تهنئة خاصة من إدراة الجريدة إلي مقدم شرطة : صلاح الرصاص بمناسبة توليه المنصب الجديد بشرطة السياحة والآثار - الهرم المصرى نيوز

 بقلم / صفا إبراهيم أحمد

سمى بالعديد من الأسماء ،اسمه الحقيقى هو محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسينى،كنيته هى أبى عمار تيمنا بالصحابى عمار بن ياسر ، وفى الخمسينيات بدأ باستخدام اسم ياسر عرفات ، وفى أواخر حياته أطلق عليه لقب “الختيار” ،لعجزه والوهن الذى أصابه. 

ولد ياسر عرفات فى مصر وكان يتحدث بلسان أهلها بطلاقة،بالرغم من أنه لم يكن مصريا ؛وذلك لأن أبويه كانا من عائلات الحسينى الفلسطينية،وعلى الرغم من توحد اسم العائلتين إلا أنهما كانتا مختلفين تماما. 

كانت عائلة الحسينى المنحدرة منها الأم هى العائلة التى جاء منها الشيخ أمين الحسينى _مفتى القدس وزعيم النضال الوطنى الفلسطينى. 

كان ياسر عرفات الأخ السادس من بين إخوته السبعة، عندما توفت والدته زهوة الحسينى أرسله أبوه وأخوه الأصغر فتحى للإستقرار فى غزة عند أقارب والدته فى حى المغاربة. 

تزوج أبيه وأرسل لإحضار ياسر من الخارج للعيش مع زوجته، وكان هذا السبب الرئيسى الذى سبب كره ياسر لأبيه حتى أنه رفض حضور جنازته أو زيارة قبره. 

كان طريقة تفكير ياسر غير اعتيادية،حيث كان يرتاد الأحياء اليهودية بكثرة  التى تعرف بها هناك على موشيه دايان قائد الجيش الإسرائيلى وحينما سئل عن ذلك ؛قال معللا أنه يحب التعرف على طريقة تفكير اليهود،وعلى نقيض آخر ؛كان يحب حضور جلسات الشيخ أمين الحسينى. 

دراسته: 

درس عرفات تخصص الهندسة المدنية بجامعة الملك فؤاد التى أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة،لم يتخذ عرفات مرحلته الدراسية بدورة واحدة ؛حيث اندلعت حرب 1948 وهى حرب بين كل من الأردن ومصر والعراق ولبنان وسوريا والسعودية ضد إسرائيل  وعلى إثرها قامت دولة إسرائيل ؛ فترك عرفات الجامعة،وشارك فى الحرب كجندى مصرى،ثم فدائى فلسطينى فى غزة. 

عاد عرفات إلى القاهرة بسبب سرعة انتهاء الحرب،وأكمل عرفات تعليمه فى مجال الهندسة المدنية. 

كان عرفات دائم التنقل بين القاهرة وغزة مما رسم ملامح شخصيته فيما بعد، حيث كان انشغال عرفات بالسياسة سببا فى توليه رئاسة اتحاد الطلاب من عام 1952إلى 1956 ليمارس نشاطه السياسى خفية من خلال اتحاد الطلاب . 

تعرف عرفات من خلال النشاط الطلابى على أصدقاء الكفاح الذين ظلوا معه كتفا لكتف طوال فترة النضال وهم (صلاح خلف الملقب باسم أبى إياد، خليل الوزير الملقب باسم أبى جهاد ، خالد الحسين، فاروق القدومى). 

تخرج ياسر عرفات من الكلية واستدعى إلى الجيش المصرى فى فترة العدوان الثلاثى على مصر لمدة قصيرة ، ثم سرحته القوات المصرية ، وسافر إلى الكويت حيث عمل هناك مهندسا، وقابل اثنين من أصدقائه وهما : أبو إياد ، أبو جهاد؛ساعد أبو جهاد ياسر للحصول على وظيفة مدرس بشكل مؤقت. 

تشكيل حركة فتح: 

جمع عرفات مجموعة من أصدقائه اللاجئين إلى الكويت ،ثم أسس حركة للدفاع عن القضية الفلسطينية مع خليل الوزير، صلاح خلف ، خالد الحسن ، فاروق القدومى . 

