وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية يشهد ندوة عن "إصابات الملاعب وحالات توقف القلب"/الهرم المصرى نيوز

 

بقلم الكاتبه/مني فتحي 

تقص لنا القصة "هويدا" التي نشأت في أسرة مرموقة اجتماعيًّا. 

كانت هويدا بطبعها متميزة دائمًا ومتفوقة في دراستها، وظلت على هذا التميًُز والتفوق إلى أن تخرجت من جامعتها بتقدير امتياز، وذات ليلة ذهبت في حفل زفاف خاص بأحد أقاربها؛ فرآها هُناك شاب كان مُهندسًا، فأُعجب بها وتقدم لخطبتها وتمت الموافقة عليه، ومرَّت فترة التعارف، فكان يُحب عائلتها ويحترمهم كثيرًا وبالتحديد والدها، وسارت بنا الأحداث إلى أن أنجبت منه ولدين وفتاة، ومرَّت بنا السنوات ونمىٰ ابناءها وتزوجوا؛ ثم هاجروا خارج البلاد؛ للبحث عن عمل واستقروا بالخارج هم وزوجاتهم، ومن بعد الانتهاء من زواجهم، تزوجت الفتاة أيضًا. 

ومن هُنا بدأ حديث هويدا. 

مُنذ زواج ابنائي جميعهم لاحظت على زوجي الانطواء قليلًا، وأصبح كتومٌ جدًّا ولم يعد يُخبرني بأي شيءٍ على عكس عادته، وأيضًا بدأ تدريجيًّا أن يغيب عن المنزل لفتراتٍ طويلة بحجة أنَّه يوجد عليه ضغطٌ في العمل؛ لكن هذه الحجة لم تقوم بإقناعي بشكلٍ كلي، فبدأت الشكوك تخلل إلى أوردة قلبي حتى احتلت قلبي بأكمله، وعندما قُمت بمواجهته بأن العمل لا يستمر لهذا الوقت؛ أنكر ذلك واتهمني بتفكيري السيء، وأطلق عليَّ سيئة الظن، بعد كل تلك السنوات التي عشناها معًا اتهمني بسوء الظن! 

فكنت أصمت ولا أتحدث ولا أُعقب على حديثه وكلماته القاسية؛ تجنبًا للشجار، لكن قلبي يحترق من الداخل، فبدأتُ في مراقبته؛ لأؤكد صحة شكوكي لكنني فشلت، حتى أنه جعلني أُصدق أنني أتوهم وأظلمه بالفعل، ولكن قلبي كان يأبى التصديق. 

وفي يومٍ ما أخبرني بأنه سيسافر في رحلة عمل، وسوف يعود في وقتٍ متأخرٍ من الليل، فقبلت بصمتٍ وبالفعل سافر. 

ولكن المُفاجأة لم تكن هُنا، بل كانت المفاجأة عندما وجدت هاتف منزلي يهتز معلنًا عن اتصال من أحدهم، فقُمت بالرد فإذا بصوت أنوثي يقول لي بأن زوجي مريض وأعطتني عنوان منزلها ثم أغلقت الخط، فقُمت بمهاتفة إخوته، وابنتي، وزوجها، ولم أُرد الاتصال بابنائي في الخارج حتى لا يجتاحهم القلق، وبالفعل ذهبنا جميعًا إلى العنوان التي اعطتني إياه تلك المرأة واتصلنا بالإسعاف وجائت وتم نقل زوجي إلى المشفى، وتبعتنا تلك المرأة إلى هُناك، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة أخبرنا الطبيب بأنه أُصيب بأزمةٍ قلبية وحالته خطرة لحدٍ كبير، فقُمنا بمهاتفة ابنائي؛ ليأتون لرؤية والدهم، أما أنا فكُنت في عالمٍ آخر، كان عقلي مُشتت لِمَ حدث، كانت بداخلي الكثير من الأسئلة التي أُريد لها الكثير من الأجوبة، فنظرت لوجه تلك المرأة؛ لأرى معالم القلق على وجهها خوفًا على زوجي، فنهضت وذهبت باتجاهها ثم وقفت أمامها وطرحت عليها بعض الاسئلة، فقُلت: من أنتِ؟ وماذا كان يفعل زوجي عندكِ؟ 

لتسقط كلماتها على قلبي كالثلج، لأتجمد من فرط الصدمة، حيث قالت أنه زوجها، وقد تزوجها مُنذ زمن. 

