محافظ الغربية يستجيب لإستغاثة مرضى الغسيل الكلوي ببسيون… وتشغيل القسم بمستشفى صدر بسيون قريبًا/الهرم المصرى نيوز

 

بقلم: د. تامر عبد القادر عمار

حين تتصاعد أصوات الدمار فوق نداءات الإنسانية، يبرز قائدٌ من أرض الكنانة، يمسك بزمام العقل في عالمٍ يوشك أن يفقد اتزانه. قائدٌ لم يرفع شعاراتٍ رنانة، بل قدّم للعالم فعلًا ملموسًا، وإيمانًا راسخًا بأن السلام ليس ترفًا سياسيًا، بل قدرٌ إنسانيٌّ لا غنى عنه لاستمرار الحياة ، إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي… رجل الدولة الذي أرسى أسس السلام في زمنٍ عصيب، وصاغ لمصر والعرب صفحةً جديدة من الأمل، وجعل من الدبلوماسية المصرية منارةً تهدي العالم نحو طريق التهدئة والعقلانية.

مصر .. وطن يصنع السلام 

منذ اللحظة الأولى لتوليه قيادة البلاد، أعاد الرئيس السيسي لمصر دورها الطبيعي كركيزةٍ للاستقرار الإقليمي، وقلعةٍ للحكمة التي لا تنكسر أمام العواصف.

لم يكن السلام بالنسبة إليه اتفاقًا على الورق، بل رؤية متكاملة تمتد من محاربة الإرهاب في الداخل إلى إرساء قيم التعايش في الخارج، ومن إعمار سيناء إلى فتح بوابات الأمل لغزة، ومن دعم الدولة الوطنية إلى ترميم الوعي العربي المنهك ، ولعل التاريخ سيقف طويلاً أمام ما جرى مؤخرًا من اتفاق غزة للسلام، الذي حمل بصمات القيادة المصرية الواضحة.

لقد كانت القاهرة — بفضل رؤية الرئيس السيسي — ساحة الحوار عندما صمتت البنادق في غزة، ومنصة الضمير حين ارتفعت الإنسانية فوق الحسابات السياسية.

فمن شرم الشيخ، عاصمة السلام العالمية، خرجت للعالم مبادرة مصرية ناضجة، أكدت أن “لا للتهجير، نعم لوقف النار والتعمير”، لتتحول هذه العبارة إلى شعارٍ عالميٍّ جديد يلخّص فلسفة مصر في إدارة الأزمات: لا مكان للدمار في زمن البناء.

من الإغاثة إلى الإعمار .. ومن وقف النار إلى صناعة الحياة

لم يتوقف الدور المصري عند حدود الوساطة السياسية، بل تجاوزه إلى الميدان الإنساني.

فبينما كانت غزة تتنفس رماد الحرب، كانت شاحنات مصر تدخلها محمّلةً بالغذاء والدواء والرحمة، وكان الجسر الجوي المصري يفتح ذراعيه للمصابين والنازحين دون تمييز .ولم يكتفِ الرئيس السيسي بالحديث عن “إعادة الإعمار”، بل جعلها مهمة وطنية وإنسانية، قادها بجدٍّ وإصرار، واضعًا نصب عينيه أن السلام لا يعيش إلا في ظل التنمية، وأن الأمل لا يُزرع إلا فوق أرضٍ آمنة.

لقد جسّد الرئيس المصري بفعله لا بخطابه مفهوم “السلام الشامل”، الذي لا يقوم على توازن القوى فقط، بل على توازن الضمير، وعلى إدراك أن الاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا بإنصاف الشعب الفلسطيني ومنحه حقه في الحياة الكريمة ، وهكذا تحولت مصر إلى ضميرٍ إنسانيٍ للأمة العربية، وإلى جسرٍ تعبر عليه الإنسانية من زمن الحرب إلى زمن الأمل.

السيسي .. قائد الإنسانية

ما يميز الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه لا يتحدث بلسان دولة تبحث عن مجدٍ سياسي، بل بلسان قائدٍ يرى في السلام رسالة حياة.

لقد أدرك أن العالم لم يعد يحتمل مزيدًا من الدماء، وأن القادة الحقيقيين هم الذين يوقفون الحروب لا الذين يشعلونها، ويبنون الجسور لا الجدران.

