لقاء موسع للقومي لحقوق الإنسان لتعزيز التكامل مع المواثيق الدولية - الهرم

بقلم الاعلامية الدكتورة/ غادة مصطفى
مكتب المنصورة 
لقد ارتكب الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب خطأً فاضحاً قاتلًا عندما قرّر وقف مُساهمات بلاده في ميزانيّة منظّمة الصحّة العالميّة، وعاد وارتكب خطأً أكبر بتراجعه عن هذا القرار لأنّ هذه العودة أكّدت ارتباكه، وسُوء إدارته لأزمته مع تداعيات أزمة فيروس الكورونا محليًّا ودوليًّا، مثلما أكّدت مُجدَّدًا عدم سلامته العقليّة وأهليّته لحُكم دولة عُظمى تملك آلاف الرؤوس النوويّة ويملك الزّر النووي فيها.
الرئيس ترامب أثار استغراب العالم واستِيائه عندما قرّر في لحظةٍ انفعاليّةٍ تجميد مُساهمة بلاده السنويّة في منظّمة الصحّة العالميّة قبل أسبوعين بذريعة فشلها في تحقيق أهدافها، وتواطُئها مع الصين في إخفاء الأخيرة معلومات عن منشأ فيروس “كوفيد 19” وبدايات انتشاره، وهي الذرائع غير المُقنعة، اللهمّ إلا إذا كان الرئيس ترامب أقدم على هذه الخطوة الغبيّة لأسباب عنصريّة، ولأنّ أمين عام المنظّمة أسمر البشرة ومن أصولٍ إثيوبيّة.
وقد تراجع ترامب عن قطع المساعدات الامريكية لمنظمة الصحة العالمية بعد تجميدها مؤقتا على ذمة التحقيق في كيفية تعاملها مع فيروس كورونا
لقد أكد الرئيس الأمريكي ترامب بأنه يدرس طيفا واسعا من الخيارات التي قد تتخذها إدارته بحق منظمة الصحة العالمية على خلفية فيروس كورونا المستجد ، وقام بالكشف عن إحداها.
بناء علي تقرير لقناة “فوكس نيوز” أفاد بأن البيت الأبيض ينوي استئناف تقديم مساهمات الحكومة الأمريكية في ميزانية المنظمة التابعة للأمم المتحدة جزئيا ، بعد تجميدها مؤقتا على ذمة التحقيق في كيفية تعامل المنظمة مع الجائحة.
وقال ترامب لمذيع فوكس نيوز” المدعو لو دوبز: “هذا هو واحد من مختلف الخيارات قيد الدراسة، وبموجبه سندفع 10% من المبلغ الذي دفعناه على مدى سنوات عديدة فيما كانت المساهمات الصينية أقل بكثير”. ولم أتخذ قرارا نهائيا بعد وجميع المساهمات معلقة .
وشن ترامب سابقاً هجوما حادا على منظمة الصحة العالمية وقرر تعليق المساهمات الحكومية الأمريكية في ميزانيتها لمنظمة الصحة العالمية متهما بذلك إياها بالانحياز للصين التي يعتبرها البيت الأبيض مسؤولية عن انتشار الجائحة.
وفي الوقت ذاته تتعرض إدارة ترامب لانتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة لكيفية تعاملها مع انتشار الوباء في الأراضي الأمريكية وخاصة أن الرئيس كان يقلل على مدى أسابيع من خطورة الفيروس في المراحل المبكرة من الجائحة.
وحتى الآن سجلت في الولايات المتحدة حسب بيانات جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية
أكثر من مليون و443 ألف إصابة بالفيروس الذي يسبب مرض “كوفيد-19″، بما في ذلك 87568 حالة وفاة،
بما يتجاوز أضعاف حصيلة أي دولة أخرى في العالم.
وكشفت قناة فوكس نيوز الأمريكية أن إدارة الرئيس ترامب ستستأنف جزءا من التمويل لمنظمة الصحة العالمية بعد أن قامت بتعليقه في وقت سابق بدعوى “فشل” المنظمة وقربها من الصين في وباء فيروس كورونا.
وقالت فوكس نيوز إنها حصلت على رسالة تفيد بأن إدارة ترامب ستقدم لمنظمة الصحة العالمية أموالًا بقدر ما تدفعه الصين، في مجالات معينة.
وقال مقدم البرنامج في القناة تاكر كارلسون: “لقد سمعنا أن ترامب سيوقع الرسالة المذكورة. ولا نعرف كيف اقتنع بذلك”.
وكان ترامب قال في رسالة إنه يعتقد بأن المنظمة لا تزال تتمتع بإمكانيات كبيرة رغم التحركات الفاشلة.
كما أشار ترامب إلى إمكانية أن تزيد الولايات المتحدة حجم التمويل بشكل متوازن إذا قامت الصين بذلك.
وفي وقت سابق قد أوعز ترامب لإدارته بتجميد التمويل الذي تقدمه بلاده للمنظمة واتهمها بسوء إدارة أزمة كورونا.