تهنئة خاصة من إدراة الجريدة إلي مقدم شرطة : صلاح الرصاص بمناسبة توليه المنصب الجديد بشرطة السياحة والآثار - الهرم المصرى نيوز

 

محجوب الخليفة ( رحال )

مواقع التواصل الاجتماعي قدمت لناكثير من الإيجابيات نحو عالم سريع ولكن هي سيفا ذو حدين فسلبياتها لا يمكن تجاهلها  كونها نموزج للخداع والنفاق الاجتماعي لم نستطيع التمييز بين الصادق والكاذب لم نعرف إذا كل تلك المنشورات تمثل أصحابها او انها غير صحيح ومن السهل أن نتصنع وندعي تلك المنشورات التي تعكس غير الواقع فتبقى مجرد أمنيات وأول من يخدع بها هو صاحبها  والسؤال الذي سيظل مطروحا وواجب علينا أن نبحث لجواب يكون كافي هو كيف نحافظ على ذاتنا في ظل كل هذا المحتوى الزائف والخادع ؟؟

هنالك مزايا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وممكن  تكون مفيدة عن طريق التواصل والترويج وحتى التعليم والتوعية. فهناك من أبدعوا في تأسيس مهنتهم و فتح أسواق جديدة لهم في مجال الأعمال. ومع ذلك هناك جانبا مظلم من وسائل التواصل الاجتماعي وظهر تدريجيا منذ سنوات وكانت نتيجتة واضحة على المجتمع بتعدد الجرائم والقضايا العقلية والنفسية التي تنمو نتيجة الاستخدام المفرط و غير السليم لوسائل التواصل الاجتماعي مما يجعلنا نسأل

ما هي نقاط الضعف النفسية التي تسيطر عليها مواقع التواصل الاجتماعي مثل تطبيقات "فايسبوك" و "انستغرام" و "واتساب" و"يوتيوب" و "الالعاب اون لاين "وغيرها من الشبكات فما هي مشاكل الصحة العقلية المرتبطة باستخدام  وسائل التواصل الاجتماعي هنالك ملايين يعانون من الإدمان على شبكات التواصل الإجتماعي الذين يمضون  ساعات يوميا على الجوال تظهر عليهم اعراض الإكتئاب ونقص الانتباه وهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة في الاستخدام نلاحظ ان نسبة الطلاب المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى مستوى قياسي في المدارس وهناك نسبة كبيرة من النساء يتعرضن للإكتئاب وذلك بسبب المقارنات وبسبب الحسد عند مشاهدة ما يمتلكه الآخرين فالحسد يتحول الي صراع وأحيانا يودي إلى أعمال تخريبية ومن ثم الي الألم الأكبر. هذا هو السبب في أنها خطأ مميت فهذه نتائج سلبية من الناحية النفسية والعقلية والعقل بشكل غير طبيعي يخلق الإدمان ويكون كسولا حتي ينتهي الأمر بضعف الانتباه والتركيز بسبب الادمان على وسائل التواصل الاجتماعي والإدمان والتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي يقلل من قيمة الذات في حين أن الشخص المدمن على لعب القمار قد يكون في البداية يتمتع بثقة عالية و لكن هذا  ينقلب وصبح  غير قادر على التحكم في سلوكه والوقوع في الديون مع الوقت فان مواقع التواصل الاجتماعي هي عالم افتراضي فإن"الانتصارات" فية  يمكن أن ترفع من شعور احترام الذات لدى الفرد لانة لن يجد نفس الشعور في الحياة الواقعية ولكن هذه ليست أرض مستقرة لتشعر فيها بالقيمة الذاتية يمكن أن تتسبب وسائل التواصل الاجتماعي في إكتشاف شخصية نرجسية أو مغرورة فيبدأ الناس إما سرا أو علنا فيجذب الانتباه والإعجاب من الآخرين بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وعندها يبدأ الفرد بتحويل حياته الشخصية من حقيقية الى خيالية ويبدأ الآخرون بمشاهدة ما لديه وأعطائه معنوايات لم يحص بها في حياته اليومية. فمنذ إبتكار هذه التكنولوجيا صممت الشبكات بطريقة تجعلنا نتوق للمزيد من ”الإعجابات" والمزيد من "التعليقات". لذلك ما من فرد إلا ويهتم بإثبات شخصية “رقمية” محبوبة يتشجع قليلو الثقة بالنفس على وسائل التواصل الاجتماعي بالتكلم عن مواضيع مختلفة لا يمكنهم التعبير عنها في الحياة الواقعية يفعلون ويقولون أشياء لا يمكن قولها أبدا في لقاء وجها لوجه بالإضافة إلى ذلك  إنهم يهددون المجتمع بالإختباء وراء شاشاتهم ولكن عندما نقرأ التعليقات والأحاديث يجدر التأكد من صحتها وكيفية التعامل معها أو حتى مع الصور لقبولها من الآخرين. فليس كل من أبرز أنه سعيد ومتألق يعيش حياة زهرية في الحقيقة فهل فعلا هذا ما نريده في حياتنا اليومية ؟ كلا  نحن بحاجة الى التركيز دائما على الإيجابات في حياتنا ونسعى أن تكون لدينا روح متواضعة بدلا من مواقف تسعى الى جذب الانتباه لنكون أفضل من الآخرين.

