[٢٢‏/١، ١:٥٩ م] غادة: للمشاركة في معرض الكتاب وصول وفد الكتاب الروسي/الهرم المصرى نيوز

 

#بقلم

#أماني_محمد

#الفراشة

ذهبت برفقة دكتور أمجد وفريقه الطبي الى مستشفى الدكتور عوني،  وكُنت في قمة سعادتي بثقته، كان اليوم يسير في هدوء وفجأة سمعت هرج ومرج من تجمع أمام احدى الغرف، اقتربت من الناس رأيت الجميع يحاول الامساك بمريضة تحاول الهرب منهم لكن الذي أثار رعبي صوتها وعيونها الحمراء، لا أحد يستطيع امساكها، شعرت أن جسدي يتحرك رغم إرادتي واتجه نحوها حاولت الرجوع لكن لم أستطع، أصبحت أمامها فارتسمت علي وجهها ابتسامة عريضة شعرت بالذعر من نظراتها، نفيت الفكرة سريعا من رأسي لكنها أمسكت يدي بقوة، كان الجميع يتابع الموقف في صمت حاولت إفلات يدي لكنها ضحكت بصوت هز أركان المكان و ارتعد له قلبي وتحدثت بصوت يرتعش معه البدن 

_الي أين يا سارة؟ القادم أنتِ وليس أنا .

ذهبت بعيدا من شدت خوفي، كانت تضحك بشكل هستيري يثير الرعب ملامح وجهها و لون عيناها، ذهبت الى فريقي عندما تحدثت الي صديقتي قالت:

 الدكتور مبسوط جدا بسيطرتك علي المريض.

 كنت أستمع إليها بصدمة، أيعقل أنهم لم يسمعوا صوتها ، كانت هناك مفاجأة كبيرة لي، لقد أسند لي دكتور عوني تلك الحالة، لم أتوقع ذلك حاولت الرفض كثيرا لكن دون جدوى، والأن عليّ الذهب إليها حتي أبدأ رحلتي معها، طلبت من صديقتي مرافقتي، ذهبنا الي الغرفة وكان قلبي يدق بشدة من الخوف 

دخلت الى الغرفة فسمعت صوت بابها ينغلق، حاولت فتحه عدة مرات، سمعت صوتها 

_تعالي يا سارة أنا في انتظارك من شهور

_من أنتِ و كيف عرفتي اسمي؟ أريد أن أخرج .

_إلى أين؟ لن يستطيع أحد الافلات منهم

_منهم؟! من هم؟! ابتعدي عني، ياد كتور، هل يسمعني أحد؟ أريد أن أخرج من هنا 

_لن يسمعك أحد، أنتِ الان بين ايدهم وانا سوف أذهب إلى اطفالي .

كنت أصرخ من شدة الأصوات التي تصرخ في اذني، كان هناك العديد منها وضعت يدي علي وجهي صرخت" من أنتم ؟ ما الذي يحدث هنا؟! 

_لا تخافي يا سارة اهدئي .

نظرت إليها بخوف كيف تغير صوتها حاولت استجمع قوتي فأنا أمام حالة انفصام 

_ كيف ذلك؟! من أنتم؟

_أعلم جيدا ما يدور بداخلك، استمعي الي الان ودون مقاطعتي لا يوجد وقت تزوجت بطريقة قديمة كانت امي تخشى أن اقترب من الناس، وفي يوم أتت جارتنا الجديدة وطلبت يدي الي ابنها كان فهد شاب وسيم لفت نظري إليه من أول لحظة، كنت سعيدة جدا و وافقت امي، كانت سعيدة بسعادتي فأنا ابنتها الوحيدة التي افنت شبابها عليها عدت فترة الخطوبة سريعا وتزوجت كانت سنة من الهنا معه لم أشعر يوماً بالحزن .

