هدية يكرم موسى اسد تموين شبراخيت والبحيرة وفخر مركز كوم حماده - الهرم المصرى نيوز

الدكتورة يسرا حمدي محمد ابوضيف – مدرس مساعد بكلية التربية الرياضية، جامعة بنها، ومدربة سباحة لذوي الاحتياجات الخاصة بنادي الزهور الرياضي بالتجمع الخامس ، متخصصة في تدريب فئات الأطفال من ذوي التوحد، والشلل الدماغي، ومتلازمة داون.

لها العديد من المؤلفات، من أبرزها:

كتاب الإعداد النفسي والذهني للرياضيين – الجزء الأول والثاني.

نشرت العديد من الأبحاث العلمية في مجلات كلية علوم الرياضة على مستوى الجمهورية، وشاركت في مؤتمرات علمية داخل جمهورية مصر العربية وخارجها وتسعى دائمًا للربط بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي لخدمة فئة ذوي الهمم

السباحة لذوي الهمم رياضة تصنع الأمل وتبني الإنسان فمن خلال عملي الأكاديمي كمدرس مساعد بكلية التربية الرياضية، وتجربتي العملية الممتدة في تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على السباحة، أدركت أن الماء ليس فقط وسيلة للرياضة، بل هو أيضًا مساحة للحرية، والتعبير، وإعادة اكتشاف الذات.

فمن خلال رسالتي العلمية : “تأثير برنامج إدراك حس حركي باستخدام الوسط المائي لتحسين بعض القدرات الإدراكية لدى أطفال اضطراب التوحد.”

وهي ليست مجرد دراسة أكاديمية، بل محاولة جادة لتقديم حل عملي وإنساني لفئة تحتاج إلى دعم حقيقي.

الرسالة تهدف إلى تنمية القدرات الإدراكية الأساسية للأطفال المصابين بالتوحد – مثل إدراك المسافة، والاتجاه، والزمن – وهي مهارات ضرورية جدًا في رياضة السباحة، حيث تُعتبر الأساس مسابقات السباحةو في الأداء الرياضي السليم والآمن.

ومن قوة وأهمية هذا البحث، أنه لا يتوقف عند حدود الدراسة النظرية أو التطبيق ، بل يمتد إلى فكرة إنشاء تطبيق إلكتروني (Mobile Application) يساعد أولياء الأمور، والمدربين، وحتى الأفراد العاديين على تنفيذ البرنامج بسهولة مع أطفال التوحد، في نفس المرحلة السنية، مع مراعاة مستوى الذكاء ودرجة التوحد.

هذا التطبيق سيكون بمثابة أداة عملية تساعد:

 • أولياء الأمور داخل المنازل أو أثناء الذهاب إلى حمامات السباحة.

 • المدربين المتخصصين في الأندية والمؤسسات الرياضية.

 • المجتمع ككل، لتمكين الجميع من دعم أطفال التوحد بطريقة علمية مبنية على أسس تربوية سليمة.

رسالتي ليست فقط بحثًا، بل هي رسالة إنسانية تهدف إلى الدمج، والفهم، وتمكين ذوي الهمم من حقهم الطبيعي في التعلّم، والرياضة، والحياة.

السباحة بالنسبة لذوي الهمم ليست ترفًا ولا رفاهية، بل هي ضرورة نفسية، وبدنية، وتأهيلية.

فهي تساعد على تقوية العضلات، تحسين التوازن، وتطوير المهارات الحركية والمعرفية، خاصة لدى الأطفال المصابين بالتوحد، متلازمة داون، والشلل الدماغي. لكن الأهم من ذلك كله، أنها تُشعرهم بأنهم قادرون… بأن لهم مكانًا في هذا العالم.

حيث أتشرف بتدريب عدد من الحالات الفريدة، أرى في كل جلسة تدريب قصة انتصار صغيرة. طفل يبتسم للمرة الأولى في الماء. آخر ينطق اسمي وهو في حمام السباحة، بعدما عجز عن الكلام على اليابسة. هذه اللحظات ليست مجرد مواقف عابرة، بل هي دليل واضح على أن الرياضة تصنع المعجزات حين تقترن بالحب والإيمان بمن ندربهم.

ولا يمكن الحديث عن دعم ذوي الهمم دون الإشارة إلى رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أولى اهتمامًا بالغًا بهذه الفئة الغالية من أبناء الوطن، واعتبرهم “كنزًا من الإرادة والتحدي”.ودعم الدولة المستمر للأنشطة الرياضية والتأهيلية التي تدمجهم في المجتمع، وتمنحهم حقهم في الحياة الكريمة.

رسالتي للمجتمع واضحة:

ذوو الاحتياجات الخاصة لا يحتاجون إلى الشفقة، بل إلى الفرص.

هم ليسوا عبئًا، بل طاقة كامنة تنتظر من يُؤمن بها. والسباحة، بالنسبة لي، هي إحدى أعظم هذه الفرص.

اما رسالتي لكل أسرة:

لا تنتظروا المعجزات… شاركوا في صناعتها.

ابدأوا بخطوة، سجّلوا أبناءكم في نشاط رياضي، افتحوا لهم أبواب الثقة والحركة… وستتفاجأون بالنتائج .

وأدعو كل أسرة، كل مدرسة، وكل مؤسسة، أن تعيد النظر في مفهوم “الاختلاف”، وتراه بوصفه تنوعًا يثري المجتمع لا يضعفه. فالمجتمعات لا تُقاس بقوة أجسام أفرادها، بل بقوة قلوبهم وأخيراً السباحة لذوي القدرات الخاصة… مستقبل وطن يبدأ من الماء .