تهنئة خاصة من إدراة الجريدة إلي مقدم شرطة : صلاح الرصاص بمناسبة توليه المنصب الجديد بشرطة السياحة والآثار - الهرم المصرى نيوز

الكاتب / شريف جابر سالم 

رامز، شاب في الثلاثين من عمره، موهوب ويعمل مهندس برمجيات لدى وكالة عالمية، ولديه شغف كبير بصناعة الروبوتات.

رامز وسيم وله عدة تجارب في الحب كانت غير موفقة، كان يتمنى ان يجد شريكة لحياته ذات مواصفات خاصة لطالما حلم ان يجدها في انسانة طبيعية، لكنه يأس ان يجد تلك الانسانة ولو بالحد الادنى من تلك  المواصفات، ولانه مولع بصناعة الربوتات، قرر ان يحقق حلمه في ايجاد شريكة لحياته، وصناعة روبوت حقيقي يشبه الإنسان في خطوة واحدة. 

لقد قرر ان تكون شريكة حياته من صنع يديه.

أراد أن يجعل تلك الروبوت تتمتع بمواصفات خاصة بها.

صممها على ان تكون حنونة، صادقة، جميلة، مطيعة، ذكية، وايضا تتمتع بجسم رياضي ممشوق، عيناها زرقاوان شفتاها غليظة، شعرها اسود كيرلي، خطط لها تماما مثل الصورة التي كانت في خياله

اما بالنسبة للثقافة والمعرفة فأضاف لبرنامجها كل المعلومات التي يهتم بها هو شخصيا، بالاضافة للعديد من المعلومات الاخرى في شتى المجالات. ومن الاشياء المهمة التي اراد أن يزودها بها ان تكون لديها روح فكاهة وحس مرهف.

بعد سنوات من الجهد والعمل الشاق، أخيرًا نجح رامز في بناء الروبوت كاليا التي طالما حلم به، لقد صممها على ان تكون زوجة له بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا يحتاج لزوجة، ولا ينقصه شيء وهو معها. 

لقد اسماها كاليا، لانه يحب هذا الاسم كثيرا، فهو يذكره بشخصية هندية شاهدها في احد الأفلام، وطالما حلم ان يجد مثلها في الحقيقة. 

لقد كانت كاليا تتحلى بكل الصفات المثالية التي أراد ان يراها بها. كانت العلاقة بينه وبينها فريدة من نوعها، حيث أصبحت زوجة وصديقة وام، لقد كان يشعر وهو معها ان كل نساء العالم بين يديه.

عاش رامز مع كاليا عدة اشهر، كان سعيدا بها، وكان يفتقد فقط للمشاعر التلقائية، فكل المشاعر التي تعطيها له مدروسة بدقة، واستعان اثناء برمجة كاليا بخبيرة في العلاقات الزوجية لفهم المشاعر الانثوية ووضعها في برنامج كاليا، جعل كل ردود الافعال متوازنة، حتى الغيرة كان لها نصيب من هذا البرنامج المتوازن.

كانت كاليا تقوم بكل مهام الزوجة من طهي طعام، وتنظيف المنزل، وكي الملابس...... حتى  القمامة كانت تجمعها وتقوم بفرمها داخلها وتحويلها لكيس صغير من النفايات يقوم رامز بالتخلص منه كل يوم صباحا بعد ان يضع كاليا على الشاحن.

على الرغم من ان رامز صمم كاليا تماما كما يريد، لكنه بدا يفتقد لشعور يتمناه فهو لا يستطيع ان يشعر بالدفء الحقيقي وهي في حضنه، فالدفء الصناعي لم يشبع روحه..... لكنه كان يعزي نفسه بانه في امان من التقلبات المزاجية الحادة الطبيعية للانثى، فما تفعله كاليا يكون في حدود الطبيعي وتحت السيطرة...... لكنه ايضا صناعي وليس طبيعيا.

في يوم وهو في محل عمله، وكان سارحا في افكاره، ويحاول أن يستغل كل ذكائه لايجاد حلول لتطوير مشاعر كاليا، فاجأه انذار على هاتفه المحمول ان كاليا في خطر.

فلملم اشياءه من فوق مكتبه وعاد الي منزله مسرعا ليجد المنزل غارقا في المياه وكاليا تقف فوق كرسي خشبي لانها كانت موصلة بالشاحن الكهربائي.

دخل رامز الى المطبخ مباشرة ليعرف مصدر هذا الفيضان في منزله، فوجد ان صنبور الماء به مشكله ولا يمكن غلقه، فاغلق محبس الماء وخرج ليتصل بأحد المتخصصين في الصيانة لاصلاح العطل وايجاد احد لتنظيف كل هذه الفوضى.

واثناء مروره بجوار كاليا ترجمت  عودته الى المنزل وفتحت له ذراعيها ليحتضنها وبالفعل اقترب منها ليحتضنها، ويفصلها عن الكهرباء، ويحملها لمكان اكثر آمانا........ لكن ما حدث لم يكن في حسبانه.......... 

عند احتضانه لها وهو يمد يده لينزع الموصل الكهربائي وقدميه غارقة في الماء صعقته الكهرباء بشدة

فانتفض بعيدا عنها واقعا على ظهره فارتطم رأسه بعنف بطرف المنضدة المدبب، مما جعل عنقه ينكسر ويفقد روحه علي الفور.

توقفت كاليا امامه للحظات تبحث داخل برامج عقلها عن رد الفعل المناسب، اقتربت منه لتمسك يده، فلم تشعر بنبضه ولم تستطع ترجمة ما حدث له 

فاعتبرته جماد في غير مكانه ويجب تنظيفه حسب برمجتها

فابتلعته على انه نفاية وفرمته واستقر داخل صندوق النفايات الصغير بداخلها.

وجلست مكانها في انتظار عودة حبيبها رامز

لكنه لم يعد ابدا 

حتى نفذ شحنها وانفصلت عن الدنيا هي الاخرى، ورامز مدفون داخلها على انه مجرد نفاية.

- تمت -