لا حرج في مشاركة صور أحد في الحياة أحيانا أو التعليق على شيء حدث مؤخرا ومع ذلك  هناك خط يجب ألا يتم تجاوزه وأن نقع فريسة لشهية ال”أنا”  ومعظم الأصدقاء ليسوا فعلا أصدقاء. فهم فقط أفراد يعرفوننا فقط من خلال صور إنما لا يعلمون شيئا عن حياتنا اليومية. فهل هؤلاء فعلا “أصدقاء”؟ أصبحت كلمة صديق يستهان بمعناها الحقيقي. معظم“الأصدقاء” على الفايسبوك لاتربطك بهم صلة أو علاقة أو حتى موضوع فلنبحث عن كلمة أخرى لتحديد العلاقة وان نرفض التضليل للمعنى فهذا ليس عالمنا الذي نعيشة في الواقع ويجب الاهتمام بالجوانب السلبية لكي لا نقع في السلبيات المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

سعادتنا مرتبطة بطفولتنا وبلوغنا وتكوين قيمة ذاتنا ونبني  سعادتنا بأنفسنا يوميا من خلال التفكير في حياتنا فلماذا لا نستعمل شبكات التواصل الإجتماعي لنشر صورة راقية عن الإنسان تليق بقيمه الإجتماعية والحضارية وتقوية الجيل بدل تضليله بأمور تزيد من قلة الثقة بالنفس والتحير وقد تتاح لك فرصة التعرف بأفراد جدد والانفتاح على طريقة تفكير جديدة لم تفكر بها من قبل عندما تشارك بفاعلية مع الاخرين وإبراز جانبك الروحي  فمن السهل جدا أن تنمو روحك وتتحول إلى شيء جديد ومواقع التواصل او الحياة الافتراضية  تتيح مجالا للخطيئة السرية وهو الأخطر على الأطلاق فتبني عواطف وهلوسات لأنه يعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أرضا خصبة لتربية الخطايا السرية عند استخدامها بدافع ارتكاب الخطيئة وإخفائها وتصبح وسائل التواصل الاجتماعي هي  لعنة وليست وسيلة سليمة عندما يستخدم الناس وسائل التواصل الاجتماعي بنية ارتكاب خطأ تصبح أمرا سيئا ولأنه من السهل عدم الكشف عن هويتك أو حمل هوية مختلفة على الإنترنت  فإن إخفاء نشاطات الإغراء خاطئ ويصبح خطيرا إنه عزل كامل أن الاتصال البصري واللمس الجسدي  هما أمران مهمان للعلاقات الصحية يفتقران تماما إلى تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي لا يقضي المراهقون والبالغون وقتا في التحدث على الهاتف أو الذهاب للتنزه أو الذهاب إلى الحفلات أو التعارف يقضون وقتهم على أجهزتهم وهذه الظاهرة واضحة في عدد كبير  حيث ينزوي الأفراد باستعمال هواتهم وينسون بتاتا بأن الصديق والعلاقة الصحيحة موجودين أمامهم تماما فشبكات التواصل الإجتماعي تغير مجرى الدول وتشعل الحروب وتسيطر على عقول الناس لبقاء أمم أو إزالتها ، فالهدف الأساسي هو المعرفة المطلقة عن الفرد وحياته الشخصية ورأيه وتحركاته فالمستخدم هو رقم من مجموعة والمجموعة هي فئة من الناس والناس هم الأمة والأمة تؤلف دولة وأيضا أصبحت صور الحروب والدمار والإدمان أمر طبيعي تعود الدماغ على سهولة إستيعاب صورة طفل جائع أو منطقة مدمرة أو مدمن مخدرات وكأنها قصص موجودة فقط على الهواتف وليس في الواقع ربما يغضب الناس لبعض اللحظات وفي اليوم التالي يكملون حياتهم بشكل طبيعي حتى اذا تحدث الإعلام عن الموضوع يتعاملون مع الأمر بطريقة طبيعية لأن عقلهم أصبح مبرمجا لمسح هذه الصور والتهيؤ لصور جديدة من هذا النوع

محجوب الخليفة ( رحال )

القاهرة / مارس /٢٠٢٤م