مصر… من ممر بحري إلى مركز تجاري وصناعي عالمي/الهرم المصرى نيوز

بقلم مجدي فرج  

الحديث عن أحمد فؤاد بغدودة بطل المصارعة الذي سافر إلى فرنسا الأسبوع الحالي وكان مثار الرأي العام المصري حول رحيل الأبطال في الرياضة من مصر إلى دول أخرى كشف أمورا كثيرة في الرياضة تحتاج إلى تدخل حاسم باللوائح والقوانين لمنع هجرة أبطال مصر واللعب تحت علم آخر. مفاجأة من العيار الثقيل اما عن رحيل ثلاثة من نجوم ألعاب القوى خلال الشهرين الماضيين إلى دولة قطر واللعب هناك تمهيدا للعب باسم قطر، واللاعبون هم محمد علي نوفل في الوثب الثلاثي والبراء حسام تحت 18 سنة  لاعب وثب عالي ومركب والاثنان من أبناء النادي الأهلي والثالث يوسف بخيت  تحت 20 سنة لاعب جلة وقرص 

- اتحاد ألعاب القوى تعامل مع الأمر كأنه شيء طبيعي وعادي ولم يتم الإعلان عن رحيل هذا الثلاثي رغم أن أحد خبراء ألعاب القوى يؤكد أن الثلاثة أهم من بغدودة ولاعبين واعدين ايضا  

وفي الوقت الذي ثار فيه الرأي العام بعد رحيل بغدودة تظهر علامات رحيل عدد من الأبطال الرياضيين في مختلف الألعاب بحثا عن دعم أكبر رغم أن الدولة لا تتوانى عن تقديم الدعم الكامل للأبطال على كافة المستويات

          

- مليار و100 مليون دعم الوزارة

وفي الوقت الذي كشف فيه أحد مسئولي وزارة الشباب والرياضة أن ميزانية الرياضة قد تصل إلى مليار و100 مليون جنيه استعدادا لأولمبياد باريس فإن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد نتيجة لأن معظم الأموال تذهب إلى أمور جانبية سواء رواتب موظفين أو سُلف أو سفريات  لبعض من أعضاء الاتحاد للتنزه والفسحة ويبقى الفتات القليل للأبطال الرياضيين وهو ما يكون سببا في استجابة عدد كبير من الأبطال لإغراءات السماسرة لتجنيس  مما يضيع علي مصر خير أبنائها والاستفادة منهم بعد أن تم إعدادهم. 

- إقرار اللاعب وولي الأمر

ويؤكد أحد خبراء الرياضة في مصر أنه لا بد من تعديل اللوائح من أجل وقف استنزاف ثروات مصر والحد من هروب أو رحيل الأبطال ولا يحتاج الأمر إلا إلى إجراء بسيط يتمثل في إقرار من اللاعب وولي الأمر بالتعهد بسداد بما تم إنفاقه عليه خلال فترات الإعداد في حالة الرحيل أو الذهاب إلى أي مكان أسوة بكليات وجامعات تفعل هذا الأمر لأنه لا يعقل أن تتكبد الدولة كل تلك الأموال ثم تذهب هباء منثور 

     

- مصريون بجنسيات أخرى في آخر أولمبياد

الرياضة المصرية التي احتلت المركز الـ 54 في أولمبياد طوكيو 2020  وجاءت في الترتيب بعد دول أفريقية مثل أوغندا وهي دون حديثه في مجال الرياضة وغيرها كان من الممكن أن يكون الترتيب أفضل لو حافظنا على الأبطال الذين لعبوا تحت علم دول أخرى وفي مقدمتهم البطل فارس حسونة في رفع الأثقال الذي لعب تحت علم دولة قطر وحقق أول ميدالية ذهبية لها في تاريخ الدورات الأولمبية.  دم مصري أصيل وايضا  وصل إلى ثلاثة نهائيات في لعبة الجمباز تحت العلم التركي بعد أن غير اسمه من عبد الرحمن جمال إلى آدم أصيل حسب شروط الحصول على الجنسية التركية وكان يلعب باسم مصر حتي 2017 

و ايضا هادي النحاس شارك تحت العلم الكندي وهو مصري الأصل وعاش بمدينة الإسكندرية حتى رحل مع أسرته وهو في الحادية عشرة من عمره  وحقق المركز الرابع في أولمبياد طوكيو ومن المرشحين لحصد ميدالية في أولمبياد باريس 

- أحمد عبد الواحد لعب تحت العلم الإيطالي في مسابقات ألعاب القوى وفي سباق 3000 متر موانع وحقق أرقاما لا بأس بها في طوكيو.

أما عن الراحلين من الرياضة فهم كثيرون بل وعمليات ممنهجة منذ فترة ليست قليلة ولكن كل هذا يحتاج إلى إعادة نظر من جديد للحفاظ على ثروات مصر الرياضية بدلا من البكاء على اللبن المسكوب.

ربما أحمد فؤاد بغدودة بطل المصارعة هو واحد من مئات تم تسليط الأضواء عليهم في ظل وجود أبطال حقيقيين واعدين من نوعية كيشو وسمر حمزة وغيرهم. وكانت الأيام الماضية قد شهدت تحركات  واسعة من الجميع إدراكا منهم لخطورة مثل تلك المواقف على سمعة الرياضة المصرية بداية من الأكاديمية الوطنية للتدريب والتي وجهت نداء عاجل للاعب المصارعة أحمد فؤاد بغدودة وطالبته بالعودة وتعديل كل الأمور وووضعه تحت رعاية الدولة المصرية كما وجه رجل الأعمال نجيب ساويرس نداء آخر للاعب من أجل العودة مع وعده بحل كل مشاكله المادية من أجل العودة للعب باسم مصر.

في الوقت الذي حاول فيه كل المسئولين في الرياضة التنصل من مسئولية مما حدث سواء اتحاد المصارعة الذي أكد على أن اللاعب حصل على حقوقه كاملة وأن خصم 12 ألف جنيه لأنه كان قد حصل على سلف سابقة في الوقت الذي كشف فيه والد اللاعب …هذا المواطن البسيط …. أنه كان ينفق من قوت أولاده علي ابنه وأن ابنه البطل كان يستلف جزمة اللعب من أصحابه وظهرت بيانات من كل الأطراف تؤكد خلو طرفهم من تلك الأزمة …

لم تكن الأزمة برمتها خاصة بلعبة رفع الأثقال بقدر ما كانت كاشفة للرياضة المصرية  بشكل عام وضرورة البحث ايضا  عن آليات جديده للحفاظ علي ثروات مصر من الرياضيين الأبطال في مختلف الألعاب ولم تصدر أي بيانات من اللجنة الأولمبية التي لاتتردد في إصدار بيانات مع كل إنجاز لاتحاد رياضي ….

ويبقي في النهاية ضرورة تشديد قبضة الوزارة علي كل الهيئات الرياضية من خلال تقنين القرارات الوزارية وتحديد أولوية المسافرين مع البعثات الرياضية  ترشيدا للنفقات من أجل توفير كل السيولة للأبطال الرياضيين.  

والله الموفق والمستعان 

‏‎جميع الاوراق و المستندات والصور والفيديوهات والمواقع الاخبارية والالكترونية والصحف والبيانات والمعلومات آلتي يتم نشرها على مسؤلية اصحابها دون ادني مسؤلية علي احد من قريب او بعيد او علي الجريدة ايضا وفقا لقانون الصحافة و الاعلام و تنظيم المجلس الاعلي للصحافة والاعلام