«الإنسان بين التسيير والتخيير»/الهرم المصرى نيوز

 

 

حوار خاص أجرته:  ا. سبيله صبح مع د. حسام الجوهري مدير العلاقات العامة بمنطقة المنصورة الأزهرية. 

في هدوء المسؤول الواثق، وبفكر إداري منفتح على التطوير، يحدثنا الدكتور حسام الجوهري عن الدور الحقيقي للعلاقات العامة داخل المنطقة الأزهرية، وكيف أصبحت هذه الإدارة واجهة مشرفة تعكس القيم السامية للأزهر الشريف، وتربط بين المؤسسة والمجتمع بروح من الاحترام والتعاون.

1️⃣.  سبيله : في البداية دكتور حسام.. نود أن نتعرف على طبيعة دور إدارة العلاقات العامة داخل منطقة المنصورة الأزهرية؟

الجوهري : في الحقيقة، تمثل إدارة العلاقات العامة القلب النابض داخل المنطقة الأزهرية، فهي حلقة الوصل بين المنطقة وجميع الجهات الداخلية والخارجية، وتُعنى بتعزيز الصورة الإيجابية للمؤسسة الأزهرية لدى المجتمع.

نحن نعمل على إبراز جهود المنطقة الأزهرية في تنفيذ توجيهات فضيلة الإمام الأكبر وقيادات الأزهر الشريف، من خلال التغطية الإعلامية الفاعلة لأنشطتها، وتنظيم الفعاليات والاحتفالات الرسمية، وإدارة الاتصال المؤسسي مع وسائل الإعلام.

كما تضطلع الإدارة بدور محوري في بناء جسور الثقة والتعاون بين المنطقة والجمهور، سواء من العاملين داخل المنظومة الأزهرية أو أولياء الأمور أو الجهات التنفيذية بالمحافظة، بما يعكس الوجه الحضاري والتنويري للأزهر الشريف.

2️⃣ سبيله : ما أبرز الأنشطة أو المبادرات التي نفذتموها مؤخرًا داخل المنطقة؟

الجوهري :  في إطار التوجيهات المستمرة لقيادة الأزهر الشريف بضرورة تعزيز التواصل المجتمعي وتفعيل الدور التوعوي والتنويري للمؤسسة، نفّذت إدارة العلاقات العامة بالمنطقة عددًا من الأنشطة والمبادرات خلال الفترة الأخيرة.

من أبرز هذه الأنشطة تنظيم احتفالات رسمية ومجتمعية بمناسبات دينية ووطنية كبرى، وتفعيل برامج التوعية الفكرية والتربوية بالتعاون مع الإدارات التعليمية والمعاهد الأزهرية، إلى جانب التغطية الإعلامية الميدانية الفاعلة لكافة الفعاليات والأنشطة داخل المنطقة.

كما أطلقت الإدارة مبادرات مجتمعية تهدف إلى تعزيز قيم الانتماء والولاء، ودعم روح العمل الجماعي بين العاملين، فضلًا عن الاهتمام بتدريب كوادر العلاقات العامة وتأهيلهم لاستخدام أدوات الاتصال الحديثة بما يتناسب مع مكانة الأزهر ودوره في نشر الوسطية والاعتدال.

أيضا نمثل منطقتنا الازهرية في المشاركة المجتمعية بحضور التكريمات المختلفة بالمحافظة والمشاركة كمنسقًا لمسابقة أفضل 3 وحدات خدمية (( معاهد ازهرية وادارات تعليمية))علي مستوى المحافظة. 

3️⃣ سبيله : ما أبرز التحديات التي تواجه إدارة العلاقات العامة بمنطقة الدقهلية الأزهرية؟

الجوهري :  بطبيعة الحال، تواجه إدارة العلاقات العامة – كغيرها من الإدارات الحيوية – عددًا من التحديات التي نسعى للتعامل معها بمنهجية علمية واحترافية، بما يضمن استمرار الأداء بكفاءة وفاعلية.

