هدية يكرم موسى اسد تموين شبراخيت والبحيرة وفخر مركز كوم حماده - الهرم المصرى نيوز

بقلم / علياء عادل

أعلم بأن الحديث عن المخدرات دائمًا ما يكون منفر للشباب والأصغر سنا ويؤدي لنتائج عكسية، ولكن الهدف الأساسي يندرج في التوعية بالمخاطر والعواقب الوخيمة وليس إلقاء اللوم أو الضبط. المخدرات بأنواعها سواء الطبيعية أو المصنعة، تؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة تدفن الشخص حيًا إذا ما أنهت حياته على الفور، وتجعل المدمن مغيبًا عقليًا يعاني من اضطرابات نفسية جسيمة، ويتحول من إنسان سوي ومتزن نفسيًا إلى شخص عدواني للمجتمع وربما مجرمًا؛ لأنها عبارة عن مجموعة من الظواهر السلوكية والمعرفية والفسيولوجية التى تتطور بعد الاستخدام المتكرر للمواد وتتضمن رغبة قوية في الاستمرار بذلك الشيء على الرغم من العواقب الضارة، للوصول إلى الاعتماد عليها بشكل كامل ورغبة قوية في الاستمرار في تعاطي المادة المخدرة والحصول عليها بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة مع زيادة الجرعة المتعاطاة؛ مما يسبب فساد المجتمع بأكمله.

المدرسة الجديدة من المخدرات ليس لها قواعد ونتوقع منها كل شيء، مختلفة عن المدرسة القديمة التي تضم (الحشيش، الأفيون، الهيروين، الكوكايين، الترامادول). تاجر الحشيش يمكن أن يكون له قواعد، بينما تاجر الهيروين عدواني لأنه يعلم أن 5 جرام من المخدرات تعادل السجن بالمؤبد، كذلك مدمن الهيروين ليس لديه أخلاق أو مباديء لأنه يفعل أي شيء ويرتكب كل المحرمات الدينية والاجتماعية والبشرية للوصول لجرعة الهيروين وتعاطيها ليصل الأمر عند البعض للرهان بأولاده وارتكاب جرائم القتل البشعة، والتى لايكون سببها دائما المخدرات، تحليل الطب الشرعي واللجنة العليا يحدد سببها هل تعاطي المخدر أم وجود جنون لدي الشخص أم أسباب أخري، أما تاجر الأستروكس والأيس أو الشابو يعتبر طالب فى جامعة أو شاب ضائع أو مسجل خطر، ليس له شخصية واضحة للتعامل معه وهذا ما يثقل العبء على جهاز مكافحة المخدرات.

المخدرات المتعارف عليها، وكذلك الكيميائية المستحدثة التى ظهرت مثل (الأستروكس، الماريجوانا، الأيس أو الشابو، إكستاسي، المورفين، الفودو، LSD، GHB)، تتكون أغلبها من مبيدات حشرية ومخدر الحشيش ومواد كيميائية ضارة، وتحدث نفس الأعراض من تدمير خلايا المخ وضعف التذكر والتركيز وتدمير الجهاز العصبي، ودمور فى عضلات الجسم بالكامل، وفشل الكليتين والكبد، وفشل الجهاز التنفسي، وأزمات قلبية تتسبب فى موت مفاجئ، واضطرابات نفسية وسلوكية عنيفة واكتئاب حاد، والاستروكس عند تناوله مباشرة للبعض يحدث نزيف حاد ووفاة فى الحال.

أسباب عديدة مرتبطة بتعاطي المخدرات متعلقة بنسبة الثقافة، والمفاهيم الخاطئة، والفهلوة، وعدم الاكتراث للقانون، بجانب القدوة السيئة من قبل الأبوين، إدمان أحد الأبوين، التفكك الأسري وإهمال الأبوين لأبنائهم، أصدقاء السوء والفراغ، اضطرابات الشخصية، ضعف الوعي الديني، كما أن غالبية الطرق التى يتبعها الأهالى خطأ عند اكتشاف حالة تعاطي لديهم والتعامل معها، بجانب عدم الاعتدال في التربية فهو أمر كارثى سواء بالدلال الزائد أو القسوة الزائدة، فالمتعاطي يعتبر ضحية إذا كان يملك المال أو لايملك المال، سوي نفسيًا أو غير سوي نفسيًا؛ لأن هذه الأسباب تعتبر بؤرة خصبة للإدمان.

نماذج قليلة جدا نجدت من هذا الوباء أو الابتلاء نتيجة عدم الوعي بالشيء وخطورته، تبدأ من باب التجربة دون توقع العواقب التى تفتك بحياته، ويمكن الإصابة بالمخدرات مع العلم تمامًا بخطورتها محاولة للهروب من الواقع. هناك من يجد متعة في تجارة المخدرات وهم من الأثرياء وأكبر العائلات؛ يجدون متعة فى المتاجرة بأنواع غير معروفة فى مصر وفي أساليب تهريبها من الجمارك. دول ومنظمات غير قانونية تقوم بإنتاج المخدرات وشحنها وبيعها وتسيطر على المؤسسات المشروعة بالقوة أو الرشوة أو الابتزاز وأكثر هذه الدول، كولومبيا، أفغنستان، باكستان، سوريا، إيران، المغرب، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك أكثر الدول استهلاكًا للمخدرات، تليها تايلاند والسعودية.

مصر تعتبر رائدة فى مكافحة المخدرات بفضل جهود سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبفضل احتراف جهاز مكافحة المخدرات الحالي، الآن لا يوجد منطقة محددة أو شارع أو حارة تعمل بتجارة المخدرات كما كانت تعمل الباطنية والجيارة وبلبيس وغيرها، مصر تعتبر الدولة الأعلى استهدافًا لتعاطي المخدرات مقارنة بدول أخرى حول العالم، والأغلى سعرًا، هناك صعوبة في الحصول على المخدر وتم القضاء على معظم البؤر الإجرامية. اختيار منظمة الأمم المتحدة لمصر، كأول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة تعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال حتى سن 18 عامًا، يعكس الدور المحوري للدولة المصرية ومسئوليتها الوطنية لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها والطلب عليها، لمواجهة هذا الخطر الذي يلتهم المجتمع بأسره، وحماية العقل البشرى الذى كرمه الله، والتوعية لسنوات قادمة بداية من الطفولة تأكيدًا على أن المخدرات مغامرة قاتلة لا تقترب منها فهى تبدأ بنشوة وسعادة وتنتهي إما بجريمة أو وفاة.