"التنمر" /الهرم المصرى نيوز

بقلمي /هيام الرمالي 

هل تساءلت يوما ما إن كان محركك في الحياة سلبيا أم إيجابيا ؟!

هل حُيرت يوما بين أمرين ؟وماذا إخترت!؟

هل تعرفت على ذاتك ؟ 

بادئ ذي بدء ....

أنت لاتعرف ماهو محركك في الحياة ،وإن كنت تعلم فمعظمنا  محركه في الحياة للأسف محركا سلبيا مائة بالمائة.

أما عن التساؤل الثاني ....فبالتأكيد خُيرت مرارا وتكرار وغالبا إتبعت هواك وندمت .

أما عن التساؤل الثالث .....مازلت لم تعرف ذاتك ولذا تقرأ عن تنمية الذات وتتخبط يمينا ويسارا .

دعني أراك .......وأعيد ترتيب عقلك

للنفس البشرية  ديناميكية غريبة ومعقدة لا يعلم دواخلها إلا الله ،فلكلٍ منا كتالوجا مختلفا عن الآخر ولذا لا يقاس أحدنا علي الآخر ، ولكلٍ منا طبائعه وأسلوبه الخاص به  ،نختلف في البيئات والطبائع والأرواح والتفكير والأنفس .

ولذا تختلف ردات فعلنا عن الفعل الواحد ،بل تختلف ردات فعل نفس الشخص حسب حالته المزاجية والنفسية ومصدر الفعل وتوقيته....

ولذا نجد الدواء الذي يصفه الطبيب لأحدنا لا يناسب الجميع ،رغم وحدة الداء ،ولكن الدواء  يتغير تبعا للعمر والحالة الجسدية والنفسية و......

هل تأملت يوما  البحر ....مدا وجزرا ....حياةً وموتا....جمالا وقسوة ....هياجا وهدوءا....منح وإبتلاءات وهكذا الحياة .....فهل تحب المياه الراكدة!

هل تأملت قوله تعالي (كل يوم هو في شأن) ......

نحن بحاجه للتجدد ،للأزمات أحيانا كي نقوي وننضج ،كي نتعرف على الآخر ،كي تكتشف .....إرادتك ونفسك.

في حياة كلا منا هدماّ أو كسرا كان سببا في معاناته بشكل ما أو بنسبة معينه ،ربما أثر جزئيا أو تسبب في إنهيار تام وخلف عقبه مرضا نفسيا أو ترك ندبة صغيرة بالروح والسر هنا يكمن في ........الإرادة ودروعك النفسية.

أري أن السر الأعظم في الإنسان هو الإرادة ،أنت تستطيع إن أردت ....

دائما نردد عليك أن ترمم هدمك وتنهض ،بالفعل يجب ذلك ولكن أحيانا يكون الهدم أكبر من توقعاتك أو ليس لك دخل به ،كمصيبة الفقد (موت -خيانه) وهنا لاتقوي علي مساعدة نفسك والنهوض في حينها وذلك .........لسبب واحد

.....لعدم قدرتنا علي إدارة الجائحة الخارجة عن إرادتنا وبالتالي تخرج عن سيطرتنا .....

وهنا يأتي دور دروعك النفسية وكنا تحدثنا عن  تلك الدروع في كتاب (مفتاح سعادتي مازال بحوزتي) وهي علي عجالة هي مدي يقينك  ورضاك بأقدار الله وقوتك في إدارة الأزمات .

أحيانا علينا أن نترك الأمر لله ونسلم للهدم التام ونتقبله ومن ثم نعيد البناء من جديد علي أسس قوية ومتينة .

في مرحلة ما تعرضت /أو سوف تتعرض لصدمة ما وهذه سنه كونية ،فهكذا هي الحياة،وتلك الصدمة تلقاها عقلك /قلبك/جسدك /روحك وأثرت بتلك الأربع أو بإحداهن وخلفت ندوبا بداخلك .

ندوبا جسدية وتلك تتعافي غالبا بالوقت إما بالشفاء أو بالتأقلم معها( الإعاقة الجزئية )  ، أو نفسية  وتلك الندوب لا تتعافى بالوقت بل بالإرادة ....وغالبا ما تورث مصيبة الفقد عقدا نفسية ،وتترك ألما بدواخلنا (ألم الهجر -الترك-الفقد)وتظن أنك تجاوزته وتعافيت !

وفي الحقيقة أننا نسير حاملين لتلك العقد فوق الأعناق ،وبين الصدور ،فإن لم تظهر في حينها فستظهر فيما بعد في ملامحك أو تلعثمك في الكلام أو في توترك وحركاتك اللا مفهومة أو في إختيارك للوحدة مدي الحياة أو في عدم الإتزان النفسي أو الحركي .

دعني أخبرك بأن محركك في الحياة سلبياً ،وعليك أن تجعله إيجابياً وذلك بقوة إرادتك وعقلك الباطن .......كيف؟

_ ماذا لو أيقنت أن كل هدم يعقبه بناء ،وكل موت يعقبة ولاده....

ربما تكون أنت نفسك من القلة العظماء الذين يولدون من رحم المعاناة،الذين يحولون الأزمات والإنتكاسات لإنجازات ونجاحات.

-بعض الكسور تخلق أشخاصا أقوياء ،هل تأملت قوله تعالي (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ..إذن هي لك ...الله يعلم ذلك ،

(ألا يعلم من خلق وهو الطيف الخبير)  فلم يخلقنا الله هباءا ،بل لكلا منا دوره ،وربما يبدأ دورك بعد الأزمة التي تراها بعقلك المحدود أزمة ،ولكنها بداية نضجك ورحلتك .

بقلمي /هيام الرمالي 

يُتبع تعرف علي ذاتك