محافظ كفرالشيخ: يتابع حركة النقل وتطهير شبكات الصرف الصحي ورفع 1635 طنًا من القمامة في حملات النظافة بمدن ومراكز المحافظة - الهرم المصرى نيوز

 

الدكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي

السلام هو الإحساس بالأمان والطمأنينة ولذلك اطلق الله نفسه اسم السلام، فعندما يلجأ الإنسان إلى جناب الله يدخل في عالم من الراحة النفسية والشعور بالأمان، وما جاءت به كل الشرائع السماوية إلا ليحل على الأرض السلام، ولذلك لم تعرف البشرية في بداياتها الأولى الاستغلال والاسترقاق ولا حتى الإقطاع، فقد كان الناس شركاء في كل ثروات الأرض يتشاركون الزراعة وغلال الأرض وثمار الأشجار، وما ظهر الإقطاع أو التملك القسري إلا بعد أن ابتعد الإنسان عن السلام الحقيقي وبدأ يستعمل مبدأ القوة في السيطرة على الآخرين، ولو أن أول إنسان استولى على مساحة من الأرض واختصها لنفسه دون غيره تحوي في باطنها على ثروات طبيعية وإحاطها بسور لمنع الآخرين من استثمارها وسخرهم للعمل فيها كأجراء عنده أو الاستيلاء على نبع ماء واحتكرها لنفسه وبنى حولها سورها ومنع الناس من ارتيادها وسقاية أراضيهم ومواشيهم وجعلها لسقاية أرضه وحده أو السماح لهم بالتزود بالماء مقابل خدمات يؤدونها له، فلو أن الآخرين تصدوا له ومنعوه من ذلك وصاحوا في وجهه بأي وجه حق تستولي على الأرض أو النبع لما وجد الإقطاع، ولكن هذا بالتأكيد لم يحصل قد يكون لأسباب عدة منها اتساع المساحات الأرضية وتوفر الثروات الطبيعية أو ظهور أشخاص يمتلكون القوة الجسدية اكثر من غيرهم وبالإجمال ليس لدينا أي دليل ولا يعد الأمر هاما إلى درجة البحث فيه، وفي النتيجة فما سبب وجود الإقطاع سوى استكانة الآخرين ورضوخهم وقبولهم للأمر الواقع، وهذا الحال ينطبق أيضا على تطاول قِوَى الشر وطغيانها في كل العصور، فعندما تقوى شوكة الأشرار من أفراد وجماعات ودول وحكام ويعيثون في الأرض فسادا ولم يجدوا من يردعهم فسوف يزدادون عتوا وفسادا ويستفحل شرهم، مما يؤدي إلى ظهور طغاة جبارين يحكمون السيف على رقاب البشر ويقيمون أنظمة استبدادية لاستعباد الناس والسيطرة على مقاليد الأمور والحكم بالمقدرات والموارد العامة والثروات الطبيعية على وجه الأرض وباطنها، ويستبيحون كل المحرمات والكيل بمكيالين، مما يؤدي إلى استغلال الآخرين وتسخيرهم لخدمتهم في تنمية الثروات الطائلة مقابل فتات يلقون بها لهم لا تسمن ولا تغني عن جوع، فاذا ما تمرد هؤلاء الضعفاء عليهم قمعوهم بشدة وقسوة ونكلوا بهم ابشع تنكيل وقضوا على كل من يناوئهم أو يتمرد عليهم، مما يفقدهم الأمن والطمأنينة وسيطرة الخوف من طغيان القِوَى الشريرة، مما يحول السلام إلى ذل وهوان، وتتحول هذه التجمعات إلى أنظمة تحكم بجز الرقاب وقانون الغاب، هذا ما شجع بعض الدول إلى تنمية قدراتها العسكرية لتتحول إلى دول استعمارية تستهين بالدول الضعيفة واستعمارها بقوة السلاح وجعلت من شعوبها عبيدا مسخرين لها وفرضت عليهم ابشع أساليب التسلط، حتى في عصرنا الحديث الذي كثرت فيه النزاعات والمطاحنات التي سبق أن أدت إلى قيام الحروب فيما بينها للفوز بمكاسب أكثر اعتمدت مبدأ الحرب بدلا من مبدأ السلام مما أدى إلى ظهور الأحلاف والتكتلات العسكرية تضافرت وأشعلت حروبا عالمية أدت إلى الدمار والخراب وقتل ملايين الأبرياء، وبالعودة إلى البداية إلى نفس المقولة عن الإقطاع نجد أن ما ينطبق على الإقطاع ينطبق الآن على النظام العالمي الذي انبثق عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث خرجت معظم دول العالم وقد أنهكتها الحرب و بقية الشعوب والدول تعاني الفقر والذل والهوان والاستعمار، مما جعل من تلك الدولة الفتية الجديدة التي تشكلت من شذاذ الأفاق واستطاعت الانفلات من سيطرة الدول التي اكتشفتها واستوطنتها بعد أن أبادت سكانها الأصليين أدى إلى خروجها قوية من الحربين العالميتين واستطاعت فرض نفسها على العالم كليًّا وأعلنت نفسها سيدة العالم والشرطي المنظم له ولبست عباءة السلام والمحبة زورا وبهتانا وادعت أنها الحارس الأمين على الشعوب وحرية الضمير وهي الشريك لنصرة الضعيف فإنه وللأسف أيضا لم تجد من يردعها ويقول لها من نصبك شرطية على العالم وأعطاك الحق في التحكم بمصيره، وهكذا كان لها ما أراد وإعادة سيرة طواها الزمن وهي سيرة الإقطاع فأقامت نظاما عالميا تقوده وفق هواها والويل الويل لمن يخرج من تحت السيطرة، ففقدت الشعوب الشعور بالراحة والطمأنينة والسلام وأصبحت تعاني المنغصات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حتى الأخلاقية، التي تعني في مجملها انعدام السلام الداخلي للفرد خاصة والدول بشكل عالمي فالسلام هو شعور الفرد والجماعات والدول بالراحة والاطمئنان والأمان والسكينة بعيدا عن المنغصات ليس نظرية تحتاج إلى التنظير والتأويل وإلى براهين تؤكده بل هو الهدف السامي الذي تطمح إلى تحقيقه كافة شعوب العالم، وهذا يستدعي انتصار قِوَى الخير في المعركة المشرفة على قِوَى الشر التي تبسط حاليا هيمنتها على مقدرات الشعوب واستغلاها واستعبادها وتستعمل شتى الأساليب لاستدامة سيطرتها بكل الطاقات والإمكانات العسكرية والأسلحة الفتاكة وتنظيم جيوش المرتزقة التي تمتهن القتل والتدمير، ولكي تنتصر قِوَى الخير يتطلب تضافر قِوَى كافة الشعوب المحبة للسلام والتعايش السلمي التي تنبذ العرقية والطائفية والمذهبية ورفض الآخر والعنف واللجوء إلى الطرق السلمية في حل النزاعات المختلفة بطريقة علمانية علمية حضارية التي تؤدي إلى بناء مستقبل أفضل للعالم كليًّا، ونورا يبدد ظلام الاستبداد والجهل والظلم واستثمار وتسخير كافة الثروات والخيرات الطبيعية وللمكتشفات العلمية لمصلحة البشرية عامة والعمل على بناء حضارة سامية تتناسب مع المصلحة المشتركة لكافة شعوب العالم بعيدة عن الاقتتال وهيمنة القوي على الضعيف والعمل على تدمير كافة الأسلحة الفتاكة التي أصبحت خطرا يدمر العالم وإيقاف البحوث والتجارب التي تؤدي إلى تطوير آلة الحرب ليعود بذلك العالم متصالحا مع نفسه يبني حضارته التي يتوق إليها التي أساسها العدل وسلاحها العلم المؤدي إلى رفاهية الإنسان وليس إلى دماره، لا نريده عالما أفلاطونيا يصعب تحقيقه إنما عالم واقعي نستطيع تحقيقه على الأرض تسود فيه روح المحبة والأخلاق القويمة يحكمه القانون العادل الذي يضمن فيه كل الحقوق. 

الدكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي

New year and the concept of peace

Dr. Muhammad Tawfiq Mamdouh Al-Rifaei

Peace is the feeling of security and tranquility, and that is why God himself gave the name peace. When a person resorts to God’s side, he enters a world of psychological comfort and a feeling of security, and all the heavenly laws did not bring it except for peace to come to earth. Therefore, in its early beginnings, humanity did not know exploitation, slavery, or even Feudalism, as people were partners in all the earth’s wealth, sharing agriculture, the crops of the land, and the fruits of trees. Feudalism or forced ownership did not appear until man moved away from true peace and began to use the principle of force to control others, even if the first man seized an area of land and appropriated it. For himself and no one else, containing natural resources within it, surrounding it with a wall, preventing others from investing in it, forcing them to work in it as his employees, or seizing a water spring and monopolizing it for himself, building a wall around it, preventing people from frequenting it and watering their lands and livestock, making it to irrigate his land alone, or allowing them to supply water in exchange for services they perform for him. If others had confronted him and prevented him from doing so and had shouted at him about how you have the right to seize the land or the spring, feudalism would not have existed, but this certainly did not happen. This may have been due to several reasons, including the expansion of land areas, the availability of natural resources, or the emergence of people who possess physical strength more than others, and in general. We do not have any evidence, and the matter is not considered important to the degree of research into it. In the end, the only reason for the existence of feudalism is the submissiveness of others, their acquiescence, and their acceptance of the status quo. This situation also applies to the expansion and tyranny of the forces of evil in all ages. When the power of evil individuals, groups, countries, and rulers becomes stronger, they wreak havoc. They will spread corruption on earth and find no one to deter them. They will increase in their arrogance and corruption, and their evil will become more widespread, leading to the emergence of powerful tyrants who will rule the sword over the necks of people and establish tyrannical regimes to enslave people, control the reins of affairs, and rule by means of public capabilities, resources, and natural resources on the face of the earth and its interior, and they permit all forbidden things and double standards. Which leads to exploiting others and harnessing them to serve them in developing huge wealth in exchange for a girl they give to them who does not get fat or hunger. If these weak people rebel against them, they suppress them harshly and cruelly, and subject them to the most horrific abuse, and eliminate everyone who opposes them or rebels against them, which makes them lose security and tranquility. The dominance of fear of the tyranny of evil forces, which turns peace into humiliation and disgrace, and these gatherings turn into regimes that govern by beheading and the law of the jungle. This is what encouraged some countries to develop their military capabilities to turn into colonial countries that belittle weak countries, colonize them by force of arms, and make their people subservient to them. The ugliest methods of tyranny were imposed on them, even in our modern era, in which conflicts and conflicts abounded, which had previously led to the outbreak of wars among themselves to gain greater gains. It adopted the principle of war instead of the principle of peace, which led to the emergence of alliances and military blocs that combined and ignited global wars that led to destruction, devastation, and murder. Millions of innocent people, and returning to the beginning to the same saying about feudalism, we find that what applies to feudalism now applies to the global system that emerged after the end of World War II, where most of the countries of the world emerged exhausted by war, and the rest of the peoples and countries suffer from poverty, humiliation, humiliation, and colonialism, which made... That new, young state that was formed from the oddities of the horizons and was able to escape from the control of the countries that discovered and settled it after exterminating its indigenous population, which led to its emergence strong from the two world wars and was able to impose itself on the world completely and declared itself the master of the world and its organizing policeman and falsely and slanderously wore the mantle of peace and love and claimed that it was The faithful guardian of the people and the freedom of conscience, and it is the partner in supporting the weak. Unfortunately, it also did not find anyone to deter it and tell it, “Who has appointed you as a police officer over the world and given you the right to control its destiny?” Thus, she had what he wanted and restored a long-gone path, which is the path of feudalism, so she established a global system that she leads according to her whims, and woe, woe. For those who get out of control, people have lost the feeling of comfort, reassurance and peace and have begun to suffer from economic, political, social and even moral disturbances, which in general means the lack of internal peace for the individual in particular and for countries globally. Peace is the feeling of the individual And groups and countries with comfort, reassurance, safety and tranquility away from disturbances is not a theory that needs theorizing and interpretation and evidence to confirm it, but rather it is the lofty goal that all the peoples of the world aspire to achieve, and this calls for the victory of the forces of goodness in the battle supervising the forces of evil that are currently extending their dominance over the capabilities of peoples, exploiting them and enslaving them. It uses various methods to maintain its control with all military energies and capabilities, deadly weapons, and the organization of mercenary armies that practice killing and destruction. In order for the forces of good to prevail, it requires the combined forces of all peoples who love peace and peaceful coexistence, that reject ethnicity, sectarianism, sectarianism, rejection of the other, and violence, and resort to peaceful methods in resolving various conflicts in a secular manner. Scientific civilization that leads to building a better future for the world altogether, and a light that dispels the darkness of tyranny, ignorance, and injustice, and investing and harnessing all natural wealth and blessings and scientific discoveries for the benefit of humanity in general, and working to build a sublime civilization that is commensurate with the common interest of all the peoples of the world, far from fighting and the domination of the strong over the weak, and working to destroy All lethal weapons that have become a threat destroy the world, and stopping the research and experiments that lead to the development of the war machine, so that the world returns to reconciliation with itself and builds the civilization that it yearns for, the foundation of which is justice and whose weapon is science that leads to human well-being and not to its destruction. We do not want it to be a platonic world that is difficult to achieve, but rather a realistic world. We can achieve it on earth in which the spirit of love and good morals prevails, governed by a just law that guarantees all rights.

Dr. Muhammad Tawfiq Mamdouh Al-Rifaei