لانس ينهي اجراءات التعاقد مع لاعب تشيلسي السابق - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / الشيماء محمد حويرة

انتهاء علاقة الزواج بالطلاق من مدمرات المجتمعات ، فالطلاق يشوه العلاقات الاجتماعية الانسانية التي تنشأ بعد الزواج ،فالزواج يهب الحياة للمجتمعات ،ويرجع تهاون أفراد المجتمع في اللجوء الى الطلاق بسبب تغير نظرة أفراده الى دور الزواج . وفي هذا المقال سألقي الضوء على بعض أسباب تفشي ظاهرة الطلاق بين أزواج الجيل الحالي .

أولا: الحكمة من تشريع الزواج في الإسلام .

لقد شرع الله الزواج ليس فقط من أجل تفريغ الشهوة الطبيعية بين الرجل والمرأة ولكن هناك أهداف أسمى من ذلك ، بل مُكملة لذلك الدورالعظيم ،فالزواج هو اقتران فردين منفصلين ليُصبحا كيانًا واحدا ليقوم بأدوار هامة، منها أن يعين الزوج زوجته على عبادة الله وإقامة الطاعات والعكس تساعد الزوجة زوجها على الكسب الحلال وغيرها من الطاعات التي تقربه من الجنَّة وتلك الحكمة التي خُلقت من أجلها حواء.

فمن الأساطير المغرضة الشائعة أن الله خلق حَواء غواية لآدم ولكن في الحقيقة هى خُلقت لتكون معينة له على تجنب الغواية ، أما بالنسبة لخروج آدم من الجنة بسبب غواية حَواء له بتناول ثمار الشجرة المُحرمة فكان هذا اختبار لهما وتدريبًا لهما على الهبوط الى الأرض وتلقينَهما درسا مهما جدا بأن أى سلوك يَصدر من أحدهما يؤثر إيجابا أو سلبا على الآخر فهما كيانًا واحدا وهذا الهدفُ الحقيقي من الزواج .

فاذا كان الزوجان يتعاملان معًا كأنهما كيان واحد فيفكران سويا في كل شىء لأن أى قرار يُؤخذ من أحدِهما دون معرفة أو استشارة الطرفِ الآخر سيؤدي حتما الى نشوءِ فجوة في ذلك الكيان وكلما زادت القرارات الفَردية بين الزوجين زادت تلك الفجوة فتَتصدع العلاقة شيئا فشيئا .

حتى يتداعى وينهار هذا الكيان المُقدس ويتهدم مِحرابه أو ينقسِم ليتعبد كل طرف في قسْمه تاركين أطفالِهما مُتحيرين في أى مِحراب يتعبدون فيه ؟ فيزداد هذا الكيان انقساما، وتبدأ المُشاجرات العائلية في الظهور وتثور بَراكينها التي تودي بحياة جميع من يسكن هذا المحراب المقدس فيتهدم فوق متعبديه.

ثانيا: هل الزواج علاقة اجتماعية أم مؤسسة ؟

منذ خلق الله تعالى آدم وحواء كان الزواج هو أول علاقة اجتماعية يقيمها آدم مع زوجته حواء وتقيمها حواء مع زوجها ، وعلى الرغم من اختلافِ خصَائصهما الجُسمانية والعَاطفية  إلا أَّنَّهما أدركَا بالفطرة احتياج كل مِنهما للآخر،فتَعاونا على اعْمارِ الأرضِ كل” حسب دوره وطَاقته ،فشاركَته في تربيةِ الأبناء وفي الدّعوة الى الله وذلك من خلال تلقين ذُريتها ما علّمها آدم وربها ، وكبِرت الذرية .

كما صَار الزواج منذ ذلك الحين مؤسسة لبناءِِ المجتمع وظهور صلات قرابة ونسب بين أفرادِه وهنا تظْهر الحكمة الثانية من الزواجِ وهى تقوية أواصرِ المجتمعات من خلال المُصاهرة ، فبالزواج تنشأُ عَلاقات جديدة وتتولدُ مصالح ويزداد إعمار الأرض أكثرعندما تتباعد الأنساب ، فمن الحضر يتزوج من الريف ،والصحراء تتعمر بأنسابها من ساكنِي السّواحل وهكذا .

وفي كثيرِ من الأحيان تنْتهي الحروب بسببِ الزواج فعندما يتزوج مَلك ما بابنة ملك آخَر وهكذا فالزّواج يُعد الركيزة الأسَاسيّة لبناء أى مجتمع صَالح ، لذلك اذا أردت تدمير أمة ما عليك سوى تدمير مفاهيم الزّواج والتحقير منه لدى أفرادِه .

فمنذ دَعاوى أوروبا لتحريرِ المرأة وغيرَها ونشوبِ الندّية بين الرجل والمرأة أصبحَ الزواج مُجرد عَلاقة لتَحقيق كلُ طرف رغبات الطّرف الآخر فالأمر أصبح سلعة تُباع وتُشترى وقد يُعلن عنها في مزادٍ علنى.

لقد تغيرت مفاهيمُ الزواج لدى أفرادِ المجتمعات الحالية وأصْبح الأمرُ وسيلة لاشباع الرغباتِ أو لكسب بعضا من المال وليس لإعمار الأرض ولتقريب أفراد المجتمعِ من بعضِه البعض ،من خلال صِلات جديدةٍ تنشأ عندما تُنتج الزيجة نسلاً يجمع بين أهلِ الزوجين فيصبح الأبناء الصّلة المشتركة بين العَائلتين فتنشأ عَلاقات أكثر قوة.

ولكن  تحولَ الزّواج في هذه الأيام الى علاقةٍ اقتصاديةٍ وتفاخرية بحتة فجميع المُحيطين بالزوج والزوجة المستقبليين يُحاولون الاستفادة من تلك الزّيجة من خلال توجيه العَروسين الى الاهتمام بديكُورات مسْكنهما وتجهيزات بيتِهما المادّية وتستمر الاقتراحات والمُحاوَلات لِجذْبهما لشراء كل شىءٍ من خلال معارفهم .

فأصَبح الزواج عَلاقة استهلاكية تَبعد كل البعد عن أواصرِ المحبة والمودة والرّحمة .