محافظ الغربية يستجيب لإستغاثة مرضى الغسيل الكلوي ببسيون… وتشغيل القسم بمستشفى صدر بسيون قريبًا/الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن البيئة، وإنه بعد أن ظهرت كثير من المشكلات البيئية، بدأ العالم ينتبه إلى خطورة الإعتداء على البيئة، فعقدت المؤتمرات والإتفاقيات التي إستهدفت وضع حد للعدوان على البيئة، والمحافظة عليها لضمان سلامة حياة البشر وإستقرارهم على ظهر الأرض، ومن أهم هذه الاتفاقيات أو المعاهدات هو إتفاقية لندن الخاصة بالحفاظ على الحيوانات والنباتات على حالتها الطبيعية لعام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرون ميلادي، وإتفاقية هلسنكي الخاصة بحماية البيئة البحرية في بحر البلطيق لعام ألف وتسعمائة وأربعة وسبعون ميلادي، وإتفاقية برشلونة. 

الخاصة بحماية البحر الأبيض المتوسط من التلوث لعام ألف وتسعمائة وست وسبعون ميلادي، وإتفاقية الكويت الإقليمية للتعاون في حماية البيئة البحرية من التلوث لعام ألف وتسعمائة وثمانية وسبعون ميلادي، ومعاهدة جدة بشأن حماية البيئة البحرية للبحر الأحمر وخليج عدن لعام ألف وتسعمائة وإثنين وثمانون ميلادي، وإتفاقية جنيف الخاصة بتلوث الهواء بعيد المدى عبر الحدود لعام ألف وتسعمائة وتسع وثمانون ميلادي، وفي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعون ميلادي، أنشئت منظمة الصليب الأخضر الدولي في جنيف لتعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة على حماية البيئة من الكوارث والملوثات، وكان أول رئيس لها هو ميخائيل جورباتشوف الرئيس الأخير للإتحاد السوفيتي، وكما إنعقد في النصف الأول من شهر يونيو عام ألف وتسعمائة واثنين وتسعين ميلادي. 

بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، مؤتمر البيئة والتنمية، الذي اشتهر بمؤتمر قمة الأرض، وهو أكبر إجتماع عالمي في التاريخ حيث ضم ممثلي مائة وثماني وسبعون دولة، وحضره أكثر من مائة من رؤساء الدول والحكومات، وإستهدف حماية كوكب الأرض وموارده ومناخه، ووضع سياسة للنمو العالمي والقضاء على الفقر، مع المحافظة على البيئة، وقد بدأ المؤتمر بدقيقتي صمت إحتراما لمتاعب الكوكب المريض، ثم ألقى دكتور بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كلمة إفتتاح المؤتمر، وأكد فيها أن الأرض مريضة بالتخلف والتقدم معا، وأن الدول الأغنى تتحمل النصيب الأكبر من مسؤولية تلويث الأرض، وأن الجميع معنيون، أهل الشمال الغني وأهل الجنوب الفقير، لأن الأرض بيتهم المشترك، وأضاف أن التنمية يجب ألا تتم على حساب البيئة. 

وإن إنقاذ الأرض من أجل الأجيال المقبلة يستلزم جهدا دوليا موحدا، وتعاونا عالميا منسقا بين جميع أبناء الجنس البشري، وطالب الدول الغنية والفقيرة على السواء بتغيير نمط حياتها، وإتهم الأولى بإنتهاج نمط معيشة غير منطقي، والتسبب في إرتفاع درجة حرارة الأرض، كما إتهم الثانية بتدمير ثرواتها بطريقة مأساوية تقوم على إستنزاف موارد المستقبل لتأمين حاجات الحاضر، وقد ناقش المؤتمر عددا من مشروعات الإتفاقيات الدولية، ووقعت أكثر من مائة وخمسون دولة على إتفاقيتين منها فقط، هما إتفاقية مناخ الأرض وتتناول التغييرات المناخية، وسخونة الأرض، وسبل مواجهتها خاصة عن طريق تخفيض غاز ثاني أكسيد الكربون، وأكاسيد الأزوت والكبريت المنبعثة في الجو، وتم التصديق عليها بعد إلغاء بنود الإلزام منها، والإكتفاء بتعهد الدول الموقعة. 

بتخفيض إنبعاثاتها من الغازات المسببة لسخونة الجو، وإحتباس الحرارة فيها، لتعود إلى ما كانت عليه عام ألف وتسعمائة وتسعون ميلادي، وهذا الحل كما يؤكد العلماء غير كافي لحماية مناخ الأرض، ولكنه يمثل الحل الوسط بعد رفض التوقيع على المعاهدة في صورتها الأولى الإلزامية الصارمة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المسؤولة بمفردها عن خمسة وثلاثين بالمائة من إنبعاثات الغازات المذكورة، وكان الأوربيون واليابانيون يؤيدون فرض ضريبة إلزامية على إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الناتجة عن إستخدام مصادر الطاقة الحفرية كالنفط والفحم، تستخدم حصيلتها في تحديث المعامل والمصافي لتكون أقل تلويثا للبيئة، غير أن الدول المنتجة للنفط رفضت هذه الاتفاقية، كما إعترضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية بحجة إعاقتها للتنمية الإقتصادية.