نقابة السياحيين تطلق المؤتمر الأول للاستعداد للترويج لافتتاح المتحف الكبير/الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / علياء عادل 

هناك أوجه شبه عديدة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن كلاهما يشكلان خطورة كبيرة ويشتركان فى أعمال العنف السياسي، وانتهاك الحقوق وزرع بذور التمرد ضد المؤسسات الديموقراطية، ونظريات المؤامرة، والتحريض بنشر سلسلة طويلة من الأكاذيب لتسويغ عملياتهم العسكرية كما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، ورؤساء جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) بعد أن سعي نتنياهو للتخلص من بعض المسؤولين والضباط وقادة في الجيش للاستفراد بالقيادة.

يرتكب العدوان الإسرائيلي المدمر وغير القانوني المجازر والمذابح الأكثر دموية فى حق الشعب الفلسطيني، مع حصار شامل للغذاء والماء والطاقة والكهرباء عن غزة والضفة الغربية بطرق غير مشروعة، مع إلحاق الإصابات وعنف المستوطنين المدعوم من دولة الاحتلال، والاعتقالات التعسفية، والاختفاء القسري والتعذيب، وغيره من المعاملة السيئة القاسية فى جميع أنحاء الأرض المحتلة، وذلك وفقًا لتعهد بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجوم القاتل، معربًا أن هذا الهجوم ليس سوى البداية، ويوجد لديهم خطة ممنهجة للإبادة والمجازر الجماعية بالتنسيق مع ترامب الذي يؤكد أن الولايات المتحدة سوف تسيطر بالكامل على القطاع وستملكه، حتى وصلت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 52.243 شهيدًا، و117.639 مصابًا، منذ استئناف العدوان الإسرائيلي المتوحش فى السابع من أكتوبر 2023، فى مقابل 60 أسيرًا إسرائيليًا فقط، وما زال هناك ضحايا تحت الركام وفى الطرقات، حيث تمنع دولة الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم وإغاثتهم، "فدولة الاحتلال تطبق نظام الأبارتهايد" كما قالت أنياس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية.

في وقت لاحق، أوضحت إدارة ترامب ونظامها الصهيوني العميل هدف معلن هو التطهير العرقي للفلسطينيين وضم أراضي ساحلها البحري الثمينة، أحدثت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من القوة الاجتماعية والطبقة العاملة على الهجمية الاستعمارية اللامحدودة التى يتبعها ترامب فى مجال السياسة الخارجية، وفى ظل تنامي حركة الإضراب والمعارضة السياسية الداخلية، تسعى إدارة ترامب لشن هجومًا مباشرًا على الوضع الاجتماعي للطبقة العاملة الأمريكية من خلال تفكيك الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية والصحية، وتسريح مئات الآلاف من موظفي الحكومة، وتدمير التعليم العام بمنع الدعم ماديًا على الجامعات التى يتم فيها احتجاجات سلمية ضد النظام الاستبدادي ومعارضة الجرائم التى ترتكبها الحكومة الأمريكية، كما أكد نظيره على أن 66% من معارضة الإسرائيليين على سياساته لايشكلون خطرًا عليه ولا تهديدًا ملموسًا على الأمن العام فى إسرائيل، والواقع أنه يسعي لتحقيق أهداف الحرب الأساسية قبل انتهاء المدة المحددة له، وظهوره ضعيف أمام المجتمع الإسرائيلي وإسقاط حكومته وبدا يحدث ذلك؛ حيث كشفت المعلومات الاستخبارية أنه ما زال هناك ما يقرب من 20 ألف مسلح يتبعون حماس ومئات من الأنفاق فى قطاع غزة، وهو بمثابة "فشل" لنتنياهو فى تحقيق أهداف الحرب.

وفى السياق، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية اتهام الخبير الاقتصادي جيفري ساكس بنيامين نتنياهو "بالتلاعب بالسياسة الخارجية الأمريكية وخوض حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط، وأنه يسعى إلى استراتيجية منهجية للقضاء على حماس وحزب الله من خلال استهداف الحكومات الداعمة لهما فى العراق وإيران وسوريا" منذ عام 1995، بجانب اليمن ولبنان، الواضح أن هناك تنسيق كامل بين الإداراة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية واتفاق على الخطوط العريضة والعلاقة بينهم علاقة منفعة متبادلة، فأمريكا تعطى لإسرائيل حق التصرف كما تشاء فى المنطقة بشرط ألا تتعارض مع المصالح الأمريكية أو تلحق الضرر بها، وتدعمها عسكريًا بنسبة 94%، للوصول للهدف الضمنى غير المعلن وهو جعل منطقة الشرق الأوسط بالكامل مستعمرة صهيونية لما تتمتع به من ثروات طبيعية.

يعتقد الكثير من المجموعات والأفراد أن أنظمتهم السياسية لن تستجيب لمطالبهم أبدًا ويعتقدون بالتالي أن العنف ليس مبررًا وحسب بل ضروريًا لتحصيل الأهداف السياسية. وبصورة مشابهة، تعتقد الكثير من الحكومات حول العالم بأنها بحاجة إلى استخدام القوة والعنف لترهيب جماهيرها لتخضع لها. وفي أوقات أخرى، تستخدم الحكومات القوة للدفاع عن بلدانها ضد الغزو الخارجي أو غيره من التهديدات الأخرى وغزو الأراضي. ولكن يبقي التساؤل الأهم، لمن النصر، لأصحاب الحقوق أم لأصحاب القوة والهيمنة؟!