من أبرز هذه التحديات مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الاتصال والإعلام الرقمي، والحاجة المستمرة إلى تحديث أدوات وأساليب التواصل بما يتماشى مع متطلبات العصر. كذلك نواجه أحيانًا محدودية الإمكانات البشرية أو التقنية مقارنة بحجم المهام والفعاليات التي تتطلب تغطية ميدانية وإعلامية مكثفة.

ومع ذلك، نعتبر هذه التحديات دافعًا قويًا لمزيد من التطوير، ونعمل على تحويلها إلى فرص للنمو من خلال رفع كفاءة فرق العمل، وبناء شراكات مثمرة مع الجهات المعنية، واستثمار التكنولوجيا الحديثة في خدمة رسالتنا الإعلامية والتوعوية.

4️⃣  سبيله : كيف تتعاملون مع الأزمات أو الأخبار السلبية التي قد تواجه المنطقة  الأزهرية ؟

الجوهري : إدارة العلاقات العامة تُولي ملف الأزمات والسمعة المؤسسية أهمية قصوى، انطلاقًا من إدراكنا لدورنا المحوري في الحفاظ على الصورة المشرقة للأزهر الشريف ومنظومته التعليمية والدعوية.

عند حدوث أي أزمة أو تداول أخبار سلبية، نتعامل وفق خطة اتصالية ممنهجة تقوم على السرعة، والدقة، والشفافية في إيصال المعلومة، مع التأكد من صحة البيانات من مصادرها الرسمية قبل إصدار أي رد أو توضيح.

كما نعمل على احتواء الموقف بالتعاون مع الإدارات المختصة داخل المنطقة، وإيضاح الحقائق للرأي العام بأسلوب مهني هادئ يعكس روح الأزهر وقيمه.

وتركّز الإدارة كذلك على الجانب الوقائي، من خلال رصد ومتابعة اتجاهات الرأي العام ووسائل الإعلام بشكل مستمر، بما يتيح لنا التحرك الاستباقي للحفاظ على مصداقية المؤسسة وصورتها الإيجابية في المجتمع.

5️⃣ سبيله : كيف تساهم العلاقات العامة في إبراز دور الأزهر الشريف في المجتمع؟

الجوهري : العلاقات العامة تمثل الواجهة الاتصالية التي تُظهر الوجه الحقيقي للأزهر الشريف ورسالة وسطيته وسماحته في المجتمع.

من خلال منظومة متكاملة من الأنشطة الإعلامية والتوعوية، نعمل على إبراز جهود الأزهر الشريف في ترسيخ القيم الأخلاقية، ونشر الفكر الوسطي المعتدل، والتصدي للتطرف الفكري، بالإضافة إلى دعم قضايا الوطن والمشاركة المجتمعية الفاعلة.

كما نحرص على توثيق ونشر إنجازات المنطقة الأزهرية في مجالات التعليم والدعوة وخدمة المجتمع عبر وسائل الإعلام المختلفة، وإدارة الحملات الإعلامية التي تعزز ثقة الجمهور بالمؤسسة الأزهرية.

ونسعى دائمًا لأن تكون العلاقات العامة جسراً للتواصل الإيجابي بين الأزهر والمجتمع، يعبّر عن رسالة الأزهر العالمية في نشر العلم والسلام والتعايش.

6️⃣ سبيله : ما أهم الصفات التي ينبغي أن تتوافر في العاملين بمجال العلاقات العامة؟

الجوهري :  العمل في مجال العلاقات العامة يتطلب مزيجًا من المهارة والوعي والثقافة والاتزان الشخصي، لأنها مهنة تقوم على التواصل الإنساني والتأثير الإيجابي في الرأي العام.

من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها العاملون في هذا المجال: اللباقة في التعامل، وحُسن المظهر، وسرعة البديهة، والقدرة على الإقناع، والتمتع بروح المبادرة والمسؤولية، إلى جانب الالتزام التام بأخلاقيات المهنة واحترام التسلسل الإداري والمؤسسي.