فلماذا؟ وكيف حدث ذلك؟ هل قُمت بالتقصير في حقوقه؟ هل أهملته يومًا ما؟ كيف خدعني كل تلك السنوات؟ لِمَ فعل بي ذلك؟ 

كنت يوميًّا أذهب له وأجلس بجواره في المشفى، وأنتظره ليفيق؛ لأبدأ بعتابه قائلة له حين يفيق: لِمَ فعلت بي ذلك؟ لِمَ خدعتني؟ لم أفعل لكَ شيئًا فلِمَ قسوْت هكذا، لقد قدمتُ لكَ كل المحبة والود ولم أرى منكَ غير الخداع. 

لكنَّ القدر شاء غير ذلك وتوفيَّ زوجي قبل أن أقوم بمواجهته بكل تلك الحقائق، وبالطبع بعد وفاته علم أصدقاءه، والأقارب وإخوته، بالزوجة الثانية له؛ حيث أعلنت زواجه منها أمام الجميع، ويعلم الله أنني أعطيت له ميراثها بما يُرضيه، وأعطيتُ كلًا من أولادي ميراثه أيضًا. 

وبعد مرور عام من وفاة زوجي تقدم أحد أصدقاء أقربائي للزواج مني، فكان ذاك الشخص منفصل مُنذ زمن؛ بسبب عدم إنجابه ولم يُفكر في الارتباط مُجددًا كل تلك السنوات، فاستخرتُ ربي وشعرتُ بالراحة ثم أخبرتهم بالموافقة، لكنني حين أخبرت ابنائي بذلك صُدمت من رد فعلهم؛ حيث عارضوني واتهموني بأنني لا أملك الوفاء لوالدهم، وأنني لا يجوز أن أتزوج بغيره؛ حتى وإن توفىٰ، فكان قرارهم صارم، ثم قاموا بتهديدي بمقاطعتهم لي الباقي من عمري إن تم ذلك الزواج، كيف لهم أن يطلبون مني الوفاء لرجلٍ هو بذاته لم يملك الوفاء لي وكان يقوم بخداعي لسنواتٍ ونحن تحت سقفٍ واحد، أي وفاءٍ يتحدثون عنه؟ وبأي حقٍ يفعلون معي ذلك! 

أنا الآن مُشتتة، لا أعلم ماذا أفعل، هل أخضع لهم واستسلم لتهديداتهم؛ أم أُصمم على رأيي وأتزوج؟ فأنا كبرتُ بالسن ومن حقي أن أشعر بالونس والأمان بعد كل تلك القلق الذي عشته مع والدهم، ماذا أفعل حقًّا؟ 

رسالتي لكِ: أنا أُقدر جدًّا شعور المرأة حين يقوم أحدهم بخداعها، وخيانتها، أشعر بها حين تُجرح وتُحطَّم من قبل حبيبها، أعلم ما مررتِ به جيدًا، وأشعر بالألم الذي شعرتِ أنتِ به حين كُشفت كل الحقائق، وحتى إذا لم يحدث ما حدث؛ فأنتِ من حقكِ أن تعيشين حياتُكِ كما تُريدين، وترسمين مستقبلًا، إنها حياتُكِ وقراركِ أنتِ، كلٌّ منهم لديه عائلة ومنزل سيُشغل به وستشغله الحياة عنكِ، كل فردٍ يُعارضكِ لديه ونسٌ في منزله؛ أما أنتِ من ستشعرين بالوحدة في النهاية، تعمقي في كلماتي جيدًا ثم افعلي ما تُِريدين أنتِ وليس هم.