التقى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة مع السيد " ألكسندر دي كرو " رئيس وزراء بلجيكا، ـ جريدة الهرم المصري نيوز

متابعة عبدالله القطاري من تونس 

 احتفلت تقريبا كل دور الثقافة وبعض الجمعيات والأندية بهذا الحدث لاحياء كل ما هو موروث ثقافي يحفظ الذاكرة والهوية وفخر الإنماء والعادات والتقاليد، وكان لدار الثقافة السليمانية برنامج وضعته لها بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبمشاركة بعض الجمعيات والمنظمات والأندية في هده التظاهرة، فكان شعارها لهذه السنة، ذاكرة السليمانية بين الماضي والحاضر وانطلقت من يوم 10/ 05/ 2024 الي غابة 18/ 05/ 2024... وكان حضور نادي الأدب مشرّفا الذي تشرف الأستاذة سونيا عبد اللطيف بجمعية ابن عرفة الثقافية يوم الثلاثاء 14/ 05 / 2024 اذ اشتغلت على  الأمثال الشعبية التونسية ومدلولاتها، وما يقابلها في جهات مختلفة من البلاد التونسية، وفي عدة بلدان عربية من المحيط الي الشرق، فكان الموروث الثقافي الغربي تقريبا واحدا وهموم العرب ومشاكلهم واحدة بحكم التجربة والخبرة وتناقل الثقافات من خلال السفر والترحال والتجارة، وطلب العلم،.. منذ زمن بعيد، فالجوهر او الفكرة الأساسية في الأمثال الشعبية تكاد تكون نفسها، بحك الهاجس واحد، ما يجعلها تختلف احيانا هو عامل اللغة واللهجة، التي هي الأخرى قابلة للتطور والتجديد والتغيير،.. فاللغة سواء كانت باللغة العامية او الفصيحة هي لغة الإنسان اكتسبها عبر الأزمان والاجيال، وهي طريقة تواصل الناس فيما بينهم، وما كانت الجغرافيا يونا عائقا في توصيل الفكرة، فكل الإشارات وكل اللغات تؤدي وظيفتها و تحقق مبتغاها،... وتبادل الجميع عدة أمثلة شعبية من التراث الشعبي، البعيد والقريب، وادلى كل بدلوه، والسؤال الذي طرح على الأذان هل الأمثال مصدرها اللغة العربية الفصحى او العامية؟ وهل لهذه الأمثال تاربخ معين ومكان معين انطلقت منه... وهذا يصعب تحديده، الا ربما بدراسة تتناول في الغرض، وقد تتطلب سنوات من البحث والحفر والنبش، بالعودة إلى مصدر الأمثال، بحسب رقعتها الجغرافية، وكيف تطورت وانتقلت، حتى صلت البنا، ولمن يرجع الفضل في حفظ هذه الأمثال التي بعضها يقترب إلى الحكم والعبر، وهذا سؤال اخر، كيف نفصل ومميز بين الحكمة والمثل والعبرة، برغم ان جميعها في توعية الإنسان ولفت انتباهه وإيقاظ ضميره، واشارة ليتّعظ من دروس الاخرين الذين سبقوا في الحياة،... وكما يقول المثل

اسمع الكلام اللي يبكيك وما تسمع كلام اللي يزهيك

واللّي ليك.. ليك، واللّي خاطيك.. خاطيك

وحطْها حلقة في وذنيك

والصّوف يتباع بالرْزانه

وخوذها من يد شبعان إذا جاع وما تاخذهاش من يد جيعان إذا شبع

والماء اللّي ماشي للسّدرة زيتونتنا أولى بيه

والمتنقّله ذبلانه

وجارك القريب خير من موك البعيد

وكان جاء خو ينفع خو، حدّ ما يبكي على البو

وعمشية في دار العميان

َعتمل فيها اطرش في الزّفّه

والعظمة (البيضة) ما تقول طقّ إلا إذا ثمّا شقّ

واللّي موش مستانس بالبخور تتحرق جوانحو

وصنعة بوك لا يعايروك

ولد الفأر يطلع حفّار

كبّ الطْجرة على فمّها تطلع البنيّة لأمها

زيّن القطّوسه تطلع عروسه

تحت جناح ذبّانه ولا في الجبّانه

والقائمة طويلة...

ولا ننسى ان الكثير من الأدباء التونسيين من اشتغلوا على موضوع التراث الشعبي التونسي في أكثر من مجال، اللغة، اللهجة، اللباس، الأواني، الأكل الأكلات، الاعراس والحفلات، الختان الولادة، المرض والتداوي بالاعشاب ، الطقس، الألعاب،...

مثل الدكتور الطاهر الخميري له قاموس العادات والتقاليد التونسية.. 

كذلك الأديب محمد الصادق قليبية الذي الف كتابا عن اللهجة المحلية بالعودة الي قاموس اللغة واصل الكلمة ودك بعض الاغاني من التراث وامثلة من السعر الشعبي وبعض الألعاب الشعبية التي انقرض الكثير منها..

وغيرهما....

وكان رفيقنا في هذه الجلسة الممتعة التي تفاعل معها الحضور بكثير من المتعة والانشراح  عازف الناي رشيد بن جوهرة الذي اتحفنا بالحان شجية وبأمثلة،.. من المخزون الشعبي و أفقه غناء الشاب زياد العياري وقد ابدع كعادته، بل بيّن للجميع أن صوته كل مرة افضل من قبل، بفضل عرَزمه وتدربه المتواصل على الحفظ والأداء، كذلك شارك في هذه الأجواء الفنية اغلب الحاضرين، غناء وتصفيقا وضخكا ورقصا وزغاريدا، التعبير الجسماني والرقص من التراث والزغرودة تراث،... كما اشتغلت ورشة الفن التشكيلي متذ بداية الحصة على تجسيد بعض الأمثلة بالرسوم والألوان، فكانت لوحات تشكيلة على غاية من الجمال، والإبداع، فكان إلى جانب الرسامين المحترفين مثل الاستاذ محمد القماطي والأستاذة حورية القماطي جماعة من التلاميذ وهواة الفرشاة...

في آخر الجلسة وقع عرض اللوحات التشكيلية وقراءتها، التقاط بعض الصور في أجواء من الضحك الانتعاش،...

وكان الاختتام الاخير، اجتماعنا في مقهى شعبي بالعاصمة،  مع الشعر وعزف الناي ومواصلة الأمثال في أجواء جمعت الطرافة والمزاح بالافادة والاستفادة....

تحية لمديرة دار الثقافة السليمانية الأستاذة نجلاء الواد على اجتهادها في سبيل نجاح التظاهرة برغم الامكانيات المحدودة ولكل الموظفين معها في الإدارة ولكل الأصدقاء شعراء وادباء ورسامين ومبدعين وهواة على الحضور والمساهمة في هذه الجلسة كل بما جادت قريحته..

وشكر خاص لنادي الأدب على مواصلة النشاط ودأبه على العطاء والاجتهاد والتجديد... والف تحية شكر لكل من وثقوا به واخلصوا له...

نرتقي.. نلتقي

تحيات

سونيا عبد اللطيف

المشرفة على النادي

تونس 14/ 05 / 2024