ولذلك، حين اجتمع قادة العالم في شرم الشيخ، كانوا يعلمون أنهم أمام رجلٍ لا يفاوض فقط، بل يؤمن بأن كل إنسان — مهما كان موطنه — يستحق فرصة للعيش بأمان وكرامة.

وفي وقتٍ تتراجع فيه الدبلوماسية الدولية خلف المصالح الضيقة، كانت القاهرة تتقدم بخطواتٍ واثقة نحو ما هو أسمى: أن تُعيد للسياسة وجهها الإنساني.

فلم يكن اتفاق غزة وليد الصدفة، بل نتاج سنواتٍ من العمل الهادئ المتواصل، ومن بناء الثقة، ومن تمسّك مصر بموقفها التاريخي: أن لا أمن في المنطقة دون عدالة، ولا استقرار دون حلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية.

نوبل للسلام.. استحقاق وليس مجاملة

إن من يتأمل حجم الجهود التي بذلها الرئيس السيسي، ليس في فلسطين وحدها، بل في ليبيا والسودان واليمن وسوريا، يدرك أن الرجل لا يتحرك وفق أجندةٍ سياسية ضيقة، بل وفق رؤية شاملة لصون حياة الإنسان العربي، وترسيخ مفهوم الدولة الوطنية الحديثة التي تحمي شعوبها من الفوضى والانقسام.

هذه الرؤية، وهذا الإصرار على إعلاء صوت السلام وسط ضجيج العالم، تجعل من الرئيس السيسي أحد أبرز المرشحين الطبيعيين لجائزة نوبل للسلام.

فهو لم يصنع سلامًا بين دولتين، بل أسّس لمنهجٍ جديد في الدبلوماسية الدولية:

منهجٍ قوامه الحكمة بدل الانفعال، والبناء بدل الهدم، والمبادرة بدل الانتظار.

لقد أعاد تعريف معنى “القيادة في الأزمات”، فأصبح رمزًا للقائد الذي لا يهرب من الميدان، ولا يساوم على المبادئ، ولا يترك إنسانًا خلف أسوار الصراع دون أن يمد له يد العون.

شهادة التاريخ

سيشهد التاريخ أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعادت صياغة مفهوم السلام في القرن الحادي والعشرين.

سلامٌ لا يقوم على شعاراتٍ مؤقتة، بل على مشروعٍ حضاري يربط بين الأمن والتنمية، بين القوة والرحمة، وبين العروبة والإنسانية.

وإذا كانت جائزة نوبل قد منحت يومًا لزعماء أوقفوا حربًا واحدة، فإن السيسي يستحقها لأنه أوقف حروبًا كثيرة، بعضها معلن وبعضها خفي، وأنقذ شعوبًا من السقوط في دوامة اللا دولة.

إن ترشيح الرئيس السيسي لنوبل للسلام ليس تكريمًا شخصيًا بقدر ما هو تكريم لمصر كلها، ولرسالتها الممتدة عبر التاريخ: “نصنع الحياة حين ييأس الآخرون، ونفتح دروب الأمل حين تُغلق الأبواب.”

كلمة أخيرة

 في هذه الايام تحتاج الإنسانية إلى قادةٍ يُشبهون الضوء… لا يعلو صوتهم، لكنهم يبدّدون الظلام.

هكذا هو عبد الفتاح السيسي: رجل الدولة الذي جعل من مصر منارة للسلام، ومن السياسة فعلًا من أجل الإنسان.

وإن جائزة نوبل للسلام، التي كثيرًا ما منحت لأسماءٍ كبرى، لن تجد اليوم من هو أحق بها من هذا القائد الذي أثبت أن السلام إرادةٌ لا تُشترى، وأن الكرامة الإنسانية لا تُقاس بحدود الجغرافيا، بل بضميرٍ لا ينام.

السيسي لا يستحق نوبل فقط لأنه أوقف حربًا… بل لأنه أعاد تعريف معنى الإنسانية في زمنٍ غابت فيه عن كثيرٍ من القلوب.

ولذلك، سيبقى اسمه في سجل التاريخ… صانع الأمل، وراسي السلام، وقائد مصر التي لا تتخلى

عن رسالتها مهما تغيرت الأزمنة.