حرائق سارة - الهرم المصرى نيوز

 

بقلم أ/ رضوى راسم

عزيزى الزوج...

بدايةً..رسالتى المتواضعة هذه موجهة للأزواج و الزوجات الأسوياء خاصةً الزوج الذى تربى ونشأ على الأصول، والزوجة الأصيلة التى تُقدِر أفعال زوجها تجاهها، وأن قاعدة الزواج الأساسية بالدين الإسلامى هى المودة والرحمة، وأساس المودة والرحمة هو معاملة الزوجين لبعضهما البعض معاملة طيبة شاملة جميع النواحى "قولاً وفعلاً" حيث التفاهم والثناء الحسَن والإحتواء واللين فى "القول والفعل" والرومانسية المعتدلة.

وبما أن تكوين المرأة الفِطرى أساسه العاطفة فيجب على الزوج إحتواء زوجته "قولاً وفعلاً" بما تحتاجه هى، وللمرة الثانية أؤكد أن رسالتى موجهة للزوج الأصيل السوى، فمحاولته إقامة ميزان العدل فى علاقته بزوجته بقدر الإمكان، بحيث يجعل كفتى الميزان "أفعال وأقوال" متساويتان إن دلت على شئ دلت على نضجه وحبه لربه ولرسوله وإلتزامه بوصية رسولنا الكريم وتعاليم دينه. 

حيث لفت نظرى منذ فترة طويلة شكاوى زوجات كثيرات من إفتقارهن لكلمات الغزل والمدح والرومانسية والثناء من أزواجهن والجفاء والصمت المميت "الخرس الزوجى" وما أدراكم ماالصمت الزوجى القاتل الذى ينخر فى أساس العلاقات الزوجية ويهدمُها ويُزلزلُها، رغم قيامهن كزوجات بمواقف كبيرة "غير مفروضة" تستحق التقدير والثناء، والأدهى حين يتناقشون يكون الرد الوحيد على عدم المدح والتعبير "أفعالى كفيلة" كدليل على حبى ويقولون باللفظ "مش لازم أقولك إنى بحبك" "فعلى دليل حبى".

لا ياسيدى.. فأنا أٌقول لك عبر مقالتى هذه "إذا كان فعلك كفيل ما كان للشكوى أساس"...

"فالزوجة الأصيلة كالزهرة إن لم تُسقِها وترويها ذَبُلَت وماتت" فهى ونفسيتُها عمود البيت وأساسه، فإذا إنهدم عمود البيت أو مال إنهدم البيت كله، فلو تحطمت نفسية زوجتك لأَّثر ذلك التحطُم بالسلب على علاقتكما وأولادكما وعلى البيت بأكمله، وستصبح صلاحية زوجتك كزوجة وإنسانة وأم قصيرة, فهناك فرق بأن تُقبِل الزوجة بعمل واجباتها داخل بيتها بكل حب وإشباع وإمتنان وهى على علم بالتقدير الكامل لها وأن مجهودها لن يذهب هباءاً..وأن تقوم بها من باب الواجب دينياً ولكنها مُحطمة داخلياً لا تجد للحياة طعم لشعورها بأن شئً ما ينقُصها ولتعطُشها لكلمة ثناء وتدليل بسيطة لن تكلفك سوى لحظة بل أقل، فلو شعرت الزوجة بأنك تستخسر فيها الكلمة وأن مواقفها القوية ما حركت داخلك ساكناً لشعرت بالخزى وأنها بلا قيمة بنظر زوجها، وهذا شعور قاتل يجرح أنوثتها. 

بل والأكثر عجباً،، أن يكون الرد بعدم الثناء "مش باعرف أقول كلام حلو" مع العلم أن بعض الأمثلة هذه معسولى الكلام مع الغير إذاً..أنت تعرف الكلام المعسول فلِما الحرمان!!

أتُشبع حرامك وتحِرم حلالك !!

إنتبه ستُسأل وستُحاسب .

فـ معاملتك ونفسية الزوجة أساس الحياة الزوجية بل العائلية.

فالمرأة بكلمة بسيطة صادقة من القلب تستطيع أن تملُكها وتملُك قلبها بل وتملُك الدنيا كلها، فالأمر ياسيدى الفاضل لن يكلفك كثيراً بل بالعكس...سيُسعدُك كثيراً.

فهل من المنطق أن تفقِد سعادتك وتُحطِم زوجتك وتهدم بيتك مقابل بضعة أحرف بسيطة لن تكلفك الكثير!! ماذا سيحدث إذا كان قولك مساوياً لفعلك فأنت الفائز فى الأول والأخير يا سيدى فسيعود ذلك كله عليك براحة البال  وبزوجة وأبناء أسوياء فالأبناء ياسيدى يشعرون تلقائياً بما تشعر به الأم حتى ولو لم تتكلم فإذا هى سعيدة شعروا بالسعادة والراحة وبطبيعية الحياة وإذا هى مُحطَمة شعروا بشيئ غير طبيعى ينقُصهم.

لا تحرم زوجتك الأصيلة التى تُقدرِك من كلماتك الحنونة الرقيقة فهى تستحق منك كل جميل، فأشِبع شعورها بكلمات حب صادقة لاتحرمها.

لا تجعل حياتك الزوجية "صحراء" لا زرع فيها ولا ماء. 

الصمت الزوجى"زلزال" بل "قنبلة موقوتة" يهدد الحياة الزوجية ويُدمرُها وفى بعض الأحيان يُجبر الزوجة على طلب الإنفصال. 

وأنا لا أُنكر حقوق الزوج الكاملة من قِبل  زوجته التى يجب أن تُوفِها تجاهه...ولكن رسالتى اليوم موجهة للزوج.

أعزائى الأزواج الأفاضل.. نحن معشر النساء الأصيلات أمانة بأعناقكم فحافظوا على الأمانة.

أيها الزوج الأصيل..

"الزوجة الأصيلة ماهى إلا ملكة متوجة بتاج حُبِك على عرش قلبِك وبيتِك وأنت المَلك فلك القرار والإختيار"...