كما ينبغي أن يمتلك موظف العلاقات العامة ثقافة عامة واسعة، ومهارة في إدارة الأزمات والتواصل الإعلامي، والقدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة وأدوات الإعلام الرقمي بما يخدم أهداف المؤسسة.

ونؤكد دائمًا داخل الإدارة على أهمية العمل بروح الفريق الواحد، فنجاح العلاقات العامة لا يقوم على الجهد الفردي بقدر ما يعتمد على التعاون والانسجام لتحقيق الصورة الإيجابية المنشودة للمؤسسة.

7️⃣ سبيله : رسالة تود أن توجهها لفريق عملك وللعاملين في الحقل الأزهري عموما! 

الجوهري : أقول لكم إن العمل في الأزهر الشريف شرفٌ ورسالة، وليس مجرد وظيفة. نحن نحمل على عاتقنا أمانة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجسيد سماحة الإسلام ووسطيته في كل ما نقول ونفعل.

أوصيكم بالإخلاص في العمل، وبأن تكونوا قدوة في الأداء والانضباط والأخلاق، فصورة الأزهر في عيون الناس تُرسم من خلال سلوكنا وتعاملنا.

فلنجعل هدفنا دائمًا خدمة الدعوة، وإعلاء مكانة الأزهر، ونشر قيم الرحمة والعلم والتسامح.

وأقول لفريقي العزيز: أنتم الركيزة الأساسية لنجاح أي إنجاز، فبالتعاون والتكامل نصنع التميز، وبالنية الصادقة والعمل الجماعي نحقق الرسالة التي نحملها بفخر  فالعلاقات العامة والعمل الأزهري عمومًا هما رسالة قبل أن يكونا وظيفة.

وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لخدمة هذا الصرح العريق بما يليق بمكانته، وأن يظل الأزهر الشريف منارة للعلم والهداية والسلام في مصر والعالم أجمع.

* سبيله : أخيرًا رسالة تود توجيهها لِقَرائِنا عن الأزهر الشريف

 الجوهرى: رسالتي إلى القرّاء الكرام هي أن الأزهر الشريف ليس مجرد مؤسسة تعليمية أو دعوية، بل هو رمزٌ للهوية الوطنية والوسطية الفكرية والاعتدال الإنساني، وقلعةٌ من قلاع الفكر المستنير التي حملت لواء العلم والدين عبر القرون.

الأزهر الشريف يظل — بإرثه وتاريخه ورجاله — صمام أمان للمجتمع، يحافظ على القيم الأخلاقية والروحية، ويسهم في بناء الإنسان الواعي القادر على التمييز بين الحق والباطل، والخير والشر.

وأدعو الجميع إلى دعم رسالة الأزهر الشريف، ونقل الصورة الحقيقية عن عطائه وجهوده في نشر السلام والتعايش، فهو منارةٌ عالمية للعلم والرحمة والوسطية، ومصدر فخر لكل مصري وعربي ومسلم.

حفظ الله الأزهر الشريف، وحفظ مصرنا الغالية قيادة وجيشاً وشعباً ، ووفقنا جميعًا لخدمة هذا الصرح العريق بما يليق بمكانته ودوره الرائد.

  ولكم مني جميعاً كل الود وأجمل المني وأرق تحياتي

د/حسام الجوهري  مدير عام العلاقات العامة بمنطقة الدقهلية الأزهرية.

🟢 خاتمة:

 من خلال هذا الحوار يتضح أن إدارة العلاقات العامة في منطقة الدقهلية الأزهرية بقيادة د. حسام الجوهري تسير بخطى ثابتة نحو تطوير الفكر المؤسسي، وبناء جسور الثقة مع المجتمع، لترسخ صورة الأزهر كمنارة علم واعتدال عبر العصور.