( لم يأت النوم)/الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / د.سوزان نبيل 

اخصائي نفسي إكلينيكي وعلاج الإدمان

سألتني عميلة بتاخد قرار مصيري في حياتها الشخصية هل الراحة هي الامان ؟

 سبب السؤال إنها زي أي إنسان بتدور علي الراحة -وده بالمناسبة حق لكل انسان- وهي حبت تاخد ( الأمان) معيار تقيس به الراحة عشان مكان ما تتواجد راحتها تاخد قرارها في الاتجاه ده، ومعني سؤالها هل لو وجدت الأمان ده كفاية عشان أرتاح؟

فأنا قولتلها إن الأمان واحد من عناصر الراحة الخمسة .. طيب إيه هي عناصر الراحة الخمسة اللي لو اتححقوا هبقي مرتاح ؟

الإنسان بيرتاح لما بيشبع احتياجاته، واحتياجات الإنسان خمسة زي ما حددها لنا العالم "ماسلو" في هرم الحاجات الإنسانية .

"ماسلو" رتب احتياجات الإنسان من أسفل ( قاعدة الهرم ) لأعلي ( قمة الهرم ) كالآتي .

١.الحاجات الفسيلوجية ( الأكل الشرب النوم ... وهكذا) .

٢.الحاجة للأمان ( الأمان علي حياتي،الأمان في بلدي، الأمان في بيتي، الأمان علي أو ألادي، الأمان المالي... وهكذا).

٣.الحاجات الاجتماعية يعني الحب والأنتماء لمختلف الأفراد والجماعات والهيئات .

٤. الحاجة لتقدير الذات (إن الناس تشوفني وتقدر امكانياتي وأحس واشوف ده منهم بالفعل).

٥- الحاجة لتحقيق الذات ( يعني أكمل نمو وتطور وتقدم في المجالات المختلفة اللي أفضلها).

وكل ما بيتم اشباع حاجة من دول كل ما الانسان بتلقائية بيتجه للحاجة اللي بعدها.

واشباع الحاجات الخمسة دول هم اللي بيوصلوا أي انسان لإنه يحس بالراحة.

ده حتي الاحتياجات الخمسة دول لو ركزنا كده هنلاقي إنهم اللي بيحركونا لكل حاجة في حياتنا وهم اللي قايم عليهم تسويق كل المنتجات اللي بتتقدم لنا.

 فطبعا كل ماله علاقة بالجسد زي شراء الأكل والمشروبات أنواع المراتب والمخدات للنوم الجيد وكل ما يخص الأبوة و الأمومة يشبع الحاجات الفسيولوجية.

ومثلا لما بنأمن علي العربية أو بنسكن في مكان فيه أمن للعمارة أو لما بنشتغل في وظيفة دخلها ثابت بنبقي بنشبع الحاجة للأمان.

 ومثلا لما بنشترك في هيئات ونوادي أو نشجع فريق كره معين أو نعمل شلة اصحاب أو نعمل حفلات بنبقي بنشبع الحاجات الاجتماعية.

  ولما بنجيب قهوة من مكان معين بملبغ أغلي بكتير من لو عملاناها في البيت أو بنحدث عربيتنا أو موبايلنا أو بناخد شهادة أعلي أو بنتعلم لغة تانية يبقي بنشبع حاجة تقدير الذات.

 لما بنسعي ورا أحلامنا ونحاول نحققها ونمارس مواهبنا ونشتغل في المجال اللي بنحبه ونطور نفسنا دراسياً ومالياً يبقي بنشبع حاجة تحقيق الذات.

   افهم احتياجاتك كإنسان واشبعها كلها بالترتيب ده في كل المجالات الحياتية بالمتاح والموجود وباللي تقدر عليه هتلاقي نفسك بتشعر بالراحة ولما يجيلك ابتلاء أو محنة هتقدر تصبر وتتحملها لحد لما تعدي لأنك اشبعت حاجاتك الأساسية يعني محقق اساسيات الراحة.

  وهنا لازم اقولك إن ابتلاءات القدر هي اللي ربنا سبحانه وتعالي ذكرهم في الاية ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة:155}

 ودول معدل تكرارهم متباعد في معظم الوقت.. أما النكد اليومي اللي انت عايشه سببه إما أفكارك أو الناس اللي حواليك، والاتنين تقدر تشتغل علي انك تغيرهم ( حتي لو كانوا ابتلاء قدري) تغير فكرة غلط بفكرة صح وتغير إنسان غلط بإنسان صح.

ناس قليلة أوي اللي منقدرش نغيرها زي ( الأب والأم والأبناء) أما أي حد تاني ينفع يتغير بس ده أمر محتاج شجاعة أو علي الأقل محتاج انك غير مكانة الشخص ده بداخلك فمش هتتوجع منه أو لاقي طريقة تكف أذاه عنك.

 والأفكار كلها تنفع تتغير لو انت أدركت خطأها أو سلبيتها واشتغلت عليها زي ما قولنا قبل كده.

 أما لو الحاجات الخمسة مش مشبعة وتعرضت لأي محنة فهتحس إنك مش قادر تتحمل حتي لو المحنة بسيطة.

 جرب تكتب الاحتياجات الخمسة بالترتيب وتسجل إية اللي عندك منها وإية ناقصك، وتحدد داخل كل حاجة من الاحاجات إية بردو اللي عندك منها وإية نقصك وتشتغل علي إشباع كل حاجة بشكل جيد وزي ما قولت لك بالمتاح وعلي حسب قدراتك، إبدأ بس وهتلاقي سكة بتفتح وسط كل السكك المتقفلة.

    وخليك عارف إن "كل قمة جبل هي قاعدة لجبل آخر" يعني كل ما هتحقق حاجة هتلاقي طموحك بيزيد وبتبقي عايز حاجة كمان أو حاجة أعلي وده طبيعي جداً زي ما القاعدة بتقول ولكن المهم إني لما أوصل لقمة الجبل استمتع باللي وصلت له واخد نَفسي كده بعدين أكمل تسلق للجبل الجديد، عشان لو ما اخدتش نَفسي وادركت واستمتعت باللي وصلت له هحس إني زي الحصان اللي ماشي وراء الجزرة المتعلقة في العصاية مش بيوصلها أبداً .. وده شعور محبط

.. بالدور .. الاحلام والطموحات والاهداف بتحقق واحدة واحدة وبالدور.

ولو معرفتش تعمل ده لوحدك أوعي تحس إنك محبط الجأ لمتخصص وهيساعدك .

د.سوزان نبيل 

اخصائي نفسي إكلينيكي وعلاج الإدمان