تأسست تلك الحركة فى الفترة مابين عام (1958_1960)، وسميت فيما بعد بإسم حركة التحرير الوطنى الفلسطينى، وتم اختصارها فيما بعد لإسم “فتح” وترأسها ياسر عرفات الذى لقب فيما بعد بأبى عمار . 

ارتدى عرفات الكوفية الفلسطينية التى اعتبرت فيما بعد رمزا للقضية الفلسطينية. 

تمويل الحركة: 

سلك عرفات عدة طرق للبحث عن مصادر لتمويل الحركةوفتح الطريق أمامها ؛ فقام فى بادئ الأمر باقتطاع من رواتب المغتربين الفلسطينيين، ثم عرضت عليه الحكومات العربية دعم ومساعدات مالية لتمويل حركته، لكنه سرعان مارفض منهم حتى لايضطر إلى اتباع سياساتهم التى كان يدحضها وكانت لاتروق له. 

اضطر أبى عمار للبحث عن سبيل آخر للمال ، ف اتصل برجال الأعمال والأغنياء الفلسطينيين العاملين بمجال النفط فى دول الخليج لطلب المال والمساعدات منهم. 

تعرف أبى عمار على محمود عباس الرئيس الحالى لفلسطين والملقب بأبى مازن، وبعض رجال الأعمال الذين لم يتوانوا عن تقديم الدعم لبلدهم . 

أرسى أبى عمار مع قيادات حركة فتح قواعد البدء بالمقاومة ، وبدأ بالتنديد فى القضية عند الشعوب العربية ، كما بث روح الوطنية والكفاح وطلب من الشعب الاعتماد على ذاته فى المقاومة وأخذ حقه بيده. 

أنشئت فى تلك الفترة منظمة التحرير الفلسطينى عام 1964 كممثل للشعب الفلسطينى داخل وخارج أراضى فلسطين ، وترأسها أحمد الشقيرى. 

اعترفت جامعة الدول العربية ومجلس الأمم المتحدة بشرعية منظمة التحرير الفلسطينى وأنها الأحق فى التمثيل الشرعى الفلسطينى. 

اندلعت معركة الكرامة عام 1968 بين الأردن وإسرائيل، تدخل عرفات لمساعدة الاردن الشقيق وانتصرت الأردن على إسرائيل. 

عرفات رئيس فلسطين: 

عقد عرفات إتفاقيات باسم منظمة التحرير الفلسطينى عرفت باسم اتفاقية أوسلو ، وتوصل الطرفان من خلالها إلى وقف المنظمة الأعمال المسلحة ضد إسرائيل ونبذ الإرهاب ؛ إثر هذا الإتفاق قامت إسرائيل بتكريم عرفات وإسحاق رابين ،رئيس وزراء إسرائيل و شمعون بيريز ، رئيس إسرائيل بجائزة نوبل للسلام. 

تولى عرفات رئاسة السلطة الفلسطينية بعد إجراء انتخابات مراقبة من قبل الرئيس الأمريكى آنذاك جيمى كارتر ؛ وفاز عرفات بنسبة 83% من الأصوات . 

أصبح ياسر عرفات الرئيس الفلسطينى إلا أنه لم يشار إليه فى المحافل الدولية بلقب رئيس ؛ بل كان يشار إليه بلقب “تشيرمان” وهو لقب أقل درجة من لقب رئيس. 

تعرض أبو عمار عام 1992 لحادث سقوط طائرته فى ليبيا ، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من مرافقيه ، وأسفرت عن إصابته بجلطة دماغية نتج عنها رجفة فى شفتيه لازمته ماتبقى من حياته. 

ازداد العنف فى فلسطين بعد مباحثات كامب ديفيد ورفض الفلسطينيين لها مما أدى إلى قيام الانتفاضة الثانية للفلسطينيين ، واتهمت إسرائيل عرفات بأنهى هو من يدفع الشعب لتلك الانتفاضة ؛ لذلك حاصرت إسرائيل أبى عمار فى مقره ومنعته من مغادرة رام الله. 

تعرض أبى عمار للإقصاء من قبل أمريكا ؛ لأنها رأت أنه