كانت تتحدث وهي تبكي بحرقه شديدة وعندما أحاول الحديث تشير لي بالسكوت احترمت ذلك 

وتبعتها في صمت كان قلبي يدق بسرعة شديدة 

_لكن علي الرغم من سعادتي كان هناك ألم كبير داخل قلبي لا أعرف سببه، وقبل ولادتي بأيام قليلة كنت في ثبات عميق افقني منه اصوات غريبة اسمعها بالخارج فتحت عيوني وانا ابحث عن فهد بجواري لكن لم يكن بجواري كنت في اخر أيام الحمل بالفعل متعبه جدا حاولت النهوض واقتربت من الباب قلبي يدق بسرعة غير عاديه فتحت وذهب اتابع الاصوات كانت في تلك الغرفة التي يمنعني عنها فهد بدون سبب و التي بائت كل محاولاتي بالفشل في فتحها أو معرفه ما بداخلها، قمت بسؤاله كثيرا فكان رده واحد "بداخلها  بعض من الادوات الخاصة بعملي في الشركة"، قمت بفتح الباب  ولأول مرة يفتح رأيت أمامي نار كثيفة فقدت الوعي، وبعد افاقتي رأيت نفسي في سريري داخل غرفتي وزوجي بجواري صرخت بدون وعي اخذني بين أحضانه واقنعني أن كل ذلك مجرد كابوس ولا يوجد أي شيء ومن كتر عشقي له صدقت وحاولت النوم وبعد أيام من الخوف الشديد وكان هو معي طول الوقت لا يذهب الي العمل قال لي انه في إجازة من أجلي، واتي اليوم المحدد لولادتي، كانت أمي ترافقني ورزقني الله بأجمل طفلين اسميناهم مالك وملك كانت سعادتي لا توصف بين يدي قطعه مني ومن معشوقي الاول زوجي، كان في غاية الفرح وهو يحملها وكان يردد كلمة واحدة "أخيرا أصبح لي اطفال بعد كل تلك السنين" 

لم استوعب الكلمة وقتها لقد مر علي زواجنا سنة فقط لكن سعادتي بهم كانت الأقوى، بعد يومين ذهبت معه الي المنزل كانت أمي تريد الذهب معانا لكنه أوصلها الي شقتها وطلب منها جلب بعض الملابس لها حتي تستطيع المكوث معانا.

وصلنا المنزل..

حاولت مقطعتها أشارت إلي بالسكوت، لكنها أكملت:

"لا يوجد وقت اليوم سيعود بعد قليل"

كانت كلماتها تشعرني بالقلق لكني التزمت الهدوء حتي تكمل حديثها، قالت:

"صعدت معه ومع اطفالي الي شقتنا لكنه ذهب علي الغرفة المغلقة ومعه اطفالي ناديت عليه لا تدخل بهم الي هنا يا فهد لهم غرفتهم لم يجيبني كنت أشعر بالخوف من تلك الغرفة ، فهد اذا سمحت لا تدخل بهم نظر إلي مبتسم وقال" لا تخافي هنا عالمهم لا احد سيحتفل بيهم اكتر من هذا العالم ."

اندهشت من كلماته و قلت دون وعي:

"عالمهم ماذا تقول انها مجرد غرفة بها بعض الآلات الخاصة بعملك ."

ضحك بشكل هستيري اخافني كثيرا تحول من الوسامة الي البشاعة في نظري حاولت انا امسك اطفالي لكنهم طاروا، ورأيت امرأة سمراء تطير مع أولادي وتمسك بهم صرخت وحاولت التحرك لكن دون جدوى تذكرت ذلك اليوم عندما رأيت فهد يدور حول نار ويردد بعض الكلمات الغير مفهومة لي وكانت تلك المرأة هناك أيضا كنت اصرخ "اطفالي! فهد! انقذ أولادنا"

لكنه أكمل ضحكاته الهستيرية و قال:

"لا تخافي يا عزيزتي والان عليكِ سماعي للمرة الأخيرة انا ذاهب مع اطفالي الي عالمي سوف اعود مرة أخري لأخذك معي."

صرخت و الرعب يملئ قلبي قائلة

"عن أي عالم تتحدث؟! لم أعد استوعب ما يحدث فهد أنت تمزح معي، كف عن ذلك و الحق بهم ."

لكنه قال في صوت اجش ارتعد له قلبي الخائف:

"لا يوجد وقت يا احلام انا من عالم آخر اتيت الي ذلك العالم ليكون لي اطفال يحملوا خليط من العالمين وبالفعل معي اطفال عليا الذهاب الان .

لما استطيع الإجابة لقد تبخر من أمامي شعرت أن الحياة توقفت وأصبحت حبيسه داخل جسدي  وبعد محاولات الهرب منه هنا 

ظهر فهد عند ظهورك عليكِ الهروب يا سارة سيحدث معكِ مثل ما حدث معي سيأتي الان   هناك رسالة لكِ من هذا العالم .

لما اكن باستطاعتي الحديث كنت استمع لكن لساني يعجز عن الرد لا اعلم السبب .

_لقد اختارك بعدي وستكونين أم الأطفال القادمون والان أنا ذاهبه حاولي الهروب .

اختفت احلام من أمامي سمعت صرخاتها فقط، صرخت كثيرا حاولت تسجيل كل ما حدث معي أشعر أنها النهاية 

" أنا سارة طبية في مقتبل العمر أشعر أن العمر انتهي في بدايته، لقد قررت الرحيل بعيدا.

 لا تحاولوا العثور علينا ."

نقلنا لكم آخر ما كتبته أحدي المفقودين في ظروف غامضة .