدير المشروع أعمالي في مجال التصميم شجعني على ذلك ومدح من الذوق الفني بهم وبدأت بالعمل في هذا المجال بالمشروع، وأيضاً الآن أصبحت مصممة لدى صحيفة الحياة الموجودة في حمص، ولصقل موهبتي في كتابة التقارير الإعلامية دخلت بكورس للدورة الإعلامية التي تمّ الإعلان عنها منذ فترة في الجريدة.

 أصبحت مدقّقة لأكثر من مجلة وجريدة ومنصّات إلكترونية، منها منصّة سور الصين الإلكترونية، وأيضاً مدقّقة لجريدة عالم الكتّاب بالعربي، بدأت مسيرتي معهم إلكترونياً، وأصبحت منسّقة كتب لدى دار العجيل للنشر والتوزيع الإلكتروني، إصافةً إلى أنّي خضت عدّة تجارب، وآخرها تجربتي بالتمثيل المسرحي، فقد شاركت بعرض مسرحي أقيم في المركز الثقافي مع زملائي وكانت المسرحية عكساً الصعوبات التي يواجهها الجيل الناشئ في سبيل تحسين الظروف المعيشية، والتنمر الذي يلاقوه بمحطات حياتهم وكيفية مواجهة ذلك، ودعمت هذه الموهبة من خلال كورس إعداد ممثل الّذي أقيم في الاتحاد الوطني بجامعة البعث مع المخرج الأستاذ علي المحمد

ومن ذات حبر القلم والألم، خلقت من تكوّراتهم ما يؤلمني على هيئة رسمة وبدأت أطوّر من هذه الموهبة بشكلٍ ذاتي حتى عمر التاسع عشر، ومن بعدها بدأت أتابع كلّ ما يخص الرسم على المواقع الإلكترونية، حتّى تعلّمت طريقة الرسم بعدّة أنواع، منها: الرسم بالرصاص، الفحم، التحبير، الماندالا، الرسم بالألوان الخشبية، الرسم التنقيبي...

ولم أكتفِ بعد؛ فقد سجّلت بكورس إلكتروني للرسم التنقيطي، ومن ذات المبادرة الأردنية لدعم المواهب، ومنذ فترة قصيرة حصلت على شهادة في رسم البورتريه من مركز أسيست والآن أنا متدربة لدى الأستاذ فريد وسوف لصقل موهبتي أكثر، وخلال مسيرتي شدّني الفضول لأن أعرف الكتابة بالخط العربي، وقد هدأ فضولي بعدما تعلّمت وحصلت على شهادة في الخط العربي (الرقعة، النسخ) من جامعة البعث.

قلت آنفًا بأنَّ الكتابة لطالما كانت بالنسبة لي كتنهيدةٍ بعد يومٍ طويل من التعب، أمّا بالنسبة للرسم فقد أخذ مكانًا آخرًا في قلبي، فهو الوحيد الّذي يجدني عندما لا أجدني.

ولأنّ كلّ فتاة تحب أن تهتم بمظهرها، كنت أجرّب على نفسي كلّ ما يخطر  ببالي من فن المكياج، حتّى وصلت إلى أن أصبح Makeup artist، وحصلت على شهادة فيه من مركز الأونروا في حمص.

لكلٍّ منّا ما يحزنه، لكن بالتأكيد هناك أمرٌ ما يجرَّ الحزن منه، وأنا ما كان يجرُّ الحزن منّي هو الموسيقى، فعندما يرتجف ويصرخ كلّ ما بي، أسلّم غضبي لنغمات الموسيقى لتحيط بي من كلّ الجهات، وتستهويني بشجنها، وتشدّني منّي، وإن كان ما سبق راحتي بعد تعبي، وملاذي بعد ضياعي، فالعزف منفذي لأهرب فيه إلى عالمي، لأنّ الناس يتركون علاماتهم السوداء فوق كلّ أيّامي البيضاء، فإنّه لطالما كان منفاي الوحيد الّذي يأخذني بشجن النغمات، ولطالما كانت آلة الغيتار تلفت نظري حتّى اقتربت منها، وأخذت جولة معها، اطّلعت على كلّ ما يخصّها، وما زلت في الخطوات الأولى للتعلّم عليها.

في صغري كنت أعتقد أنَّ أروع صورة هي الّتي تكلّف مبلغًا ومجهودًا كبيرًا في التقاطها، ولكن عن تجارب كثيرة وعن شغفي في هذا المجال اكتشفت أنّ أهمية الصورة تكمن في التقاط المصوّر المشاعر الإنسانية المختلفة وإلهام المتلقّي لإحداث التغيير، وتكمن في توثيق الأحداث والمشاعر والأفكار لأنّها تشكّل الجزء الأكثر وضوحًا في الذاكرة، ولأنّني لا أحب أن أحتفظ بأجمل ما قد يمرُّ معي بعيني فقط، اتّجهت لأطوّر من شغفي في التصوير  بالإطّلاع مع تلقّي الدروس الفنّية المتخصّصة في احتراف التصوير ومن بعدها حصلت على شهادة فيه من فريق وهج الثقافي الإلكتروني، إلّا أنّ حجر الأساس في رحلتي هو التجربة الحقيقة الّتي تشكّل مع الوقت تطوير للخبرات عبر النقد والتعلّم الذاتي.

بالنسبة لسؤال من دعمني، حسنًا سأتنهّد تنهيدة بدايةً، ثمّ دعني أن أردّ عليك بسؤالٍ آخر، هل لك أن تتخيّل بأن تعيش كلّ ما عشته من كلِّ شيء لوحدك، بالرّغم من أنّي لا أنكر سند أهلي لي، إنّني ممتنّة لهم ولذاتي، لصمودي وقوّتي بتمسّكي لأحلامي،